22 / 3 / 2009

نافذة مصر - حوار حازم سعيد :

- الإخوان لم يقصدوا بفعاليات غزة كسب المواقف وإنما كانوا يؤدون واجبهم .
 
- وقفة الشعب المصرى مع المقاومة أجبرت النظام على تغيير مواقفه .
 
- الإخوان يعملون لله والدعوة أعز عليهم من أنفسهم والاعتقالات لا تثنينا عن الطريق .
 
- نائب المرشد قضية من اختصاص المرشد وهو الذى يعين نوابه .
 
- على الإدارة الأمريكية أن تغير موقفها الداعم للصهاينة .
 
- موقفنا من الإضرابات واضح ، ولو شارك الإخوان فسيكون وفق مبادئهم وأخلاقهم .
 
- صقور السياسات والتحالف الإعلامى الرأسمالى مع السلطة ليس جديداً .
 
أدلى فضيلة الدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين بأراء واضحة وقوية فى حواره الشامل الذى أجراه مع موقع " نافذة مصر " بين فيه موقف الإخوان من العديد من القضايا وعلى رأسها دعم القضية الفلسطينية والفعاليات التى نظمها الإخوان ، كما تحدث عن موقف النظام المصرى من القضية الفلسطينية وتغير الدور المصرى من الدعم المستمر للصهاينة إلى التوجه والقرب من المصلحة الفلسطينية وأسباب ذلك ، تحدث الدكتور أيضاً عن دعم الأمريكان للصهاينة وتحدث عن اعتقالات الإخوان وهل هى رسائل من النظام للإخوان نتيجة دعمهم لغزة ، وتناول قضية تعيين نائباً للمرشد خلفاً للراحل الأستاذ حسن هويدى عليه رحمة الله ، وتناول فضيلته قضية الإضرابات والاحتجاجات السلمية والتى ينوى بعض القوى الوطنية القيام بها فى السادس من أبريل وموقف الإخوان منها ، كما تعرض للتغييرات فى إدارات الصحف القومية والذى حدث الأسبوع الماضى ..
 
 س :- منذ أعلن عن وقف إطلاق النار من طرف واحد فى قطاع غزة ، توقفت فعاليات الإخوان لدعم القضية الفلسطينية فجأة رغم أن الحصار مازال مفروضاً ولم تتم التهدئة والمعابر مغلقة ورغم إعلان فضيلة الأستاذ المرشد عن استمرار فعاليات النصرة فما هو رأيكم في ذلك ؟؟
ج :- لا لم تتوقف الفعاليات ولن تتوقف لأن المطلوب منا أن تستمر هذه القضية حية بعد ما حدث في محرقة غزة ، لكن ربما تكون الفعاليات العامة من تظاهرات واحتجاجات أقل من وتيرتها التي كانت عليها أثناء الأحداث وهذا شيء متوقع لأننا نقصد من وراء هذه الفعاليات أن نحمل جموع الجماهير أمانة الدفاع عن القضية الفلسطينية ، وما هذه الفعاليات إلا تعبير من الجماهير على أنهم يمضون في الطريق الصحيح لدعم المقاومة والأهم من ذلك أن تتوحد الأمة كلها خلف مشروع المقاومة وهذا يقتضي أن يغير الناس من نمط حياتهم وأن يمارسوا أعمالا من شأنها أن تدعم القضية الفلسطينية كل في مجاله .
 
والناظر إلى تفاعل الناس في قضية الإعمار و الإغاثة يجد حقيقة تفاعل الشارع وهنا أقول أن تحرك الإخوان في دفع الأمة لدعم القضية الفلسطينية مازال مستمراً .
 
س:- يقول البعض أن تحرك الإخوان جاء لكسب موقف أكثر من كونه ضغطا على النظام المصري لتغيير موقفه من أحداث غزه ؟؟
 ج:- قبل أي شيء ... الإخوان يقومون بواجب لا بتسجيل ولا كسب مواقف ويسعون لأداء واجبهم بكل ما أوتوا من قوه أما مسألة أن هذا الموقف سيضغط على النظام لكي يغير من سياسته فالحقيقة أنه لابد أن نقول للظالم أنت ظالم وأن نقول للمستبد أنت مستبد وللغافل أنت غافل ... وهكذا نضع كل واحد أمام مسؤوليته .
أما أن يكون قصدنا من التحرك أن نستفيد بمصلحة سياسيه كما يقول البعض فالمسألة ليست عندنا هكذا فالرسالة كانت موجهة بالدرجة الأولى لدعم وتأييد إخواننا في فلسطين ثم إلى الصهاينة ليعلموا أن الأمة كلها مازالت حية وأنهم لا يواجهون إخواننا في فلسطين وحدهم ، ثم نوجه هذه الرسالة للعدو الأمريكى والإدارة الأمريكية التى أمدت الصهاينة بهذا السلاح وأيدتهم فى كل مواقفهم المستبدة .
وفى هذه الرسالة نريد أن نقول لكل هؤلاء أننا مع شعب فلسطين وليعلم العالم كله والأمريكيون والغرب ونقول لدافعى الضرائب أن الإدارات الحكومية توجه هذا المال ليشتروا به عداوة الشعوب الإسلامية ..
كما نقول للعدو الصهيونى أنك تواجه أمة حية تؤيد وتساند الفلسطينيين وهذا هو موقف كل الشعوب العربية والإسلامية .
 
س : فضيلة المرشد العام أعلن عن استمرار الفعاليات حتى فتح معبر رفح ولكن الفعاليات لم تستمر لأكثر من يومين فقط ؟
ج : المقصود بالفعاليات هو كل جهد يؤدى لنصرة إخواننا بغزة ولا شك أن ما يقوم به الشعب المصرى لإخواننا وهم تحت الحصار كثير جداً ..
والشعب يقوم بواجبه ونسأل الله سبحانه أن يعيننا على ذلك . أما شكل المظاهرات فى الشارع فليس هو فقط المطلوب ، والمهم أن تظل القضية حية .
 
س : ما تقييمكم للدور المصرى فى القضايا الفلسطينية المثارة حالياً مثل قضية الجندى شاليط ، وما هو مستقبل هذه المفاوضات ؟
ج : الذى يراقب الأمور يجد أن الموقف المصرى حدث فيه نوع من التغيير ليس الجوهرى وإنما لا شك أن ثبات إخواننا بحماس والفلسطينيين جعل الموقف المصرى أقرب للفلسطينيين ، وتشهد ذلك من المفاوضات ..
فالموقف المصرى يتجه للشعب الفلسطيني بعد أن كان منحازاً ضد الفلسطينيين ، وذلك يرجع لحكمة وثبات إخواننا والتى تدفع الآخرين لاحترامهم .
 
س: لماذا كان النظام المصرى منحازاً إلى حد التواطئ ضد الفلسطينيين وقطاع غزة فى بداية الأحداث الأخيرة على القطاع ؟
ج : الحكومات غير الشعوب ، والضغوط التى تمارس على الحكومات – لاسيما التى لا تملك قاعدة شعبية -واستقراره بقدر تبادل المصالح مع النظام العالمى المنحاز للصهاينة وبالتالى الضغوط وكذلك موقف الشعب المصرى هذا كله جعل النظام ينظر إلى القضية بوجه آخر فقد تأكد أنه لا يستطيع إلا أن يقف مثل هذا الموقف و يقدم حل عملى حيث أنه لا يوجد إلى الحل المقدم الآن .
ولابد أن يتنازل الصهاينة ويغير الأمريكان وجهة نظرهم ويقف النظام المصرى موقفه هذا وإلا فلن يكون هناك حل فالنظام المصرى أمام معضلة الضغوط الأمريكية والشعب الذى يطالب بتغيير موقفه .. فهذه المعادلة أجبرت النظام المصرى على الوقوف بجانب الفلسطينيين .
 
س: الاعتقالات الأخيرة فى صفوف الإخوان وتفسيركم لها .. هل هى تصفية حسابات نتيجة وقفة الإخوان بجانب غزة أم لها علاقة بزيارة جمال مبارك لأمريكا .. ؟
ج : أياً كانت الأسباب لم يكن للظلم أبداً منطق ، وأياً كانت دوافع النظام فردنا رد واحد أن هذه دعوة أعز علينا من أنفسنا وسنمضى لما نحن فيه وأنه إذا كان إخواننا اعتقلوا فهم حين يخرجوا يعملوا فى دعوة الله وهذا ردنا على النظام .
فنحن أوقفنا أموالنا وأنفسنا لله سبحانه وتعالى .. وأياً كانت أسبابهم لحربنا فهذه هى الإخوان وهى مستمرة بعون الله تعالى .
 
س: نريد توضيح فى هذه النقطة تحديداً ، ولماذا الأسلوب الذى أصرت عليه الداخلية فى اعتقال الدكتور الغنيمى رغم مرضه ؟ وهل هى رسالة من النظام أنه ليس هناك خطاً أحمر فى التعامل معهم ؟!.
ج: ما حدث للإخوان من اعتقالات حدث مثله وأضعافه من قبل ، ثم ماذا كانت النتيجة ؟ إن الذى يبتغى وجه الله تعالى ويرجوا الجنة ويريد للأمة النهضة يضحى بكل شئ وباستمرارك وثباتك فى حركتك فإن ذلك يفعل الأفاعيل ، ونحن لا يمكن أن نرد بألفاظ نابية ولا نرد بعنف ، وكذلك لا نهادن أو نتخلى عن الدعوة ، وسنظل نعمل ..
فى عهد عبد الناصر حدث أضعاف هذا عشرات المرات ، ورغم ذلك انحاز الشعب للحق وانحاز للفئة التى لا تبغى إلا عزة الشعب وعزة هذه الأمة .
 
س: الدكتور هشام العوضى بجامعة كمبريدج كتب دراسة قارن فيها بين قوة الإخوان وبين قوة النظام وأيهما يؤدى لاستقرار مصر - الإخوان أم النظام - وخلص من الدراسة أن قوة الإخوان تؤدى لاستقرار مصر أكثر ، وكذلك الأنباء التى تقول أن أوباما قد يتبنى أفكار متعاطفة مع الإخوان ، هل نعتبر هذا نوع من ذوبان الجليد بين الإدارة الأمريكية وبين الإخوان ؟
ج: الأمور ليست بمثل هذه البساطة ، نحن نعرف الإدارات الأمريكية المتعددة ونعرف الثقافة التى تسود الغرب والولايات المتحدة ودعمهم للصهاينة ..
وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن هناك أمة تمثلها طليعة بقلب المعركة داخل فلسطين وموجودة على مستوى الشعوب العربية وهذه الحقيقة ظاهرة وواقعة ..
ولكن لا يتصور أنه يمكن أن يحدث تغيير فى مواقف هى حضارة مبنية على أن المصالح المشتركة بين الصهاينة والغرب أعلى بكثير مما بينهم وبين الأمة الطليعة ..
وهذه الأمة الطليعة هى أمة حية تستطيع أن تقف فى وجه الصهاينة ..
وعلى الأمريكان أن يعيدوا النظر فى مواقفهم ، وهذا يحدث بجهد منا ، وهذا الأمر ليس بهذه البساطة ، فهذه الحضارة تحتاج لجهود من هذه الأمة حتى يعيد الأمريكيون نظرتهم ..
صحيح أن جورج جالاوى قال : ليست بريطانيا هى وعد بلفورد .. ولكن مما لاشك فيه أن البريطانيين هم من جاؤوا به ، وعلى مستوى الشعوب فلا شك أن هناك حراك ولكن الأمور ليست بهذه البساطة .
 
س : بخصوص وفاة الأستاذ حسن هويدى نائب فضيلة المرشد ، هناك تسريبات عن مشكلات حول اختيار خليفته - الدكتور إبراهيم منير أو الشيخ فيصل مولوى .. - هل حدد الإخوان الشخصية التى ستخلف هويدى ؟
ج: هذا الموضوع يخص المرشد العام ، والمرشد هو الذى يعين نوابه وهو الذى يحدد لهم اختصاصاتهم .
 
س: يوجد بعض القوى السياسية بمصر تستعد لإضراب عام جديد فى 6 أبريل ، فما هو دور الإخوان هل سيتبنون هذا الإضراب أم لا ؟
ج: مثل هذه الأمور العامة ليس مجالها أن نسمع عنها ، وقلنا قبل ذلك وموقفنا واضح من عمليات الإضراب ، وهذه الوسائل الاحتجاجية ، فنحن مع الوسائل الاحتجاجية التى تؤدى لعملية إصلاح حقيقية ولذلك ترتيب مثل هذه الأمور لا يمكن أن تكون بمثل هذه الطريقة .
وخصوصاً أن الفترة الماضية تقول أن تبنى الشعب وسيلة سلمية مرتبطة بالتغيير يحتاج لجهد كبير مع الناس ، والمقصود أن لنا هدفاً وأريد أن أصل إليه بوسيلة مشروعة .
ولا شك أن تعبير الناس عن غضبهم شئ مطلوب ولكن فى نفس الوقت نرى أننا نحتاج لجهد كبير مع الناس حتى يخرج هذا العمل بنتائج نريدها ، ولا نريد أن نستدرج لتحمل وسائل هى أصلاً ليست من وسائلنا ، صحيح لا نقبل أن نهان ولكن لن تخرج منا الكلمة النابية أو نجرح أحداً أو نكسر شيئاً أو نحتك بأحد أو نستدرج لأخطاء .. ومستمرون فى توعية الشعب لكيف يصل لحقوقه بالوسيلة الجادة المثمرة ..
فأنا مع كل الوسائل الاحتجاجية ، وفى نفس الوقت إذا كان الإخوان سيشاركون فإنهم سيشاركون وفق مبادئهم ووفق أخلاقهم لتحقيق أهداف فى صالح هذا الوطن .
 
س: هناك مقعد مجلس شعب فى الإسكندرية أصبح خالياً فهل سيخوض الإخوان الانتخابات التكميلية على هذا المقعد ؟
ج: هذه مسألة خاصة بالإخوان فى الإسكندرية ، فهم يقدروا هذه المسألة .
 
س: ثار لغط فى الفترة الماضية حول موقف الإخوان المسلمين من الشيعة والموقف من إيران ، فما هى وجهة نظر الإخوان فى التعامل مع الشيعة والتعامل مع إيران ؟
ج: موقف الإخوان من الشيعة ليس موقفاً جديداً يحتاج إلى الكلام فيه ..
موقفنا منذ الإمام البنا أننا نعتبر الشيعة طائفة من المسلمين لا نكفرهم ولكن ما صدر عنهم من خلاف بيننا وبينهم ، نحن أهل سنة وجماعة ونعتقد أن منهجنا الأقرب والأصوب ولكن لا نكفرهم ، فنتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه .
والأمور الفقهية التى اختلفنا فيها مجالها العلماء فهم الذين يوضحون الحق فيها . ، نحن أهل سنة ونعتبر أن ما نحن عليه هو أقرب ما يرضى ربنا سبحانه وتعالى ، أما تعميم الحكم على الشيعة بشأن أن نجعل موقف سياسى فى مكان معين ينسحب على الكل ، فالشيعة فى كل مكان يحسب عليهم ليس من وجهة النظر أنهم طائفة ، وإنما نحكم عليهم بناءاً على مواقفهم العملية والسياسية ، فالشيعة فى لبنان لهم موقف من المقاومة ، وعندما نقول أننا مع المقاومة ليس معنى هذا أن نسحب الحكم على كل الموجودين ، فالشيعة فى العراق وضعهم مختلف فى العراق عن لبنان ، فالشيعة فى داخل إيران لهم مواقف من القضية الفلسطينية نقول نعم ، وموقفهم من امتلاك الطاقة النووية السلمية فنحن مع هذا امتلاك الأمة لهذه الطاقة الهامة ، وكذلك موقفهم من الولايات المتحدة والعدو الصهيونى نقول نعم ، ولكن موقفهم فى بعض القضايا السياسية وما يحدث فى داخل العراق ، لا نسحب تصرفات أحد على الآخر ولا تزر وازرة وزر أخرى .
 
س: البعض يتوقع بعد أن تم تصعيد صقور لجنة السياسات لإدارة الصحف الحكومية أن هناك تشدداً فى تصعيد اللهجة لتأكيد التوريث فهل من توجيهات تريدون توصيلها للإخوان فى خلال هذه الفترة ؟
ج: هذا ليس شيئاً جديداً ، فدائماً الإعلام له تحالف مع السلطة والمال ..، ونحن كإخوان ننظر لموضوع أمانة الكلمة أنها أمانة خطيرة وأن الرجل الإعلامي أحد رجلين ، وعليه أن يعرض نفسه دائماً على قول الله تعالى " ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً ، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون " .