قال الداعية الإسلامي "د. محمد راتب النابلسي" في الجزء الأول من حواره مع موقع الجزيرة مباشر:

 

العلماء أعلام الأمة و آخر آمال الأمة فالإحباط بالعلماء شيء خطيرجدا

 

من أعان ظالما سلطه الله عليه فبئس العالم في باب الحاكم ونعم الحاكم في باب العالم

 

عظمة هذا الدين أنه دين فردى وجماعي فإذا طبقه الفرد نجا وحده وقطف ثمار الدين الفردية

 

ظلم الأقوياء نقم الله عز وجل، فإذا ردت بالسيوف وحدها كانت الفتنة أخطر

 

الإنسان لا يحترم دينه إلا إذا تفوق في دنياه، والغرب لا يحترمنا إلا إذا تفوقنا في دنيانا

 

وإليكم نص الجزء الأول من الحوار

 

* ما هو دور العلماء في هذه المرحلة شديدة الخطورة؟

**العلماء أشخاص متميزون وهناك معلومات ونصوص يحفظونها وهذا ثلث العالم والثلث الثاني مواقفهم هل وقف العالم مع الحق أم مع الباطل هل آثر الدنيا على الآخرة والثلث الثالث حسن تقييمه لمن حوله فمن مبادئ العلم أن تصف الحقيقة كما هي عليها لا كما تتمناها.

 

* يتردد مصطلح "علماء السلطة" كثيرا ماهي الأمور التي تنتقص من مكانة العالم؟

** من أعان ظالما سلطه الله عليه ويجب على العالم أن يترفع عن الأمور التي تنتقص من مكانة العالم كالسفينة في البحر إذا أخذت من ماء البحر شيئا التقمها وغرقت فبئس العالم في باب الحاكم ونعم الحاكم في باب العالم فالأمام محمد متولي الشعراوي عرض عليه أن يكون رئيسا فخريا للحزب الوطني في مصر فرفض وسألهم كم عددكم فقالوا مليونا فقال أنا لثمانين مليونا, العلماء أعلام الأمة و آخر آمال الأمة فالإحباط بالعلماء شيء خطير كبير جدا.

 

*لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بالتوبة هل تفسر هذه العبارة واقع الأمة؟

**هناك مسلمة: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بالتوبة وهذه حقيقة مقطوع بها, هناك مشكلات تصيب المسلم جوابها (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ؟ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا), هذا على المستوى الفردي وعظمة هذا الدين أنه دين فردى وجماعي فإذا طبقه الفرد نجا وحده وقطف ثمار الدين الفردية وأما إذا طبقته الأمة قطفت ثماره الجماعية " النصر" ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فمادامت سنة النبي قائمة في الأمة فهي في مأمن من عذاب الله.

 

* لماذا تحارب أمة الإسلام في الكثير من بقاع الأرض ومن مختلف الأمم؟

** (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) هل نحن ممكنون في الارض ؟ لا ،هل نحن مستخلفون في الارض ؟ لا

وسبب عدم الإستخلاف والتمكين قال الله يعبدونني لا يشركون بي شيئا فإذا أخل العبد بالعبادة فإن الله في حل من وعوده بالتمكين

هذا الدين يواجه حربا عالمية ثالثة كانت تحت الطاولة واليوم فوق الطاولة جهارا نهارا وعضو الكونغرس الأمريكي قال لن نسمح بقيام حكم إسلامي.

 

* كيف تواجه الأمة المسلمة الحرب عليها وتجبر الغرب على احترامها؟

** ظلم الأقوياء نقم الله عز وجل، فإذا ردت بالسيوف وحدها كانت الفتنة أخطر ولكن لابد من العودة إلى الله والصلح مع الله

كان الصحابة عند العودة من المعارك يقولون عدنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر والجهاد نوعان الجهاد الأساسي وهو جهاد النفس والهوى والجهاد البنائي أن نبنى السدود ونستصلح الأراضي وأن نتفوق في دنيانا، والإنسان لا يحترم دينه إلا إذا تفوق في دنياه، والغرب لا يحترمنا إلا إذا تفوقنا في دنيانا

 

* متي يكون الجهاد مشروعاً في حق الأمة المسلمة؟

** عندما ننتهي من جهاد النفس والهوى والجهاد البنائي والدعوى يأتي الجهاد القتالي قدرنا

 

* هل إقامة العدل في الأمة المسلمة من شروط تحقيق النصر؟

** سيدنا عمر جاءه ملك الغساسنة مسلما وأثناء طوافه حول الكعبة داس بدوي طرف ردائه فضربه ضربة هشمت أنفه فشكاه إلى عمر فأمر سيدنا عمر ملك الغساسنة أن يرضى البدوي أو يهشم أنفه فقال له ملك الغساسنة أنا مرتد إذا أكرهتني ، هذا عصر المبادئ ونحن في عصر الأشياء وقيمة المرء متاعه, يستمد مكانته من سيارته أو من بيته أو من ثروته.