مرت مئة يوم على بدء الغارات الجوية الروسية على سوريا, قتل خلالها مئات المدنيين بينهم أطفال ونساء وصحفيون وعاملون في الدفاع المدني، فيما لم تحقق هذه الغارات شيئا يعتد به لحلفاء روسيا على الأرض.

وفي آخر حصيلة للغارت الروسية قتل 44 شخصا وأصيب العشرات في قصف استهدف مدينتي معرة النعمان وسراقب، كما قتل عشرة أشخاص وأصيب آخرون في مدينة حلب بعد غارات روسية السبت.

وتتهم منظمات حقوقية وإغاثية روسيا بارتكاب جرائم حرب واستخدام أسلحة محرمة دوليا، في حين تقول المعارضة السورية إن الضربات الروسية تركزت على مناطقها دون مناطق تنظيم الدولة "داعش".

وبدأت الغارات الروسية في 30 سبتمبر من العام الماضي، حيث حلقت أولى الطائرات الحربية الروسية في أجواء سوريا، وكان المبرر آنذاك هو القضاءَ على الإرهاب ممثلا في تنظيم الدولة.

ووفق ما ورد في تقارير من منظمات حقوقية وإغاثية دولية فإن الآلاف من طلعات سلاح الجوّ الروسي أسفرت عن مجازرَ تعد جرائم حرب اقترفت باستعمال قنابل محرمة دوليا وصواريخ ذاتية الدفع.

أطفال ونساء

وكان نحو مئة طفل ومثلهم من النساء ضحايا هذه الضربات، كما أحصت جهات معنية أكثر من تسعمئة مدني قضوا تحت أنقاض منازلهم، كان أغلبهم في الغوطة الشرقية وحلب وريف إدلب.

وقتل جراء هذه الضربات 88 من متطوعي الدفاع المدني، بينما كانوا يقومون بعمليلت إغاثة وإنقاذ، كما قتل ستة صحفيين وأصيب اثنان من شبكة الجزيرة أثناء نقلهم وقائع الغارات الجوية الروسية.

وعلى المستوى العسكري يطرح سؤال عن جدوى هذه الغارات وما حققته لحليفها ممثلا بالنظام والمليشيات الداعمة له، فقد استطاع النظام السيطرة على ثلاث بلدات وقراها في ريف حلب الجنوبي، وعدد من التلال في ريف اللاذقية، في حين كسبت المعارضة المسلحة مزيدا من المدن في ريف حماةَ الشمالي.

وعلى الصعيد السياسي فإن تعطيل العملية السياسية والتفاوضية مع النظام كان أيضا من نتائج الضربات الجوية الروسية، وذلك بعد أن اغتالت أبرز قادة الفصائل العسكرية المشاركة في الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من مؤتمر الرياض.

ويمكن القول إن دخول سلاح الجو الروسي إلى ساحة الأحداث في سوريا زادها قتامة ولم يتمخض عن الإيجابيات ما يذكر حتى لحلفائه.