16/02/2011

إن الإخوان المسلمين وقد رحبوا بحل مجلسي الشعب والشورى المزورين، كما رحبوا بتشكيل لجنة تعديل الدستور من شخصياتٍ تحظى بالتقدير والاحترام، كما ثمنوا الوعود والعهود التي قطعها المجلس الأعلى للقوات المسلحة على نفسه بنقل السلطة إلى المدنيين نقلاً سلميًّا وسريعًا حتى يتفرغوا لمهامهم العظيمة في حماية الوطن والشعب؛ وذلك بإجراء استفتاء على التعديلات التي تنتهي إليها اللجنة السابق ذكرها في غضون شهر من الآن، فإن الإخوان المسلمين ليتطلعون إلى ألا يتم هذا الاستفتاء إلا وقد أُلغيت حالة الطوارئ التي استخدمت في إرهاب الشعب واعتقال الأحرار وتعذيبهم وسجنهم وتكميم الأفواه وتُشكِّل مناخًا فاسدًا لا يصلح معه استنشاق نسيم حرية صحي يتم فيه استفتاء أو انتخاب.

كما أن هناك أمرًا عاجلاً لا يتحمل الإرجاء أو التسويف، وهو الإفراج الفوري عن كلِّ المسجونين السياسيين الذين أُدينوا بمقتضى أحكام صادرة من محاكم استثنائية ظالمة، وكذلك المعتقلين بسبب المظاهرات الأخيرة، فإن بقاء المسجونين والمعتقلين في سجونهم ظلمًا ولو ليوم واحد أمرٌ لا يرضاه الله، ثم لا يرضاه الشعب ولا العدل ولا الحق، فنرجو أن يصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرارًا فوريًّا بالإفراج عنهم تبرئةً لذمته أمام الله ثم أمام الشعب عن هذا الظلم والطغيان، ونفيًا لأي مسئولية عما اقترفه النظام البائد.

كما نرجو الاستجابة للمطلب العاجل للشعب بتغيير الحكومة أو تحديد أجل زمني لتغييرها.

وكذلك يتطلع الشعب كله إلى تطهير جهاز مباحث أمن الدولة من أباطرة التعذيب والإرهاب الذين تحكموا في كلِّ مؤسسات الدولة وحولوا النظام إلى نظامٍ بوليسي رهيب، كما يتطلعون إلى محاسبتهم وفقًا للقانون العادل، ويرجون إعادة تشكيله من شخصيات نزيهة محترمة تلتزم بالدستور والقانون وتحترم حقوق الإنسان، فإن العدل ورفع المظالم هو المناخ المحقق للاستقرار والعمل والإنتاج والازدهار.

حفظ الله مصرنا الغالية وأهلها من كل سوء وهيًّأ لنا جميعًا من أمرنا رشدًا.

﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88)

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 13 من ربيع الأول 1432هـ الموافق 16 من فبراير 2011م