أحمد إبراهيم بدوي:

 

 إن من ثمار ما نمر به من مِحن وأحداث مُتلاحقة وضربات مُوجعة أننا تعلمنا كيف نربط المواقف ببعضها والمقدمات بالنتائج وكذلك علمتنا كيف نتعلم مما سبق من أحداث وأن نبحث عن المستفيد .

بداية لابد من طرح هذا التساؤل .. ماذا ننتظر أن يحدث على مدار شهر أوله زيارة من مصر لأمريكا وآخره إقامة قداس لـ " بابا الفاتيكان " في استاد القاهرة ؟

لقد أجمع المحللون على أن هذه الزيارة تعتبر كما سُميت " صفقة القرن " والصفقة لابد وأن تكون واضحة المعالم من حيث الأطراف والبنود والشرط الجزائي والعقاب لمن يخل ببنود هذه الصفقة .

إننا لم نعرف من كل ما سبق سوى طرفي الصفقة ولكن تفاصيل الصفقة من حيث البنود والشروط ما زالت في طي السرية لم نطلع عليه لا جملة ولا تفصيلاً .

ولكن .. ماذا نتوقع من صفقة بين " قطبي " الشر كما أسموهم بعض المحللون ؟

- إن العامل المشترك بين القطبين هو مصر وما حولها من العالم العربي والإسلامي من ناحية والأطماع الأمريكية في هذه المنطقة من ناحية أخري .

- إن قيام المجرم السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية المُحرمة والمُجرمة ضد شعبه في " خان شيخون " كان قبل زيارة السيسي لأمريكا بساعات ، وإن ضرب أمريكا لبعض المواقع السورية كان بعد الزيارة بساعات .

- إن التفجيرات التي استهدفت الكنائس ما كانت تتم إلا لتصدير صورة للخارج بأن مصر تعيش على صفيح ساخن بسبب الإرهاب وأن هناك استهدافا للنصارى داخل مصر يُحتم تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للتغلب عليه .

- إن التفجيرات التي استهدفت الكنائس ما كانت تتم إلا لتقديم مُبرراً لزيارة بابا الفاتيكان والوفود الأوروبية والقنوات الفضائية التي ستزور مصر آخر الشهر الجاري الذي من أجله عُطلت الامتحانات وستشل كل مظاهر الحياة إلا من مراسم الاستقبال وطقوس القدَّاس ومراسم الوداع .

- إن التفجيرات التي استهدفت الكنائس ما كانت تتم إلا لتقديم مبرراً لتسليم استاد القاهرة والمناطق المجاورة لجهات غير رسمية لتأمينه قبل وأثناء الزيارة المُرتقبة لبابا الفاتيكان .

- إن التفجيرات التي استهدفت الكنائس ورائها ما ورائها من مخططات دنيئة ستفصح الأيام القادمة عنها أو عن بعضها .

- وأخيراً أقول :

- إن وقوع مثل هذه الجرائم داخل أماكن ذات حراسة مُشددة وتأمين مُحكم وبهذا التنفيذ الصائب للهدف لتدل على الترهل الأمني والعبثية والفوضى وربما الاختراق وذلك للانشغال عن المهمة الأساسية باللهث وراء أمور من شأنها تثبيت أركان النظام على حساب سواها من أمن واستقرار الجبهة الداخلية للوطن .

- إن عدم معرفة نتيجة ما تم في الأحداث المماثلة السابقة يشير بأصابع الاتهام إلى المسؤل عن ترهل المنظومة الأمنية ويُعد مبررا كافياً لكل نفس دنيئة لكي تكرر المشهد مرة بعد مرة .

* اللهم إنا نبرأ إليك من كل نقطة دماء تراق على أرض مصر دون وجه حق شرَّعته في كتابك .

 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر