وجه الدكتور محمد فتحى سالم، استاذ أمراض النبات والتكنولوجيا الحيوية – جامعة المنوفية، تساؤل قائلاً "هل يتخيل المسئولين فى مصر خطورة  دقيق القمح المصاب بالإرجوت المسموح له من جانب السيد وزير الزراعة اخيرا بدخوله إلى مصر بنسنة ( 0.05%) فى القمح المستورد من الخارج، مشيراً إلى أنه بدلا من أن يفكر السيد وزير الزراعة فى إيجاد خطة علمية وإستيراتيجية لتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح فى مصر، لجأ  للقضاء على القمح المصرى نهائيا واصابة المصريين بمرض ( Ergotism) أى التسمم بالإرجوت.


وأضاف، أن سعر جرعة العلاج الواحدة لمعالجة تسمم فطر “الارجوت” تبلغ أكثر من 12 ألف جنيهاً، وأن فطر الارجوت يتكون من جسم حجري غير قابل للغسيل أوالطحن، ويحتوى على ثلاث طبقات تقاوم تقلبات التربة لمدة 12 عاماً.

وشدد على ضرورة محاسبة وزير الزراعة، الذي يسمح بدخول أمراض جديدة، لمضاعفة المعاناة على الشعب المصري، كما حث على ضرورة الاستعانة بالمتخصصين في كافة المجالات، وعدم الاعتماد على رأي شخص واحد، تجنباً للمخاطر.

وتساءل، كيف تجرؤ الحكومة على تهديد 23 محصولاً مصرياً بالتدمير من «الإرجوت» سريع التكاثروالانتشار، فهو يظل حيا ونشطا فى التربة لمدة تتراوح ما بين 8 - 12 عاماً على صورة أجسام حجرية سوداء؟!

ولفت إلى أن وزارة الصحة لا يوجد بها برنامج واحد يعالج 42 نوعاً من سموم الإرجوت، وهناك 4 أصناف قاتلة من الفطر، فشلت فرنسا فى مكافحتها على مدى 100 عام، لأنه ينتج ملايين الجراثيم الكونيدية صعبة المقاومة والمكافحة، ويمكنه تدمير زراعة القمح فى مصر خلال عام"، لافتا إلى أن فرنسا فقدت نحو 150 ألفا من مواطنيها عام 1951 لتناولهم الخبز المصاب بالفطر.

وتساءل سالم: هل يعقل أن المسئول الأول عن تحقيق الأمن الغذائى للمصريين، يسعى جاهدا لتدمير الزراعة المصرية، ويقضى على أهم محصول استيراتيجى؟!، مضيفا، الرأى العام المصرى والعلماء المتخصصون أُصيبوا بخيبة أمل كبيرة بالقرار الأخير للدكتور عصام فايد، وزير الزراعة الحالى رقم 1117 لعام 2016 بشأن السماح بدخول القمح المصاب بفطر الإرجوت Ergot، والذى يسببه الفطر Claviceps purpurea بنسبة إصابة تصل إلى 0.05 % المستورد من دول أوروبا وأمريكا.

وتابع، أن الحكومة تجاهلت قانون الزراعة المصرى رقم 53 لعام 1966 وتعديلاته، والذى يؤكد على تنظيم أعمال الحجر الزراعي ومنع دخول هذا الفطر الممرض الشديد الخطورة على الصحة النباتية والزراعة المصرية وصحة المصريين، وبفضل ذلك فإن مصر حتى الآن خالية تمامًا من هذا الفطر اللعين، والذى يهدد زراعة القمح فى الدول الأوروبية وأمريكا وكندا واستراليا.

وطالب بضرورة مساءلة وزير الزراعة أمام لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، بحضور العلماء المختصين لبحث تداعيات القرار 1117 لعام 2016، على الزراعة المصرية والعواقب الوخيمة من إصابة القمح والشعير والحشائش من العائلة النجيلية فى مصر، والذى يصل عددها الى حوالى 23 نوعا مختلفا كعوائل ثانوية لهذا الفطر القاتل، إضافة إلى توطين الفطر بالتربة المصرية، حيث أن هذا الفطر من الفطريات التابعة للمملكة الفطرية قسم الفطريات الأسكية Ascomycota فصل Sordariomycetes ويتبع رتبة Hypocreales ويتبع عائلة Clavicipitaceae.

وقال، الأهم من ذلك أن الحكومة لم تأخذ فى عين الاعتبار قبل صدور القرار المميت 1117 لسنة 2016 موضوع التغير المناخى وتداعياته فى مصر، حيث تنخفض درجة الحرارة فى النصف الثانى من شهر ديسمبر وأشهر يناير وفبراير والنصف الأول من شهر مارس إلى أقل من 8 درجات مئوية طوال فترات الليل على مدى 120 يوما.

وتابع، كلنا نعلم أن المواطن المصرى يستهلك سنوياً قرابة 186 كيلو جرام من القمح، فى حين أن المواطن الفرنسى يستهلك فقط قرابة 60 كيلو قمح سنويا بمعنى أخر، نحن فى مصر نستهلك 3 أضعاف إستهلاك المواطن الأوروبى، وبالتالى زيادة التعرض للمشاكل الصحية جراء التغذية على هذا القمح والخبز الملوث بسموم هذا الفطر القاتل، وللعلم لا يوجد فى مصر حاليا أى برنامج علاجى فى وزارة الصحة للتغلب على بداية التسمم بهذا الفطر وسمومه، والتى تبلغ 42 نوعا من السموم القاتلة، التى تؤدى الى التشنجات والإضطرابات العصبية والإجهاض المتكرر للحوامل والنزيف المتكرر وبتر الأطراف.

ونوه، أن تطبيق هذا القرار اللعين 1117 لسنة 2016 بالسماح بدخول قمح مصاب بنسبة 0.05% بفطر الإرجوت، يعنى ببساطة السماح بدخول ما يقرب من 5 آلاف كيلو جرام من الأجسام الحجرية كل عام، لأن مصر تستورد سنويا ما يقرب من 10 ملايين طن قمح، وهذه الكمية الكبيرة من الأجسام الحجرية قادرة على تدمير زراعة القمح فى مصر خلال عام واحد.