حنان السيد :

 

دموع تنهمر والم فى القلب ,اجرى مسرعه لا استطيع النظر فى اوجه قتلتنى باستباحة دمائنا , وكان خنجر الغدر ما زال يغرس بشراسة , اندفعت مسرعه انظر يمينا ويسارا .فاذا بى اراها من بعيد , فاذا بنظرتنا تلتقى اراها وارى البسمة وشعاع الحب يخرج .منها كاننى قشة انقذتها من الغرق ,كانت خطواتنا سريعة وكلما اقتربنا زاد وقوى ذلك الشعاع يكبر ليجذبك اليها ويشدك نحو الامان والدفء , انها اخت لى احببتها فى الله اغنتنى تلك النظرات عن العالم أجمع وكأن روحى أحيت من جديد وقوة زادت فى اعماقى

كانت الناس فى الجاهلية لا يعرفون الحب فى الله وكانت علاقتهم مرتبطة بالنسب ,والارض , والتجارة والمصالح ,فجاء الاسلام وسما بتلك العلاقات ، فجعل علاقة الدين أرفعها وأجلها وكانت العلاقة هى الأخوة في الله ، والحب في الله .

فالحب في الله تعني : محبة المسلم لما فيه من خصال الخير والطاعة لله تعالى، فليست لأجل المال، ولا النسب، ولا الوطن، ولا غير ذلك. ولقد اهتم الاسلام بتوثيق عرى الاخوة التى تورث المحبة فى الله

وفي الحديث القدسي : ( وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتجالسين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتباذلين فيّ ).(رواه مالك في الموطأ 2/953)
الحب في الله من أسباب دخول الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا .... ) . ( رواه مسلم برقم 54)
ولقد حرص الاخوان على توثيق فهم معنى الاخوة والحب فى الله

و معنى الأخوَّة عند الإخوان المسلمين: قال الإمام المؤسس حسن البنا رحمه الله: "وأريد بالأخوة: أن ترتبط القلوبُ والأرواحُ برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابطِ وأغلاها، والأخوَّة أخت الإيمان، والتفرُّقُ أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وِحْدَةَ بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإيثار ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر: من الآية9).

ومن تربية الجماعة ,للصف وغرس فيهم ,الفهم للدين عرف الصف جيدا

أن أخوة الدين أقوى من عرى النسب وأنها أرفع وأفضل من أخوة الرحم لأن رابطها الإيمان وأساسها رضا الرحمن
فكان اخوتنا فى الله أهم لدينا من أهلنا وأموالنا وأولادنا فهم دائما يذكروننا بالجنة

وحبهم تقرب لله وطلب رضاه ونصرة لدينة

إن العلاقة الاخوة بين الصف الاخوانى كانت هى مركز القوة للجماعة ووحدة الصف وتلاحمه
فكانت دائما الجماعة أقوى من أى ظروف وحروب ومؤامرات تحاك لها
فوقف الجميع صفا لمحاربة تلك الجماعة و وإنهائها.
ولكن يعلمون جيدا انهم لا يقدرون عليها فهم يحاولون ويتوحدون للنيل منها
ولكن كيف لهم النيل من جماعة أسست على أساس قوى متين
فهم وإخلاص وعمل يعلمون لماذا خلقوا ولماذا يفعلون ولمن يعملون
فكانت تضحيتهم فى سبيل الله متعة وحياة وتناغم مع الأحداث
فبذلوا وآثروا على أنفسهم وأحبوا برباط الاخوة والحب فى الله
فكانت علاقة الصف ببعضه الدافع المتين للقيادة للصمود فى وجهه تلك المحنة
وكان الحب بين الصف هو القوة التى هى مركز قوة الثبات فكانت روح الحب التى وأحيوا .الأرواح.وتمدها بالقوة لتستمر وتناضل وتقف خلف مبادئها ثابتة تعلم مدى الحرب عليها ونوعيتها فصمدت وزاد الحب والاخوة فتحملت المصاعب
ومن الأمثلة المشرفة..الجماعة
الأخ الحاج شحاتة هدهد ... يؤكد على تلاحم و ترابط صفوف الإخوان بصدق الأخوة والإيثار.. فيقول:


الحاج شحاتة هدهد

" لقد كان شعار تعامل الإخوان فيما بينهم هو الحب في الله والإيثار والتضحية.. فكثيرا ما ترى الأخ يؤثر أخاه بجلابية أو طعام أو غير ذلك ، بل لقد وصل الإخوان إلى درجة عالية من الإيثار و التضحية ، فقد تعجب جدا حين تعلم أن الأخ كان يؤثر أخاه بـ"علقة" و ويتحمل عنه الضرب ، أذكر موقفًا كان قد حدث في السجن الكبيرالذي يتكون من 4 أدوار في كل دور 100 زنزانة،
ومساحة الزنزانة من 3 إلى 4 أمتار يضعون فيها 8 أشخاص، وكانوا يجمعونا كلنا في وقت واحد ويتدافع الإخوان للنزول بأعداد كبيرة من مكان واحد وأثناء نزولنا يقوم الجلادون بضربنا بالكرابيج، فكان الأخ يغطي أخاه ويحميه من الضرب ليأخذ هو الضرب على ظهره بدلا منه ، ويمر أخوه دون أن يضرب فكان الأخ يؤثر أخاه على نفسه .
فتأمل عظيم التضحية و الإيثار.
وأذكر أنني سئلت مرة عن الأيام البيضاء والسوداء في السجن فقلت إن الأيام كلها كانت بيضاء بصحبة الإخوان."
تحملت الارواح عندما تغذت بروح الاخوة وصمودها ومساندتها فكان الصف كالبنيان المرصوص إذا وقع أحدهم فداه اخوه بروحه ووقف مكانه يكمل
جعلته يتلاقى الضربات فى قلبه ليحمى أخاه
فالأخوة. بيننا هى الروح التى تسرى فينا وتجعلك تكمل طريقك وقلبك ينبض به
عندما ترى علاقتكلأخيك..أهى من أجل الله وحب فيه
فكيف لقلوب مثل تلك لا ينصرها الله
ومن أروع الأمثلة. فى الصف الاخوانى

فاروق المنشاوي .. آثر سلامة الجماعة على سلامته

المنشاوي . آثر سلامة الجماعة على سلامته .. فلم يفصح عن معلومة ، و لم يسب و يشتم إخوانه ، وتحمل العذاب إيثارا و إخاءً ، كي لا يتحمله أخوه حتى قتل رحمه الله . تقول زينب الغزالي رحمها الله تعالى :

" وبعد فترة دخل ثلاثة جنود كأنهم خارجون لتوهم من جهنم . طول أجسامهم مرعب وعرض أجسامهم كذلك . وجوههم تعكس غلظة قلوبهم .
وبعدهم بقليل دخل رجل فسألهم عما إذا كانوا قد عرفوني ورأوني ، وأجابوا بنفس واحد بالإيجاب ، وقالوا بأن موعد موتى قد حل . ثم خرجوا ليعودوا بالأخ فاروق المنشاوي فيجلدوه بعد أن قيدوه وصلبوه على عود من الخشب . وبين الجلدة والجلدة كانوا يسألونه عن عدد المرات التي زارني فيها .
ويطلبون منه أن يسبني فيرفض فيزيدونه جلدا، وأنا أتمزق مما أرى وأسمع حتى طرحوه أرضا واعتقدت أنه يحتضر .
ولكن إرادة الله شاءت له أن يعيش وبحاكم ليحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة . يدعو في السجن ل الإسلام وللحق الذي آمن به حتى امتدت إليه يد آثمة وبتعليمات من عبد الناصر لتقتله في سجن ليمان طره فيفوز بالشهادة . ولم يكتف الآثمون بجلد الأخ فاروق ،
بل أتوا بأخ آخر علقوه على أعوادهم وأعادوا عليه ما سألوا فاروق عنه ورفض الأخ كما رفض أخوه من قبل . واشتد العذاب وتعب الشاب وظنوا أنه يموت . فأنزلوه أرضا ورفعوه على نقالة وانصرفوا به لا يدرى أحد إلى أين
أسيل
وهكذا استمرت جماعة الإخوان المسلمين أكثر من ثمانين عاما صامدة أمام كل ما لاقته من مصائب عظام ومحن عظيمة فقد ثبتها الله تعالى بهذه الشعيرة المهمة التي لا يستكمل الإيمان إلا بها ، يقول صلى الله عليه وسلم " من أحب في الله، وأبغض في الله ، و أعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان "
ولا تزال الجماعة على عهدها ورباطها وثقتها فى نصر الله
فهم يعلمون ما للأخوة و الإيثار والحب في الله من عظيم فضل في الدنيا و الآخرة ، فحرصوا عليها .. وأوفوا بحقوقها، واستزادوا منها .
يقول الله تبارك وتعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.
 

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولايعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر