" معلومة ع السريع " : طلحة بن عبيد الله- صقر يوم أحد

يشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على تفاني طلحة - رضي الله عنه - وهو في وسط معركة أحد، والناس بين الدماء والأشلاء، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينادي: أوجب طلحة" أي "وجبت الجنة لطلحة".

فقد ورد في حديث عن الزبير - رضي الله عنه - قال: كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد درعان، فنهض إلى صخرة فلم يستطع؛ فأقعد تحته طلحة، فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى استوى على الصخرة، فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أوجب طلحة)".

جاء أعرابي لرسول الله صلى الله عليه و سلم يسأله عمن قضى نحبه : من هو ؟ و كانوا لا يجترئون على مسألته صلى الله عليه و سلم و يوقرونه و يهابونه فسأله الاعرابي فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم اني اطلعت من باب المسجد و علي ثياب خضر فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أين السائل عمن قضى نحبه ؟
قال الاعرابي : أنا
قال صلى الله عليه و سلم : هذا ممن قضى نحبه
وقال صلى الله عليه و سلم : طلحة ممن قضى نحبه
وهذا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لا يذكر غزوة أحد إلا ويذكر فضل طلحة فيه، ويسقط دمعات شاهدة على ما يقول، فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان أبو بكر - رضي الله عنه - إذا ذكر يوم أحدٍ بكى، ثم قال: ذاك كله لطلحة".
وقال أيضا :
كنت أول من جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم -يوم أحد- فقال لى الرسول ولأبى عبيدة بن الجراح: دُونكم أخاكم.. ونظرنا، وإذا به -أى طلحة- بضع وسبعون طعنة وضربة رمح ورمية وإذا أُصبعه مقطوعة.
ما الذي صنع طلحة حتى يذكر بهذا الذكر؟

اسمع ما يقوله جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: "لما كان يوم أحدٍ، وولى الناس؛ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحيةٍ في اثني عشر رجلاً من الأنصار، وفيهم طلحة بن عبيد الله (وهو من المهاجرين) ، فأدركهم المشركون، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((من للقوم؟))، فقال طلحة: أنا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: ((أنت))، فقاتل حتى قتل، ثم التفت؛ فإذا المشركون فقال: ((من للقوم؟))، فقال طلحة: أنا، قال: ((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: ((أنت))، فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجلٌ من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من للقوم؟))، فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو قلت: بسم الله؛ لرفعتك الملائكة، والناس ينظرون، ثم رد الله المشركين)).