13 / 1 / 2010م

 كتب / حازم سعيد :

 وجهت قناة الجزيرة الرياضية صفعة قوية ومؤثرة للإعلام المصرى الذى تناولها خلال الأسبوع الماضى وحاول - بتوجيه أو بدونه - تسييس موضوع البث الفضائى لمباريات بطولة الأمم الأفريقية السابعة والعشرين لكرة القدم المقامة في أنغولا حتى 31 من الشهر الحالي ..

حيث قامت القناة - وهى صاحبة الحقوق الحصرية لنقل مباريات البطولة - بإذاعة مباراة مصر/ نيجيريا والتى فازت فيها مصر بنتيجة ثلاثة إلى واحد ، كما قررت بث مباراة تونس/ زامبيا اليوم على القناة الثانية المفتوحة على القمر الاصطناعي نايل سات.

وأعلنت الجزيرة الرياضية قيامها بهذه الخطوة بعد موافقة الشركة المالكة للحقوق على ذلك ، ولم تكتف القناة ببث مباريات البطولة الأفريقية على القناتين المشفرتين التاسعة والعاشرة (9+ و10+).

وقالت القناة فى تنويه لها بأن ذلك يأتى من منطلق حرصها على مصداقيتها فى الشارع العربى ..

لفتة عاطفية رائعة ..

أيضاً لم تكتف القناة بذلك ، بل قامت بمجرد انتهاء المبارة ببث مقاطع قوية معبرة من أغنية لإحدى المطربات المصريات خاطبت فيها عاطفة ووجدان الشعب المصرى بذكاء منقطع النظير ، وفى لفتات متتالية تثبت نجاح العقلية الإعلامية الاحترافية التى تدار بها القناة ..

وفى نفس الوقت تؤكد فشل العقلية الأمنية التى تدير مؤسساتنا الإعلامية المصرية الحكومية والمستقلة على حد سواء ، وتحبط محاولة ضرب القناة إعلامياً وسياسياً وإفقادها لرصيدها من المصداقية لدى الشارع المصرى والتونسى والعربى على حد سواء ...

تأتي هذه الخطوة الاستباقية من القناة بعد يومين من فشل المفاوضات بين الجزيرة الرياضية واتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر من أجل التوصل إلى اتفاق حول بث مباريات المنتخب المصري حامل اللقب في النسختين الماضيتين.

وقالت الجزيرة الرياضية في بيان إنها "كانت تود نقل المباريات على قنواتها غير المشفرة لولا القيود القانونية المفروضة من طرف الشركات المالكة للحقوق".

من الجزائر إلى الجزيرة ..

 

وكان أحمد شوبير  نائب رئيس إتحاد الكرة المصري السابق والإعلامى المصرى الحالى ونائب مجلس الشعب المصرى عن الحزب الوطنى و ...... قد طالب أمس بشكل غير مباشر بإغلاق مكتب الجزيرة الرياضية فى مصر ، ووقف بيع كروت قنواتها المشفرة ، لكن القناة ضربت تحريضه هو والإعلاميين المصريين فى مقتل ببثها المباراة التي فازت بها مصر ، كما لوحظ كم هائل من الإعلانات المصرية على القناة ..

وبذا خسر الإعلام الجماهيرالمصرية بعدم جديته فى المفاوضات لنقل المباراة ، كما خسر المعلنيين المصريين .

وكان الإعلام المصرى - منذ أقل من شهرين - قد دشن حملة غير مسبوقة من الهجوم على الجزائر إثر هزيمة المنتخب المصرى فى المباراة الفاصلة بين البلدين والتى أقيمت بالسودان لصعود إحداهما لفعاليات كأس العالم المقامة فى جنوب أفريقيا 2010 ، وفازت فيها الجزائر .

وقاد الإعلام الرياضى نظيره من الإعلام الفضائى المصرى لحملة رهيبة من التهييج الإعلامى وتسييس العلاقات على مدار أسابيع قبل وأثناء وبعد المباراة ولا سيما بعد تصريحات ابن الرئيس علاء مبارك - الذى ظهر فجأة بعد احتجاب عن الأضواء لسنوات - وهيج فيها وهاجم الجزائريين ..

ليتبع ذلك صرخات وندب وشجب وعويل واستنكار دام أسابيع خرج منها الإعلام المصرى خاسراً فاشلاً فى قضية اتهمه فيها المحللون بالتهييج السياسى لأغراض ( أمنية - اقتصادية ) ..

ولم يع الإعلاميون المصريون الدرس ليعاودوا الكرة مرة أخرى هذا الأسبوع باتهامات خطيرة غير مبررة - اللهم إلا بالتوجيه الأمنى - لمحاولة ضرب قناة الجزيرة التى فضحت الحكومات والأنظمة العربية بحيادها وتجردها فى مئات المرات ، ليحاولوا هدم حيادية القناة فى نفوس المشاهدين العرب ، بتسييس مفتعل لقضية هى برمتها تجارية بحتة ، خلاصتها أن القناة التى امتلكت حصرية النقل تريد تعويض قيمة ما امتلكته ببيعه بسعر تراه هى مناسباً ويراه غيرها غير مناسب ..

تفاوض تجارى بحت حاول الإعلام المصرى تسييسه بطريقة شاذة على عادته فى خداع البسطاء من المصريين ، ولكن الجزيرة بحرفيتها ووعيها وإدارتها الإعلامية وعت الدرس وأحبطت المخطط مبكراً ..

فهل يفيق إعلاميونا المصريون ، أم سيستمر مسلسلهم التهييجى التسييسى فى هذه القضية وغيرها !!

سؤال ستجيب عنه الأيام ..