أجرى الحوار : "غنوم الفارسة" - أعده للنشر "فارس أحمد "


أكد "سالم الزير" في حواره مع "نافذة مصر" على معرفة الجميع بأن عدد سكان سيناء قليل من ناحية الكثافة السكانية ، وأن الإحتلال الإسرائيلي حاول أن يسيطر عليهم بإعطائهم الأموال و رغد العيش من أجل نسيان الكفاح والمقاومة ، لكنهم رفضوا كل المغريات .


وأضاف "سالم" أن لأهالى سيناء دور فى مقاومة الاحتلال ومساندة الجيش المصري ، وكان الجيش يستخدم رعاة الغنم من أهالي سيناء لإخفاء أثرهم بالممشي حتى لايعرف المحتل أثار الجنود ، كما ذكر في حواره العديد من عمليات أهالي سيناء مع الجيش ، وإنقاذ الجنود المصابين .


وأشار "الزير" أنه حتى الأن فى منطقة تجنيد الزقازيق مثلاً يقال عند استقبال المجندين السيناوية مرحب بعملاء اليهود ، فردوا الإحسان لهم بالسيء وتعمد الإعلام المصرى ضدهم وهذا إلى الأن مع أن أهل سيناء وطنيين ومسالمين كانوا ولازالوا وسيبقوا .


وإلى نص الحوار :
1-كيف كان وضع سيناء فى عهد الاحتلال الصهيونى ؟
بالنسبة لوضع أهل سيناء إبان الاحتلال الصهيوني لجزيرة سيناء ربما يعرف الجميع أن عدد سكان سيناء قليل من ناحية الكثافة السكانية ،فمن الناحية المعيشية فى ذلك الوقت ليس صعبا وليس مكلفا على إسرائيل أن تدفع لهم من البذل للأشياء الحياتية ،وبصراحة أهلنا قالوا ذلك أن من أسلوبهم البذل للحياة الرغدة .


لكن للإسرائيليين فى ذلك مقاصد منها ظنوا أن بتوفير لذات الحياة لأهل سيناء ينسيهم كفاحهم ومقاومتهم والركون للعيش فقط ، لكن هم يعلمون جيداً أنهم أعداء ، مهما بذلوا من مغريات حياتية .
لكن للحقيقة تقال بالنسبة للحياة المعيشية فى وقت الإحتلال الإسرائيلي راحة تامة ومن كلماتهم للأهالى (خبيبى لاتقاوم لاتخاف )بمعنى لاترينا مكروه ومقاومة ستعيش احلى حياة لكن والحمدلله بجد بإخلاص النشاما والشجعان من البادية و تشكيل مجاهدى سيناء ولا زال حتى الان له مكتب بالعريش بإسمهم لكن لايوجد فى كتب التاريخ المصرى للتدريس .


2- هل كان لهم دور فى محاربة الاحتلال ومساعدة الجيش المصرى ؟
بالنسبة لأهالى سيناء هل لهم دور فى مقاومة الاحتلال ومساندة الجيش المصرى نعم وألف نعم تعلمون وربما البعض يعلم أن سيناء تنقسم لثلاث اقسام شمال ووسط وجنوب فالشمال أرضها رمال زاحفة فيسهل على عربات الاحتلال تتبع الأثر للمجاهدين لكن الملجأ كان لهم والسلامة تكمن فى اللجود على ساحل البحر .


وكانوا يستخدمون رعاة الغنم لإخفاء أثرهم بالممشي حتى لايعرف المحتل أثار الجنود ، فمثال على ذلك ما حدث في موقع مصفق بمدينة بئرالعبد وعلى عهد الاحتلال اسمها بالعبرية ( ناحليام )قام المجاهدون بقيادة المرحوم المجاهد غنايم أبوسويرى الذى كان يقود بعض أفراد القبيلة وكان له علاقة بالمخابرات المصرية الحربية فى ذلك الوقت وهو من يتلقى الدعم التسليحى من القوات المصرية فقاموا بنسف هذا الموقع وقتلو اكثر من 23ضابط وجندى إسرائيلي محتل وهذا كان مع الصباح قبل الشروق وكان المدبر والمساعد لهم عامل نظافة سيناوى يعمل داخل موقع ناحليام .


وأما بالنسبة لوسط سيناء فهى أرض حشاد بمعنى يصعب على المحتل تتبع الاثر لأنه لا يظهر لهم لكن يصعب على المجاهدين أيضا أن ينفذوا عمليات فيها لسبب أن أغلبها أرض مبسطة بمعنى شبه مستوى واحد ليس فيها جبال إلا من اتجاه الحسنة ونخل ، فكانوا ينفذون بعض القذائف ويلوذون للشمال .


وأما الجنوب السيناوى فكان ولازال قليل السكان جدا فكل المجاهدين للاحتلال والمقاومين كانوا من باقى محافظات مصر يعبرون عن طريق الابل وهذا اكثر شيء قاموا به أهالى الجنوب ضد الاحتلال مساندة المقاومين بالطعام والشراب والتستر عليهم فكان كل التركيز على الشمال لأنها على البحر الابيض المتوسط وأقرب لقناة السويس ومنطقة جلبانة التى كانت ملاذ الصهاينة لوجود اشجار الغرقد التى كانت حجمها كبير وكثيرة فكانت لها قيمة لدى المجاهدين من حيث ضربهم منها .


وكان لأهل سيناء فضل لن يكتبه التاريخ المصري لكن لن ينساه الله كانوا يأخذون الجنود المصريين الجرحى على الابل فكان الجمل يحمل 4 2على الوثر و2فى شيء اسمه السرقانيات وهى عبارة عن احتواء يوضع فيه للتهريب فكانوا يحملون الجنود والتوجه بهم بالتسلل ليلاً على منطقة بحر رمانة حيث هناك لنش مصرى يقابلهم ، يفعلون ذلك بلا أى مقابل وهذا إن دل فإنما يدل على ولاءهم لوطنهم مصر وكانوا ايضا ضمن كفاحهم يأخذون اجهزة التجسس اللاسلكية ووضعها فى أشجار الأثل الكبيرة المنتشرة فى ساحل الشمال هذا شيء قليل من أشياء كثيرة تحتاج الى لقاء انشاءالله لسردها وذكرها .


3- كيف كان الوضع فى سيناء أثناء حرب أكتوبر ؟
الوضع خلال حرب اكتوبر من الأشياء التى تحملوها الناس كثيرا و أنا ممن سمع ذلك من أهلى أنه ممنوع وقود النار ليلا لعدم ضربها بتهمة أنهم مجاهدين ، ثانيا يمنع الاقتراب والتجول ليلاً على الطريق الرابط بين العريش والقنطرة ،وكما تعلمون أن الناس كانت حياتهم عبارة عن بادية متنقلين مع الأمطار شتاءاً ويقتربون من ساحل البحر صيفا ، فيسكنون فى بيوت الشعر والعشش فكانت حياتهم حركة دائمة وهذا يجعل المحتل لايلاحظ تحركات كثير من المجاهدين .


أذكر لكم أنه كان من الايجابيات المشهورة للأهالى أنهم كانوا يخبئون بعض المقاومين فى دور الاغنام لعدم الظن فيها من قبل الاحتلال .


4-ماذا توقع السيناوية من الحكومة المصرية بعد الحرب ؟
بصراحة توقع أهالى سيناء من الحكومة المصرية بعد الحرب التكريم والمعاملة التنموية وتوفير الحياة الكريمة لكن للأسف قابلوا الإنجازات التى قدمها الأهالى بإتهامهم عملاء لليهود وأنهم خونة وتم تهميشهم وهذا من عهد عبدالناصر و إلى الأن .


5- متى توغلت المخابرات المصرية فى سيناء ؟
توغلت المخابرات المصرية فى سيناء أغلب واكثر شيء فى عهد مبارك وسبب توغلها تقاسم الثروات والمنابع الاقتصادية من بترول وأسمنت وثروات الوسط من منجنيز وفحم وغير ذلك وتوغلو بدعوى الأمن والاستقرار والحفاظ عليها من الغزو الخارجى مرة اخرى ، ودخلو بترهيب القوة العسكرية .


فكان للناس الصبر عليهم لأنهم لو قاوموهم لكانوا اثبتوا أنهم خونة وهذا الشيء كان متعمد للإستفزازهم لكن حكمة وفطانة الأهالى دامت ونجحت.


اذكر أن حتى الأن فى منطقة تجنيد الزقازيق مثلاً يقال عند استقبال المجندين السيناوية مرحب بعملاء اليهود ، فردوا الإحسان لهم بالسيء وتعمد الإعلام المصرى ضدهم وهذا إلى الأن مع أن أهل سيناء وطنيين ومسالمين كانوا ولازالوا وسيبقوا .


6- بعد حرب التحرير هل لاحظتم تغير فى الوضع على الارض ؟
بالنسبة للوضع بعد التحرير لما دخلت القوات المصرية استقبلهم الأهالي بشمال سيناء عالطريق رافعين الأعلام المصرية فرحين ، وهذا دليل حبهم للوطن لكن وبعد شهور قليلة ثم سنين جاء التخوين والإتهام بالعمالة ضد الوطن وصنعوا حالة نفسية مؤلمة عند الناس لأنهم لايتوقعون ذلك تمام فى عهد السادات فتحول مفهوم عند البادية أن الحكومات المتتالية المصرية لاتحب العرب .


فجعلو الناس يضعون مقارنة بين بعد التحرير وأيام الإحتلال فجعلوا الناس يتذكرون إيجابيات العدو مع أنهم يعلمون انهم عدو لأن عند العرب مثل يقول "ما يلذك على المر إلا اللى أمر" منه فبإختصار التغيير الملاحظ هو خلق حالة نفسيه تشتهر ببداية الكراهية لدى أبناء البادية والجيش لأن الجيش الذى استقبلوه الناس بالترحيب .


7- هل كانت هناك اتفاقيات بين رؤساء القبائل والحكومة المصرية لضمان حقوق السيناوين ؟
لا.. و للأسف منذ عهد عبدالناصر الى الأن والحكومة المصرية ذات فهم دائم بعدم احترام قادة القبائل لأنهم لايعرفون عاداتهم وتقاليدهم .


8-نظرة التفريق بين سيناء ومصر من نتائج الاحتلال ام من الحكم العسكرى منذ عبد الناصر ؟
التفرقة وزرع الكراهية بين أبناء سيناء والحكومات المصرية لأننى ضد كلمة بين أهالى سيناء والمصريين لالالا بل من ايام عبدالناصر الطاغى اللعين ، هو أول من زرع كراهية العرب لدى الجيش المصرى .
والاحتلال لن يفعل ذلك بجد وحقيقة لكن الاحتلال أيضا يكره أهالى سيناء لأنه لن يجد تعامل معه ضد مصر فى الحربين النكسة 1967وحرب اكتوبر وللعلم عرض الاحتلال الإسرائيلي بإجتماع مع مشايخ سيناء شمال ووسط وجنوب بمنطقة جفجافة ، وعرضوا تدويل سيناء وكان الرد الوطنى والحاسم بالرفض نهائياً ولكن للأسف كتب التاريخ بالمرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوى وربما التعليم العالى لايذكر ذلك النقطة الايجابية أبداً وهذه من الأسباب الرئيسية التى جعلت المواطن السيناوى لايثق فى الإحسان المتبادل بينه وبين الحكومة المصرية .