02/01/2008

فى الوقت الذى تنزف فيه القلوب دما نتيجة المحرقة والمجازر التى تقترفها الدولة الصهيونية بإخواننا فى غزة، ومنظر الجثث والأشلاء والدماء والدمار الذى يحرك الحجر، فضلا عن الضمير الإنسانى والدينى والأخلاقى والقومى والوطنى، والذى دفع أحرار العالم إضافة إلى الشعوب العربية والإسلامية إلى التظاهر والإدانة والمطالبة بالوقف الفورى للعدوان الغاشم من أكبر آلية عسكرية فى المنطقة على قطاع صغير محتل ومحاصر يفتقد فيه الأهالى معظم مقومات الحياة، فى هذا الوقت يخرج علينا النظام المصرى والعربى بمواقف هزيلة صادمة للمشاعر متخلية عن الواجب إن لم تكن داعمة للعدوان .
إن الأنظمة العربية سنة 1948 سيرت جيوشها وفتحت حدودها للمتطوعين للجهاد بجانب إخوانهم الفلسطينيين ضد الغزاة العنصريين الصهاينة، واليوم تأبى هذه الأنظمة اتخاذ مواقف سلمية ضاغطة على العدو داعمة للشقيق، وإن النظام المصرى يرفض فتح معبر رفح بحجج متهافتة استنادا إلى اتفاقية قديمة انتهى أجلها ولم نكن طرفا فيها، فضلا عن بطلانها، فأى اتفاق على تجويع شعب وحصاره، إتفاق باطل، وادعاء بأن فتح المعبر سوف يكرس الانقسام الفلسطينى إضافة إلى تحميل مصر مسئولية القطاع، ولقد نفى أهل غزة هذه المزاعم كما أننا لا نطالب النظام المصرى بتحمل مسئولية القطاع ولكننا نطالبه بفتح المعبر لمرور مواد الإغاثة التى يقدمها الشعب المصرى إضافة إلى ما تقدمه الشعوب والحكومات العربية والإسلامية وأحرار العالم، لا سيما وأنه يتعرض لحرب إبادة .
إن النظام المصرى مطالب بإجراءات إيجابية – وإن كانت متواضعة – لتبرئة ذمته أمام الله ثم أمام شعبه ثم أمام الشعوب العربية والإسلامية وأمام أحرار العالم، بل عليه أن يقود النظام العربى والإسلامى فى هذا المجال وكذلك للضغط على النظام العالمى لوقف العدوان .
وتتمثل هذه الإجراءات فى :
·        سحب السفير المصرى من الدولة الصهيونية وطرد السفير الصهيونى وإغلاق السفارتين.
·        فتح معبر رفح لإدخال كل المعونات الإنسانية واستقبال الجرحى .
·   قطع الغاز والبترول عن العدو الصهيونى مثلما كنا نطالب العرب بقطع البترول عن الدول المؤيدة للصهاينة سنة 1973م
·        قطع العلاقات الاقتصادية وإيقاف كل عمليات التطبيع مع الكيان الغاصب .
·        السماح للشعب المصرى بالتعبير عن مشاعره لنصرة إخوانه الفلسطينيين دون قمع .
إن النظام العربى مطالب بالآتى :
·         تأييد المقاومة ودعمها بكل الوسائل .
  • سحب ما تسمى بمبادرة السلام المعروضة منذ سنة 2002م والمرفوضة من قبل الكيان الصهيونى .
  • كسر الحصار عن غزة والضفة .
  • إحياء المقاطعة العربية الاقتصادية والسياسية مع هذا الكيان .
  • قطع العلاقات الدبلوماسية بين هذا الكيان وبين الدول التى لها علاقات معه .
  • السعى لتحقيق المصالحة الفلسطينية على أسس عادلة .
إننا هنا نذكر بثلاث حقائق ينبغى ألا نغفل عنها :
الأولى : أن أهلنا فى غزة إخواننا فى العروبة والإسلام ، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله" ومن ثم يجب شرعا دفع الظلم عنهم وعدم خذلانهم وعدم تركهم لعدوهم يستفرد بهم، لا سيما وفارق القوة المادية بينهما شاسع.
الثانية : أن فلسطين بالنسبة إلينا هى أرض المقدسات التى يجب علينا شرعا تحريرها والحفاظ عليها، وأن قضيتنا بشأنها قضية عادلة لا يجوز التفريط فيها بحال، إضافة إلى أنها تمثل أخطر عناصر أمننا القومى الذى يجب الحفاظ عليه والدفاع عنه .
الثالثة : أننا إذا ما فرطنا فى واجباتنا تجاه هذه القضية – لا قدر الله – فإن الدولة الصهيونية ستفرض هيمنتها على المنطقة وتتلاعب بالحكام وتذل الشعوب وتسيطر على المقدرات وتثير العداوات والحروب بغية تحقيق أهدافها الكبرى، وليس من المستبعد أن نرى ما يحدث فى غزة يحدث فى أى عاصمة عربية أخرى .. فهل نستيقظ أو نفيق ؟
وأنتم يا أهل غزة الأبطال ..
نحن نعلم أنكم تدافعون عن مقدساتكم وعقيدتكم وعن عروبتكم وإسلامكم وعن وطنكم وأمتكم .. ونعلم يقينا أنكم تمثلون حائط الصد وخط الدفاع الأول فى مواجهة المشروع الأمريكى الصهيونى .. نحن واثقون أن إرادتكم لن تلين ، وعزمكم لن يضعف ، ومقاومتكم لن تتراجع .. واثقون أنكم بصلابتكم وصمودكم وإيمانكم ستثبتون حتى النصر بإذن الله ..
وإلى الشهداء الأبرار والجرحى المجاهدينأتوجه إليكم بالتحية أيها الأبطال ... تحية الإعزاز والإجلال والتقدير .. فأنتم شامة على رؤوسنا ورؤوس شعوبكم وأمتكم .. قلوبنا معكم ودعاؤنا لكم بأن يرفع الله لواءكم ويخذل أعداءكم، وثقوا أننا لن ندخر وسعًا أو جهدًا فى سبيل دعمكم ومساندتكم والوقوف إلى جواركم بكل ما نملك والله المستعان وعليه التكلان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد
محمد مهدى عاكف
المرشد العام للإخوان المسلمين