28/12/2008

يدين مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز الحرب الصهيونية الجديدة التي بدأتها دولة الاحتلال صباح أمس السبت 27 ديسمبر الجاري وأدت إلى جرح المئات وارتفاع أكثر من 200 شهيد من المدنيين( رجال الشرطة يصنفون كمدنيين وفق اتفاقيات جنيف).

ويؤكد أن الحرب الجديدة قد كشفت الوجه النازي لدولة الاحتلال حيث أفادت تحقيقات المركز أن العدوان استهدف مقار الشرطة وجمعية مدنية خاصة بالأسرى وملعب الجامعة الإسلامية التي يدرس بها حوالي 18 ألف طالب، وقد بدأت الغارات الجوية حوالي الساعة 11:25 صباحاً وفق التوقيت المحلي، وبشكل يكاد يكون متزامن في كافة أنحاء قطاع غزة، مما يدل نوايا واضحة بإيقاع أكبر قدر من الضحايا، خلال فترة الذروة في النشاطات اليومية للسكان.

ويستنكر المركز بشدة استغلال وزيرة خارجية الاحتلال أرض مصر لكي تطلق تصريحاتها الإجرامية والإرهابية التي تهدف إلى إسقاط الحق في المقاومة والشرعية الفلسطينية والخيار الديمقراطي، ويطلب تفسيرا ممن يعنيه الأمر حول ذلك وفيما يتعلق بالاتصالات المصرية الرسمية مع حماس والتي أبلغت الحكومة الفلسطينية الشرعية أن الوضع سيكون اليوم هادئا وأن المعابر ستفتح، ولكن ما حدث كان العكس تماما .. حيث بدأت حرب إبادة جديدة.

لقد واجهت المقاومة الفلسطينية الإسلامية والحكومة الشرعية اتهامات من قبيل: التبعية لإيران أو سوريا، الانقلاب والتخطيط للسيطرة على الضفة، إقامة إمارة إسلامية والتطلع نحو سيناء!، اللعب بالرأي العام المصري وحشده ضد الحكومة المصرية، وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات للناشطين ضد الحصار في غزة.

ويشير المركز إلى أن رد فعل دولة بحجم مصر لا يجب أن يتوقف كل مرة عند إصدار التعليمات السيادية باستقبال كافة الضحايا من المصابين عبر معبر رفح وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بالمستشفيات المصرية، وأنه آن الأوان لطرح السياسة الخارجية المصرية والدور الإقليمي لمصر عموما وفي القضية خصوصا للنقاش المجتمعي الحر من أجل الإجابة على تساؤلات من قبيل: هل لدينا رؤية مستقلة لتحقيق السلام في مواجهة مشروع صهيوني أمريكي يريد التطبيع قبل السلام وفك الارتباط بين قرارات الشرعية الدولية وبين التسوية؟.. إلخ.

ويعبر عن رفضه لكل الدعايات القائلة بأن حكومة غزة تستغل التعاطف الشعبي لمصالحها التوسعية والأيديولوجية ويتساءل: هل كل الأحزاب والحركات الشعبية والشبابية من مختلف التيارات ممولة من حماس وتم التلاعب بها؟ داعيا الحكومة إلى وقف قمع الحركات الاحتجاجية، وخداع الرأي العام، وعدم قصر دورها على تقديم المعونات الإنسانية، والقيام بدور إقليمي مستقل يعبر عن طموحات شعبها بعيدا عن التأثيرات الأمريكية والإسرائيلية.

ويعتبر المركز أن المواقف العربية الرسمية لم ترق إلى موقف شخص واحد مثل البروفسور الأمريكي اليهودي ريتشارد فولك المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية الذي صرح بداية الشهر الحالي أن ممارسات دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين ترقى إلى مستوى "جريمة ضد الإنسانية".

ويطالب بتحقيق المصالحة الفلسطينية وفق الثوابت التي تحقق الأدنى من حقوق الشعب الفلسطينى: دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين لديارهم، وتوقف بعض الأطراف عن خداع الرأي العام من خلال ادعاء التمسك بالثوابت، بينما هم يقدمون التنازلات خضوعاً للإملاءات الأمريكية – الصهيونية.

كما يدعو المنظمات الدولية والعربية ودول العالم إلى تقديم المساعدات الإغاثة الطبية والإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة حيث لا تتوفر في مستشفيات القطاع الإمكانيات المادية لإسعاف ومعالجة مئات الجرحى والمصابين.

وختاما.. فإن المركز يناشد المجتمع الدولى وفي مقدمته المنظمة الدولية سرعة التدخل لوضع حدٍ للانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره بإرادته الحرة.

 

القاهرة

30 من ذو الحجة 1429 هــ

الموافـق : الأحد 28 نوفمبر 2008 م