09/04/2011
إن الإخوان المسلمين وقد شاركوا بقوة مع أبناء الشعب المصرى العظيم فى مظاهرات الجمعة 8/4/2011م فى القاهرة وفى عواصم المحافظات ليثنون على وعى هذا الشعب وحرصه على نجاح ثورته المباركة، وتصحيح مسيرتها باستمرار حتى لا تنال منها قوى الثورة المضادة من بقايا النظام البائد .
ويقدر الإخوان المسلمون الدور الكبير الذى قام به الجيش المصرى البطل الذى أثبت بالفعل أنه جيش الشعب وحامى الوطن ودرع الأمن القومى، فى حماية الثورة، كما يقدر الإخوان المسلمون حرص الجيش على نقل السلطة للشعب نقلا هادئا سلميا وفى أسرع وقت ممكن، كما يقدرون له الاستجابة لعدد من مطالب الشعب، فأزاح رأس النظام وحل المجالس النيابية المزورة وغيَّر الحكومة، وتتم محاكمة عدد من رؤوس الفساد، وأعد جدولا زمنيا لتسليم السلطة، وتم تغيير عدد كبير من رؤساء أجهزة الإعلام .
إن الإخوان المسلمين يؤمنون بأن تماسك المؤسسة العسكرية وقوتها ووحدتها بصفة عامة، وفى هذا الظرف خاصة هو خير ضامن لحفظ البلد داخليا وخارجيا لحين نقل السلطة إلى الشعب، وخصوصا بعد تفكك وحل عدد من المؤسسات الهامة مثل مؤسسة الشرطة والبرلمان، ولذلك فهم حريصون كل الحرص على دعم هذا التماسك الداخلى للقوات المسلحة .
إن التلاحم الذى حدث بين الجيش والشعب إبان الثورة العظيمة لابد له أن يستمر ويقوى ولذلك فإن الإخوان يدينون أى محاولة لإضعاف هذا التلاحم فضلا عن إحداث شقاق أو وقيعة بين الشعب وجيشه، ولا يخفى على أحد أن هناك من يسعى لذلك من فلول النظام البائد وبعض المتحمسين الذين لا يقدرون المواقف ولا العواقب .
إننا نؤمن تمام الإيمان بأن القوى السياسية التى تناست خلافاتها الفكرية أثناء الثورة وانصهرت جميعها مع الشعب فى إطار المصلحة الوطنية العليا مطالبة الآن أكثر من أى وقت أن تستصحب هذه الروح الوطنية العامة لضمان نجاح الثورة وتحقيق مطالبها ففيها المصلحة لكل القوى، وحتى لا نعطى للقوى الهدامة ذريعة لسرقة الثورة أو إجهاضها .
إننا نعتقد أن ضمان حرية التعبير بصورها المختلفة وبآدابها الراقية وأخلاقياتها الكريمة هو العلاج لكل الأخطاء التى تبدر من هنا أو من هناك .
إن الثورة هى ثورة شعبية سلمية عامة قام بها الشعب ويحافظ عليها الشعب، ولا نقبل أن يستغلها بعض أصحاب المصالح الخاصة أو المدفوعون بأصحاب المصالح من بقايا النظام السابق .
إننا وإن كنا نقدر الدور الذى قام به الجيش العظيم، وكذلك الإجراءات التى قام بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إلا أننا نؤكد أن هناك عديدا من مطالب الشعب لم تتحقق حتى الآن .
وإن الإخوان المسلمين ليفتحون قلوبهم وعقولهم ويمدون أيديهم للتعاون مع كل مخلص للوطن متجرد لمصلحته منكر لذاته حتى تصل سفينته إلى بر الأمان – بإذن الله - .
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )
أ.د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين