أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن ميدان التحرير هو نموذج وحدة المسلمين والمسيحيين في الثورة؛ حيث كان المسيحي يؤمن المسلم أثناء أداء فرائضه، وهتف أحد الشباب المسيحي عقب تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك "الله وحده أسقط النظام" عندما كان المسلمون يهتفون "الشعب خلاص أسقط النظام".

 جاء ذلك خلال استقبال فضيلته 15 شابًا من مسلمي ومسيحيي جمعية "مواطنون من أجل الخير" ظهر اليوم بمقرِّ المركز العام للجماعة.

 وأكد خلال كلمته أنه سعد بلقاء مجموعة شباب من المسلمين والمسيحيين يتعاونون في خدمة الخير، ويسعون لصالح بناء ونهضة مصر، مشددًا على أن المرحلة القادمة هي مرحلة الانتخابات، ويجب أن يشارك الشباب المسيحيون فيها بقوة للمساهمة في التطهير والتغيير والبناء.

وأوضح أن المسلمين والمسيحيين عاشوا مئات السنين على هذا البلد يشربون من نيله ويستظلون بسمائه وافترشت دماؤهم على أرض مصر في 67 ، و73 وأخيرًا ثورة 25 يناير التي كانت الأروع في تاريخ مصر، والتي جمعت الشعب وصهرته كتلة واحدة.

وأضاف أن الوصايا العشر لدى الإخوان موجودة بالقرآن الكريم والتوراة والإنجيل، ويجب أن يعيش المسلمون والمسيحيون على أرض مصر واثقين من بعضهم ولا ينساقوا خلف مَن يسعون للنيل من وحدة الشعب، موضحًا أن هناك عدوًا يكذب على أشقائنا المسيحيين للوقيعة بينهم وبين المسلمين، وإثارة المصطلح الكاذب "الفتنة الطائفية".

  ووجه المرشد العام خطابه لأصحاب الرسالات السماوية قائلاً: إن عدوكم واحد، وهو الشيطان وله زبانيته الذين يسعون للوقيعة بينكم؛ ليفسد مشهد وحدة الشباب المسلم والمسيحي في ميدان التحرير، مؤكدًا أن الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه أصبح اتحاد ملاك لهذا الوطن، ويجب أن يحموه جميعًا، ويعيدوا لمصر واجهتها التي ضيّعت لعشرات السنين.

 وأوضح أن اللجان الشعبية التي نظمت أثناء الثورة في أنحاء مصر جمعت بين المسلمين والمسيحيين وصهرتهم، متناسين ما كان يروج له النظام المخلوع وزبانيته بما يسمى الاضطهاد، وواجهوا بأجسادهم البشرية ظلم وفساد وطغيان النظام ليسقطوه بإرادة واحدة وقلب واحد توحد على حب الوطن.

ودعا شباب مصر من المسلمين والمسيحيين إلى التصدي للفلول وحماية مصر، وتعزيز قيم المجتمع وقواعد الأخلاق، والاهتمام بالأصول وتوفير مناخ أفضل للوطن، وتأجيل الاختلافات والسعي للمِّ الشمل؛ لأن هذا واجب الوقت، موضحًا أن الله تعالى أعز السيدة مريم في القرآن الكريم تكريمًا لها على نساء العالمين.

 وأكد أن الثورة شارك فيها الشعب المصري بأسره، وشارك فيها العجائز بالصبر وتربية الأجيال على قول الحق؛ حتى أصبح للشباب الصدارة على صنع ثورة عظيمة بفضل الله تعالى وتأييده، فليس للشباب حياة سوى بجدوده وآبائه الذين ضحوا من أجل أن يصبح أحفادهم أزهارًا يانعة.

وقال فضيلته: يجب التواصل بين الشباب المسلم والمسيحي، وقد رحبت بدعوة رامي لكح من قبل للقاء شباب الكنيسة، موضحًا أن عبد الله جول رئيس دولة تركيا ورجب طيب أردوغان رئيس وزرائها أكدا أن مصر قادرة على صناعة نهضة حقيقية لمصر تفوق نهضة تركيا بحكم تماسكنا ووحدتنا.

 وعاهد الشباب فضيلة المرشد على المشاركة في أعمال الخير والبر والتواصل مع شباب الإخوان المسلمين، والمشاركة في فقرات فنية يوم السلام العالمي يوم 29 أكتوبر المقبل، كما أشادوا باللقاء وأكدوا أهمية التواصل بين شباب المسيحيين وشباب الإخوان المسلمين.

والتتقط الشباب صوراً تذكارية مع المرشد العام السابق الأستاذ محمد مهدي عاكف ، والسيدة استشهاد كريمة الإمام البنا .