كتب - أحمد سعيد :
أصدر الكاتب الصحفي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد عبد القدوس اليوم بياناً حول زيارة وفد المجلس لسجن العقرب، وجاء البيان بعنوان: “ستة ملاحظات من قلب العقرب”.
عبدالقدوس يحسب على التيار الإسلامي المعارض لحكم العسكر .. يظهر ذك واضحا في كتاباته المتكررة، ولكنه وافق على الانضام للمجلس القومي لحقوق الانسان عقب الانقلاب العسكري، غير أنه رفض ان يشارك في كذبة تقريرهم الأخير حول السجون.
وإلى نص البيان:
“اعتذرت عن حضور المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه المجلس القومي لحقوق الانسان لتقديم التقرير الخاص بزيارة سجن العقرب؛ لأن لي وجهة نظر مخالفة حول ما جاء في هذا التقرير وملاحظات عدة على النحو التالي:
1- أبلغنا المجلس القومي لحقوق الانسان بالاستعداد لزيارة سجن أبو زعبل يوم الأربعاء 26 اغسطس الماضي الموافق 11 ذو القعدة وقبل الانطلاق بدقائق قال لنا السيد رئيس المجلس: إن الزيارة ستكون لسجن العقرب، وكنا قد طلبنا زيارته أكثر من مرة، لكن الرد كان دوما “ممنوع لأسباب أمنية”.
وعندما انطلقنا إلى هناك كان واضحا جدا أن سجن العقرب تم إعداده تماما استعدادا لزيارة وفد حقوق الإنسان، وهو تقليد قديم معروف في السجون بأن تأخذ زينتها وتتجمل عند علمها بزيارة مسئول أو تفتيش أو وفد حقوقي.
وظهر واضحا جدا في مطبخ السجن، “فأنا رد سجون”، وأعلم تماما طعام السجن المُقدَّم، لكن ما شاهدناه طعاما فاخرا وأكلا لذيذا لا يوجد إلا في الفنادق الكبري، ولا يعقل أن يوجد داخل أي سجن.
2- قدمت إدارة السجن للوفد عدة تقارير تتعلق بالرعاية الصحية للسجناء، والجدير بالذكر أن هناك عدة سجناء ماتوا في المستشفيات بعد نقلهم من سجن العقرب لسوء حالتهم الصحية منهم المرحوم فريد إسماعيل والمرحوم عصام دربالة وغيرهم.
ولفت نظري عند فحص ملفات الرعاية الصحية للسجناء التقارير الخاصة بـ”خيرت الشاطر” حيث تم إبلاغنا بأن الأشعة التي أجريت له في مستشفى خاص تكلفت 35 ألف جنيه وهو رقم مبالغ فيه جدا ولا يصدقه عقل.
3- الأمانات أو “الكانتين”؛ ما أعلمه أنها كانت مغلقة لعدة أشهر، ولكن إدارة السجن نفت ذلك وقالت: إن أحد السجناء ولم تذكر اسمه قام بسحب أشياء من “الكانتين” بمبلغ سبعة آلاف جنيه، وهو مبلغ خيالي لا يعقل أن يقوم به شخص بمفرده! بل يمكن أن تصدقه إذا أخبروك أن مجموعة من السجناء هي التي فعلت ذلك، أما واحد لوحده فهذا مستحيل، ويعني أنه اشترى البضائع كلها لحسابه!!.
4- الزيارات: تلقيت شكاوى عدة من أسر سجناء الرأي بأن باب الزيارة كان مغلقا طيلة الأشهر الماضية، خاصة بعد اغتيال النائب العام وأبلغت المجلس بذلك، وكان هناك تلاعبا واضحا يتمثل في أخذ تصريح الزيارة وإثباتها في دفاتر السجن ثم منع العائلة صاحبة التصريح من الدخول فيبدو وكأن الزيارة قد تمت!، لكن إدارة السجن نفت تماما أن يكون هناك منعا في أي وقت للزيارات وهذا يتنافي مع الواقع! وقدموا لنا ما يثبت قيام أسرة أحد السجناء بزيارته ولم تذكر اسمه.
وما أعلمه أنه قبل أيام تم فتح باب الزيارة رسميا من جديد ولا تتجاوز بضعة دقائق وخلف ساتر زجاجي ويمنع سلام الأطفال أو إدخال أطعمة، وهي ذات الشكاوى التي كانت موجودة قبل إغلاق الزيارة منذ أشهر وأبلغت بها المجلس.
5- مصيبة المحاكمات: أبلغنا القيادي بجماعة الإخوان أحمد أبو بركة بأن هناك مصيبة أكبر من سوء المعاملة بالسجون وتتمثل في المحاكمات الظالمة وفبركة الاتهامات ووضع هؤلاء الذين تتم محاكمتهم في أقفاص زجاجية لا يسمعون شيئا مما يدور في الجلسة.
6- التعذيب: معلوماتي تؤكد وجود تعذيب في مقرات أمن الدولة والدليل على ذلك الاختفاء القسري، حيث يوجد الضحية في أمن الدولة يتعرض للبهدلة، وكذلك تلقى المجلس القومي لحقوق اللإنسان شكاوى عدة من تعذيب وسوء معاملة في بعض أقسام الشرطة، أما داخل السجون وفي سجن العقرب فلم يثبت وجود تعذيب بدني على السجناء، والثلاثة الذين قابلناهم عند الزيارة لم يكن عليهم لأي آثار لذلك، ولم يتحدثوا معنا عن وجود حالات من التعذيب داخل السجن.
وأخيرا؛ فإنني أطلب معاملة سجناء الرأي بذات الطريقة التي يتعامل بها مع معظم الجنائيين حيث السجون تضمهم وحدهم بصورة محترمة ويراعى فيها حقوق الإنسان بعكس الأماكن المحتجز فيها السياسيين وعليها ملاحظات عدة.
وقد أدهشني مدير مصلحة السجون ومعي كل الحاضرين عندما قال: عندما يشكو هؤلاء السجناء فهذا معناه أنني ناجح في عملي!!.
وفي انتظار وعد وزارة الداخلية بتحسين أحوال سجن العقرب سواء فيما يتعلق بمعاملة الأهالي أو الزنازين ومزيدا من الرعاية للسجناء”.