في الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري وضعت تركيا حجر الأساس لأول مدينة تكنولوجية. بعدها بأيام وضعت حجر الأساس لأول مصنع لإنتاج الروبوتات في البلاد لتؤكّد أنها ماضية وبقوة في جعل تركيا ليس مجرد بلد مواكب للتكنولوجيا الحديثة، بل من مصنعيها ومنتجيها.

ورغم التقدّم الصناعي الذي حقّقته أنقرة خلال العقود الأخيرة، والذي جعلها تتصدّر صناعات كثيرة أوروبيا وعالميا، إلا أنها لم تكتف بذلك، بل تريد مزيدا من التقدم لتكون بصدارة المنافسة.

تصنع تركيا المنسوجات، المواد الغذائية والمشروبات، الكهربائيات، السيارات والكيماويات والجلود، كما حصلت على المرتبة الثالثة عالميا في تصدير المنسوجات بعد ألمانيا وإيطاليا.

و يحتل قطاع البلاستك نسبة 28% من مجموعة الصادرات التركية، ويقوم القطاع بتصدير منتجاته إلى العراق وروسيا ورومانيا وأذربيجان وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأوكرانيا وبلغاريا.

كما حقّقت الصادرات البلاستيكية زيادة بنسبة 30% عام 2011 بينما زادت نسبة صادرات القطاع من المواد الكيميائية 41% قياسا لصادرات السنة السابقة.

وقد وصل مبلغ الدخل الذي حقّقه قطاع الكيمياء الـ 8 مليار و 278 مليون دولار أمريكي.

وقام قطاع صناعة السيارات بتصنيع 1.2 مليون سيارة عام 2011.

صناعات تركية متطوّرة
ورغم أن تركيا دولة ليس فيها احتياط نفطي، لكن صناعاتها في تطور دائم ومنافس لدول كانت تسبقها بمراحل، كما أن اقتصادها تفادى الانهيار المالي العالمي الذي عصف باقتصاديات دول تماثلها، وتتقدم صناعتها الآن بخطى ثابتة وقوية .

وما يثبت ذلك هو نجاح تركيا بأن تكون في المركز الأول في أوروبا في مجال صناعة النسيج، كما حقّقت المرتبة الثالثة عالميا في كل من صناعتي أجهزة التلفاز والحافلات.

وتصدّرت تركيا الدول الأوروبية في إنتاج الذهب، كما وصلت صناعتها من السيارات إلى حد نجد فيه أن من بين كل ألف سيارة تصنع في العالم فإن 15 سيارة صنعت في تركيا.

وما يميز الشركات التركية في اختراقها للأسواق العالمية هو أنها نجحت في تطوير صناعتها بشكل أسرع، فلا يوجد لديهم مستحيل وهم مستعدون للتغيير والتحول في صناعتهم لتلبية أصعب الطلبات المقدمة لهم من قبل الزبائن.

ويري الاقتصاديون أن تركيا تسير في الاتجاه الصحيح في تشجيعها لقطاعي الصناعات والخدمات، وأن انطلاق تركيا الصناعي والاقتصادي جاء نتيجة لخصخصة قطاعات الصناعات الأساسية والبنكية والمواصلات ودعم الرياديين، ومن أهم القطاعات السريعة النمو في تركيا تأتي صناعة المركبات والبناء وقد أصبحت مؤخّرا أهم من صناعة النسيج والأزياء.

والقطاع الصناعي في تركيا يمر بمرحلة نمو مستمرة منذ تسعينات القرن الماضي ليتجاوز تقدّمه أكثر من 20%، ويتوقع أن يساهم بـ100مليار دولار في حساب الصادرات التركية بحلول 2023.

تركيا تقترب من تحقيق خططها
وما حقّقته تركيا في 2015 منذ بدايتها وحتى مع قرب نهايتها يشير إلى اقتراب ذلك وبقوة، ففي يناير من العام الجاري أصبحت تركيا تصنع أقمارها الصناعية بشكل محلي بنسبة 100% ، كما أصبحت ضمن الدول العشر الأولى في العالم التي تقوم بإنتاج اقمارها الصناعية محليا.

وأطلقت شركة الصناعات الفضائية التركية قمرا صناعيا باسم “تركسات 6” و تعتزم إطلاقه في 2020، وفي أكتوبر2015 أطلقت تركيا قمرها تركسات “4بي” .

وفي منتصف أبريل من العام الجاري وضع وزير الطاقة التركي “طانر يلديز” حجر الأساس لبناء أول محطة نووية لتوليد الطاقة في بلدة أكويو جنوب تركيا، حيث تسعى تركيا لمواكبة الركب العالمي للدول التي تنتج طاقتها الكهربائية من المحطات النووية.

وفي 22ديسمبر من العام الجاري وضع مجلس البحث العلمي والتقني “توبيتاك” حجر الأساس للمبنى الأم الذي سيحتضن مشروع المدينة التكنولوجية في مدينة “غيبزة” التابعة لولاية “كوجا علي” التركية.

وهو المشروع الأول من نوعه في تركيا، وسيساهم في دعم وتطوير الجوانب الصناعية في تركيا، ومن المتوقع الانتهاء من العمل في المبنى الأم الذي سيكون نواة لإنشاء المدينة التكنولوجية في بداية عام 2017.

مصنع لإنتاج الروبوتات
وبعد ذلك بأيام وفي27ديسمبر الجاري قامت شركة “أكن سوفت” للتكنولوجيا والبرمجيات، في تركيا بوضع حجر الأساس في ولاية “قونية” للبدء بإنشاء أول مصنع متخصص بإنتاج أجهزة “الروبوتات الآلية”، الشبيهة بالإنسان، والتي تقوم ببعض مهامه.

وأسّست “أكن سوفت” مختبرا خاصا بالروبوتات عام 2009، وتم إنتاج أول روبوت آلي أطلق عليه اسم “أكنجي” في عام 2011، ومن ثم تم إنتاج روبوت “أدا” عام 2013، وهو النمط الذي يعد أكثر تطورا من السابق

وتعتزم الشركة البدء بالإنتاج الفعلي مع نهاية عام 2016 العام المقبل، كما تسعى لإطلاق أنشطة بحث وتطوير ذات صلة بـ”تكنولوجيا الفضاء” في 2023 والذي يوافق الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

وتؤكّد هذه الخطوات الخطى القوية الثابتة التي تتحرك بها تركيا لريادة عالمية بمجال التكنولوجيا والصناعات المتطورة والحديثة .