بقلم د/ اسامة جادو:


  منذ قام الجيش بانقﻻب عسكرى على أول رئيس مدنى منتخب ،حظى سيسى العسكر بكامل الدعم المالى والسياسى واﻹعﻻمى دوليا ولم يشفع له ولم يعطه اﻻ قبﻻت حياة أطالت عمره قليﻻ لكنها عجزت ان تمنحه حياة طبيعية .
كائن يﻻحقه الفشل والخراب
إن الله ﻻيصلح عمل المفسدين
*كما حظى سيسى العسكر بدعم مؤسسات الدولة وسارت كلها فى ركابه تسبح بحمد العسكر صباح مساء ،ولم تشذ مؤسسة واحدة ،ومع هذا الدعم والتبنى المؤسساتى تدهورت الحياة فى مصر من سئ الى أسوء
ﻻيكفى أن تجتمع فى يدك أسباب النجاح لتنجو من الفشل ، بل ﻻبد أن تنتفى موانع الفشل ،ونظام اﻹنقﻻب محمل بأسباب الفشل داخله ومحاط بها وواقع فيها ،
إن الله ﻻيصلح عمل المفسدين .
* أغلب الناس يقيسون نجاح أنظمة الحكم او فشلها بالقدرة على تلبية احتياجات المواطنين واشباع حاجياتهم ،نظرة اقتصادية اجتماعية ، وهذا جانب مهم من الحقيقة، ولذلك علت صرخات الناس فى بﻻدى وهم يعانون ، يوما بعد يوم ، من ارتفاع اﻷسعار وتدنى الخدمات و فقدان اﻷمل فى اصﻻح قريب او بعيد ، وتملكهم شعور اليأس وفقدان الثقة فى سيسى العسكر ،الذى حول مصر ليس الى معسكر للجيش بل الى معسكر خدمات للجيش ،
ليصبح الجيش فى عهد سيسى العسكر مالكا للدولة وحاكما لها وسيدا عليها ، واأسفى على شعب كان مصدر السلطات وصاحب السيادة فصار خادما للعسكر رغم أنفه ،لقد تجاوزنا مرحلة عسكرة الدولة الى دولة العسكر امتﻻكا وسيادة وسيطرة وحكما .
*أما الحياة العامة ، والسياسية فى مقدمتها ،فقد محيت معالمها مع قدوم العسكر بإنقﻻبهم المشئوم المسموم ،ﻻحرية وﻻ احزاب
ﻻ حرية وﻻ صحافة
ﻻ حرية وﻻ رأى
ﻻ حرية وﻻ فكر وﻻ إبداع
ﻻ حرية وﻻ أمان أو شعور بالرضى
ﻻ حرية وﻻ استقرار
فهل وجد أنصار اﻹنقﻻب ما وعدهم به سيسى انقﻻبهم حين بشرهم برغد العيش وكرامة اﻻنسان والحنو عليه و أن تصبح مصر ام الدنيا وان يكون لها شبكة مواصﻻت وعاصمة ادارية جديدة و  مليون وحدة سكنية جديدة و استصﻻح مليون ونصف فدان و قناة جديدة تتفوق ايراداتها على ايرادات قناة السويس وهلم جر من قائمة ﻻتنتهى من اﻷوهام واكاذيب السحرة .
فمتى يفيق الجميع ليدركوا أنفسهم من الهﻻك قبل بﻻدهم.؟
*دولة تقوم على اﻷكاذيب ﻻيدوم حكمها وﻻ يسعد شعبها ، وحين يسطع عليها نور الحقيقة ينكشف للناس كم كانوا غارقين فى بحر اﻻستغفال وكم صاروا مضرب اﻷمثال  فى الغفلة والسفاهة بين اﻷمم واﻷجيال .
سألنى صديق هل لو كان سيسى العسكر حقق وعوده وأنجز ما بشر به بنفسه وبإعﻻمه ،وحقق للشعب ما تطلع اليه يوما ما هل كان يغير من موقفك وموقف المطالبين بكسر اﻹنقﻻب وعودة الشرعية؟
قلت وأقول :صدق الله العظيم القائل فى كتابه عن أمثال السيسى والعسكر ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)سورة غافر
وفى التفسير والمعنى : وهكذا زُيَّن لفرعون عمله السيِّئ فرآه حسنًا، وصُدَّ عن سبيل الحق؛ بسبب الباطل الذي زُيِّن له، وما احتيال فرعون وتدبيره لإيهام الناس أنه محق، وموسى مبطل إلا في خسار وبوار، لا يفيده إلا الشقاء في الدنيا والآخرة.
أيظن المجرمون أنهم قادرون وأنهم يستطيعون أن يغالبوا سنن الله تعالى الغﻻبة؟
من سننه تعالى قوله في سورة يونس (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ).
هذه سنة الله تعالى الماضية إن الله ﻻ يصلح عمل المفسدين ،حتى ﻻتقع الفتنة فى الناس فيتبعون المفسد إذا صلحت أعماله و نجحت مشروعاته،بل جعل الخسران وفساد أعمال المفسد وفشل خططه عﻻمة مؤشرة على إفساده .
و تبقى جرائم سيسى العسكر وعصابته شاهدة على ظلمه وبغيه وخيانته ،دماء الشهداء وظلم اﻷبرياء وخيانة العهد والتفريط فى حقوق البﻻد والعباد ﻻيمحوها شئ ، يأتى بعدذلك أكاذيبه التى يروجها له إعﻻمه و أتباعه ،وفشله و فساد مشروعاته، وانعدام كفائته و أهليته .
غدا قريب جدا ، ووقتها يستبين سبيل المجرمين ، وعسى أن يكون قريبا .
ولتعلمن نبأه بعد حين

 

 

المقالات المنشورة في نافذة مصر تعبر عن رأي كتابها، ولاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع