نبيه عبدالمنعم  :

 

 لقد شرعت الحرب فى الإسلام لنشر الدين وشرع فتح البلاد حتى يخلى بين الناس وبين ربهم . لا حجر على الأفكار ولا على الدين . فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
.
فما الذى يمنع المسلمين الآن من فتح أوروبا ونشر الإسلام فيها حتى وإن كانوا لا يملكون مالا ولا سلاحا . ولم تعد الحرب هى الوسيلة الوحيدة . فالبلاد مفتوحة للجميع ووسائل التواصل متاحة والقوانين الأوروبية تسمح بذلك .
.
وما الذى يمنعهم من فتح أمريكا حتى وإن كانوا لا يملكون قوة ولا سلاحا فكل مسلم يستطيع التواصل ودعوة الناس فى آخر الدنيا .
.
هذا ما فطن اليه الإخوان المسلمون . فكونوا فروعهم فى دول أوروبا وأنشئوا مكاتب فى ولايات أمريكا .
.
وقد انتشر الإسلام فى أوروبا سواء فى أوساط المهاجرين أو اهل البلاد الاصليين حتى إنك لترى فى فرنسا والمانيا والنمسا وهولندا أعدادا من المسلمين تهدد أوروبا المسيحية وتشعر حينما ترى فرقها الرياضية أنك أمام بلاد نصف مسلمة على الأقل .
.
ولقد نظموا المسلمين هناك وكونوا جماعات ضغط فى أوروبا تنافس جماعات الضغط اليهودية مع ان اليهود تدعمهم دولتهم اللقيطه وهؤلاء تحاربهم دولهم وتحرض عليهم .
.
وأنشأوا المساجد ومارسوا الدعوة حتى أن الإستراتيجيين الأوربيين توقعوا ان تكون هذه الدول ذات اغلبية مسلمة بحلول عام 2050 .
ولولا الطابور الخامس فى بلادنا الذى حرض على المسلمين هناك وساهم فى تكوين داعش وغيرها لتشويه الإسلام ووقف زحفه لانتهت دعوتهم الى غايتها فى موعدها .
.
ومنذ سنين وهم يعملون بجد فى المجتمع الأوروبى تحت لافتة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا
وهو هيئة إسلامية أوروبية جامعة تشكل إطاراً موحداً للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية الأعضاء فيه ويضم الاتحاد اليوم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 بلداً أوروبياً.
.
ويعتبر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الجناح الأوروبي لتيار الإخوان المسلمين العالمى .
.
وقد بدأ العمل منذ أواخر الخمسينات الميلادية من الطلبة الوافدين الذين جاءوا بالذات من مصر وبدأو العمل بصفوف الطلاب ثم تطور العمل إلى المؤسسات،
.
فبعد قيام النظام المصري بضرب جماعة الإخوان المسلمين واعتقال أعضائها في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر قام الكثيرين منهم بالهجرة من مصر تجاه أوروبا وألمانيا خصوصا فقاموا بتأسيس العمل الإسلامي هناك علي مستوي كل قطر أوروبي حتي تم تاسيس الاتحاد كمظلة تحوي كل هذه الانشطة علي مستوي أوروبا ومن أوائل قادة هذا العمل الإسلامي سعيد رمضان زوج ابنة الإمام حسن البنا والسكرتير الشخصي له
تأسس الإتحاد بريطانيا أواخر سنة 1989م وكذلك الاستاذ مهدى عاكف والدكتور ابراهيم منير .
.
يضم الاتحاد عضوية مؤسسات إسلامية كثيرة على مستوى أوروبا، وله هيئة عمومية، ومجلس شورى، ومكتب تنفيذي. ويمتلك برنامجاً وخطة لمدة 20سنة قادمة.وله مجموعة من المؤسسات في غير الدول الأوربية، .
.
للاتحاد علاقات رسمية واضحة وقوية مع الأجهزة الرسمية الأوربية على رأسها الاتحاد الأوربي .
.
ويهدف إلى الحفاظ على الوجود الإسلامي في أوروبا والارتقاء بمستواه العام وخدمة مصالحه وتمكينه من أداء رسالته في التعريف بالإسلام والدعوة ضمن الأطر القانونية الأوروبية.
.
تعمل جميع مؤسسات وهيئات ومراكز الاتحاد على توطين الإسلام في الغرب بالاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، اندماجاً يجمع بين الحفاظ على الهوية الإسلامية وممارسة المواطنة الصالحة بخدمة الصالح العام .
.
يضم الاتحاد أعضاء من العرب والاجانب وهؤلاء يمثلون ما لا يقل عن 1000 جمعية ومركز ومؤسسة تعمل في مختلف مجالات العمل مثل الشبابية والنسائية والطفولية،
و يضم في عضويته اتحادات كثيرة . هذه الاتحادات متواجدة في 30 قطر أوروبي، من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية وكذا لها نشاطات متعدده وجمعيات إنتاجية، ومنتديات شبابية، وجمعيات شبابية، وكشافية، وعمل دعوي، وعمل سياسي، وعمل خيري.. هي نسخة من أي جماعة في أي دولة من الدول الإسلامية،
.
ومن المؤسسات التابعة له
المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
ويتبع له المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة وهو عبارة عن اتحادات نسائية في الدول الأوربية
وأنشأ عام 1998م .
منتدى الشباب المسلم الأوربي ويضم في عضويته اتحادات الشباب الموجودة في مختلف دول أوروبا .
اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا .
الرابطة الإسلامية في بريطانيا .
اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية بإيطاليا .
المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث .
.
كان ذلك كله نشاط الغرض منه المجتمع الاروبى نفسه . نشر الخير فيه وتعريفه بالاسلام الصحيح ودعوته الى دين الله ما دام الأمر يمكن أن يتم دون قتال ودماء .
وقد رصد الاخوان لذلك وسائل مشروعة فى تلك الدول وخططا للدعوة تحت أعين حكوماتها وانتخبوا أعضاء بمكتب إرشاد الجماعة لإدارة العمل بالخارج .
فكان تأثيرهم هناك أقوى من عشرات الحكومات العميلة ومئات السفارات والقنصليات التى تتقاضى راتبها من دم المسلمين لتحارب الإسلام .
وكان تأثيرهم هناك أقوى من المدافع والقنابل التى اشترتها حكومات ودول المسلمين ثم لم تستخدمها الا فى حرب وقتل شعوبها .
.
هؤلاء هم الاخوان الفاشلون فى المجتمع المصرى وفى المجتمعات الأوروبية .

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر