د. أسامة جادو:


فى سلسلة اﻷوهام الكاذبة التى يسيطر بها زعيم اﻹنقﻻب العسكرى على جماهير الشعب المصرى تأتى عملية الوهم الكاذب اﻷكبر وهى تفريعة قناة السويس التى روج لها نظام العسكر بأنها قناة السويس الجديدة .

لقد قام النظام العسكرى الحاكم بعملية خداع استراتيجية جديدة ؛أوهم فيها جماهير الشعب المصرى أن مشروع التفريعة سينقل مصر الى مصاف الدول الغنية خﻻل عام من تشغيل القناة الجديدة .

بل صرح زعيم اﻹنقﻻب السيسى فى خطاب عام أن القناة الجديدة قد غطت ايراداتها فى بضعة أشهر كل تكاليف حفرها وإنشائها وها هى البﻻد اليوم بعد عام من افتتاحها الوهمى تحصد السراب وتقبض الريح .

سيأتى اليوم الذى تتكشف فيه كل المعلومات والخبايا حول المشروع الكاذب ،وترفع اﻷستار عن اﻷسرار الحقيقية التى دفعت العسكر لتبنى هذه العملية رغم وضوح الخطورة المتعلقة باﻷمن القومى لمصر خاصة فيما يتعلق بتأمين شبه جزيرة سيناء حيث تعمق التفريعة الجديدة وتباعد استراتيجيا بين سيناء و بقية الوطن مصر ،وتجعل مهمة الدفاع عنها وحمايتها فى حالة قيام حرب مسألة صعبة جدا، الى الحد الذى يجعلنا نتماهى مع القول إن التفريعة الجديدة هى بمثابة خط بارليف مائى جديد يعمق من عزلة سيناء عن الوادى .

هل حققت التفريعة أهدافها اﻹقتصادية التى أعلنتها حكومة اﻹنقﻻب وروج لها إعﻻمه وسحرته؟

هناك إجابتان :

إجابة المتخصصين وقد أفاضوا فى تحليل الكوارث اﻹقتصادية المتحققة من هذا المشروع ،وأثر ذلك على اﻹقتصاد المصرى المريض .

أما اﻹجابة الثانية فهى إجابة رجل الشارع وست البيت أين الأرباح ؟

بل أين رأس المال الذى وضعناه فى المشروع وقد أكل أكثر من ثلثه ارتفاع سعر صرف الدوﻻر أمام الجنيه المصرى؟

جريمة أخرى مكتملة اﻷركان تضاف الى جرائم زعيم اﻹنقﻻب ورفاقه ، لوكان رئيسا شرعيا للبﻻد لوجب الحجر عليه ومحاكمته بتهمة تضليل الشعب وتسويق الأوهام وتبديد ثروات البﻻد واهدار 8.5 مليار دوﻻر فى عام واحد ؛ فكيف الحال وهو منقلب على الشرعية و قاتل وسافك لدماء اﻵﻻف من اﻷبرياء ؟ وبعد أسبوع تحين الذكرى الثالثة لمذبحة رابعة والنهضة .

تحيرت كثيرا فى أمر هذا اﻹنقﻻبى الدموى وهو يﻻحقه الفشل فى كل خطواته ،كالذى يمتحن فى 8 مواد فتكون النتيجة راسب فى 12 مادة.

هذا ملعون تتبعه الكوارث وتحيط به المصائب ويكتوى بجرائمه جموع الشعب حتى مساندوه ، وصدق ربى العظيم إذ يقول :

( فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:81-82].
إن الله ﻻ يصلح عمل المفسدين .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد معلم الناس الخير

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر