نظم المئات من العاملين في شركة الغزل والنسيج بالإسكندرية "بوليفار"، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية رغم برودة الجو القارس، وقاموا بقطع الطريق العام بشارع جميلة بوحريد بالسيوف، للمطالبة بوقف المعاشات المبكرة وعدم بيع الشركة والمطالبة بحقوقهم المتأخرة.

ورفع العاملون أمام الشركة برفع لافتات مدون عليها "رافضين لغلق الشركة"، و"عايزين حقوقنا"، و"بيع الأرض عار وخيانة"، و"مش هنمشي هو يمشي"، وذلك في إشارة إلى إدارة الشركة.مطالبين بالحفاظ على أصولها واستمرار الشركة وبقائها، خوفاً من انضمامها لقائمة شركات الغزل التي أعلنت توقف عملها تماما وبيع أصولها تمهيدا لإغلاقها.

وشهدت الشركة محاولات حثيثة من العمال على مدار ثلاث أعوام، على أمل وقف خطة تصفية الشركة وبيع أصولها بعد إدعاء ملاكها بأنها لم تعد تحقق الأرباح المطلوبة، إلا أن تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل، حتى أعلنت الشركة أخيرا تسوية معاشات 2000 من العمال، وعرض أرض الشركة للبيع في مزاد علني، ليتم غلق ملف الشركة المتعثرة بعد عام كامل من تشبث العمال بالبقاء.

وكشف "م.ع" أحد عمال الشركة،فى تصريحات صحفية اليوم، الثلاثاء، إنه سبق ونظموا عدة وقفات احتجاجية وقطعوا الطريق الرئيسي بشارع جميلة بوحريد، لإجبار الشركة على صرف مستحقاتهم المتأخرة، إلا أنهم لم ينجحوا في استمرار عمل الشركة، حيث وجدوا أنه لا فائدة من تواصلهم مع الإدارة فيما يخص العدول عن قرار بيع أصول الشركة، واكتشفوا أنه لا محالة من قرار التصفية التدريجي، ولذا وافق 2000 عامل من أصل 3500 عامل على عرض الإدارة المقدم بإحالتهم للمعاش المبكر، على الرغم من أن الشروط التي وضعتها الإدارة كانت محجفة، حسب قوله.

وأوضح أن الإدارة وضعت الحد الأدنى لتسوية المعاش المبكر 12 ألف جنيه، والحد الأقصى 35 ألف جنيه فقط، مع تنازل كتابي للعامل عن كل حقوقه المالية المتأخرة "المقدرة براتب شهرين" وكذلك أرباح وعلاوات السنوات السابقة، علما بأن عادة ما تكون مبالغ تسوية المعاشات بأرقام أكبر من ذلك، إلا أن هناك 2000 عامل اضطروا للموافقة على عرض المعاش فقط بسبب احتياجهم للمال، خاصة بعد مرور شهرين دون تقاضي أي رواتب، ما دفعهم مجبرين لقبول العرض للحصول على أي مبلغ مادي للإنفاق على ذويهم.

جدير بالذكر أنه سبق وقامت الشركة ببيع قطعة أرض من أصول الشركة بهدف صرف العلاوات المتأخرة لسنوات 2015/2014 بقيمة 10%، إضافة لصرف متأخر المرتبات.

وشهدت شركات الغزل بمصر انيهارًا تامًا، ظهر جليلاً بشركات الغزل بالمحلة الكبرى والتى تم إغلاق 130 مصنعا صغيرا ومتوسطا بسبب ارتفاع الخامات وتسريح العمال وتراكم الديون وكذلك 17 شركة فى كفر الدوار بمحافظة البحيرة لنفس الأمر.