بيان للناس
الحمد لله رب العالمين، لا إله إلا هو القوي القادر العزيز الغالب الواحد القهار، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ورسوله، إمام المجاهدين وقائد الفاتحين.
إن الأحداث الجارية الآن على أرض من أراضي الإسلام والمسلمين، على أرض غزة فلسطين الصامدة، من عدوان سافر ومجازر تأباها كل القيم والأخلاق وترفضها الإنسانية جمعاء توجب علينا نحن الموقعين على هذا البيان، مجموعة من علماء مصر الحبيبة ودعاتها، أن نبين رأينا إعذارا إلى الله عز وجل وبيانا للناس.
أولا: إن فلسطين المباركة التي باركها الله في كتابه أرض إسلامية بكل ما تحمله الكلمة من معان، ففيها أولى القبلتين، وبها ثاني المسجدين وثالث الحرمين ومسرى رسولنا ?، لذا فإنه لا يجوز لأحد كائناً من كان أن يتنازل عن هذه الأرض أو عن جزء منها لغير المسلمين، ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? (الإسراء : 1).
ثانيا: الصهيونية العالمية المتمثلة في عصابة إسرائيل هم أشد الناس عداوة للمؤمنين على طول تاريخهم، فقد طفحت عداوتهم لله ولأنبيائه ورسله، وهم خلف كل شر، ووراء كل فساد، نقضوا العهود واستحلوا الحرمات وخانوا ونكلوا بكل من عاملهم واقترب منهم، وقد اغتصبوا أرض فلسطين على حساب أهلها الوادعين وسكانها المسالمين، وبمساندة مستمرة من الغرب ظلما وعدوانا، ?لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ? (المائدة : 82).
وهؤلاء الصهاينة الإسرائيليون جماعة مغتصبة محتلة لأرض فلسطين، ولا بد أن يعود الحق لأصحابه مهما طال الزمن، ولا نرضى ولا نقبل بهذا الاحتلال الغاشم من هذه العصابة الصهيونية لهذه الأرض المقدسة.
ثالثا: الجهاد في سبيل الله والمقاومة المسلحة الخيار الإستراتيجي لإعادة الأرض المغتصبة والحق المسلوب، فالصهاينة لا يعرفون لغة الحوار ولا يفهمون معنى السلام، ومنهجهم القتل والإفساد في الأرض؛ لذا فإننا نؤمن ونوقن بأن اللغة الوحيدة التي يفهمونها هي لغة الجهاد بكل وسائله وأنواعه، ولا ينبغي أن يتوقف الجهاد إلا عند خروج آخر صهيوني من أرض فلسطين ?وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ? (الأنفال : 60).
رابعا: هؤلاء الذين اتخذوا طريق الجهاد والمقاومة طريقا لهم وحملوا أرواحهم على أكفهم وقدموا شهداءهم وأموالهم وبذلوا الغالي والنفيس ثمنا لتحرير هذه الأرض بالرغم من الآلة العسكرية التي يمتلكها العدو والقوة الهمجية الإجرامية التي تفصح عن حقد أعمى لكل ما هو مسلم، هؤلاء من الطائفة المنصورة بإذن الله، والجديرون بالمساندة والنصرة والتأييد، {لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قيل يا رسول الله أين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس}. أخرجه أحمد.
خامسا: وها نحن نذّكر ونؤكد على أن دور الشعوب في نصرتهم للقضية، وواجبهم الشرعي الذي يفرضه علينا ديننا هو الجهاد في سبيل الله بكل ما تحمله الكلمة من معان، وتقديم العون المادي والمقاطعة بكل أشكالها وألوانها، اقتصادية وسياسية وثقافية على حد سواء، لإسرائيل ومن يساندها في الغرب أو في الشرق، مع رفض التطبيع بكل أنواعه، ونؤكد على تحريم التعامل مع هذا الكيان الصهيوني ومن يسانده بأي لون من ألوان التعامل والتطبيع.
ويجب أن نقف جميعا تحت قوله تعالى ?وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ? (آل عمران : 139 – 140)، وعلى الأمة جميعا أن تتوحد وتجتمع على قلب رجل واحد، كل يقوم بواجبه، وترك كل صور الخلاف البغيض الذي يعطل الجهاد في سبيل الله، ? وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً? (آل عمران : 103).
هذا بيان للناس، وعلى كلٍّ أن يتحمل مسئوليته، وأما المجاهدون الشرفاء في غزة فلسطين وفي أي مكان من أرض المسلمين المغتصبة فنقول لهم لقد دفعتم دماءكم ضريبة الإيمان والعزة والكرامة، فالثبات الثبات والصمود الصمود والصبر الصبر، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
? الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ? (آل عمران : 173).