بسم الله الرحمن الرحيم

انتظر المصريون طويلاً أن يطل عليهم رئيسهم الشرعي الذي انتخبوه ولو من داخل محكمة ظالمة لأن الظلم لا يزيد الأحرار إلا شموخًا وصمودًا واستعلاء على الباطل، إلا أن سلطة الانقلاب ادعت كذبًا أن سوء الأحوال الجوية حال دون إحضاره، وكأن الأحوال الجوية أمر سري يخفى على الناس، فالكذب والغش ديدن الانقلابيين منذ اللحظة الأولى، وقد سبق لهذه السلطة الغاصبة أن منعت زيارات أهله ومحاميه عدة مرات بالرغم من حصولهم على تصريحات من النيابة العامة، ثم رفضت النيابة العامة نفسها التصريح بالزيارة بعد ذلك بالرغم من مخالفة ذلك لصريح القانون وحقوق الإنسان.

إن هذا الرعب والهلع من رجل أعزل في قبضة قوى الجيش والشرطة المدججة بأعتى وأحدث الأسلحة الفتاكة يقطع بأن الحق فوق القوة وأعلى منها وأن الإيمان أسمى من السلطان، وأن الشجاعة والثبات هما ثمار اليقين بعدالة القضية، وأن البذل والتضحية تهون من أجل حب الشعب والوطن لذلك فإن الشعب يبادل الرئيس حبًا بحب وبذلاً ببذل وتضحية بتضحية.

وبالرغم من ذلك فإن إصرار السلطة الغاشمة على إخفاء الرئيس ومنع الزيارة عنه والامتناع عن إحضاره بحجة كاذبة أمر يثير قلقنا ويضاعف مخاوفنا على حياته وسلامته وصحته، خصوصًا مع مجموعة من القتلة السفاحين الذين لا يرجون لله وقارًا ولا يحفظون للحياة حرمة، ولا للرجال مكانة وقدرًا، لذلك فنحن نطلب حقنا في الاطمئنان على رئيسنا بالسماح لأهله بزيارته ونطلب من كل المنظمات الحقوقية في العالم أن تتدخل لذلك ومعها الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة الذي صرح لمصلحة بعض النشطاء السياسيين الذين اعتقلوا.

كذلك فإننا نناشد إخواننا المصريين شعب مصر في الداخل والخارج تصعيد فعالياتهم بقوة واستمرارها على الدوام حتى نطمئن على الرئيس ونسقط الانقلاب الذي يبدو أنه يسعى لحرق مصر كلها.

وقى الله مصر وشعبها من كيد القلة الانقلابية الدموية التي تقامر بمستقبل الوطن والشعب من أجل مصالح شخصية آنية.

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

الإخوان المسلمون في الأربعاء 7 ربيع الأول 1435 هـ الموافق 8 يناير2014