أعلنت الأمم المتحدة الخميس، أن نحو 800 شخص فقط تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية الكبرى لاستعادة السيطرة عليها، بينما يعاني السكان العالقون فيها من ظروف معيشية رهيبة.


وقالت ليز غراند منسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق في بيان، إن الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المدينة المحتلة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، أفادوا بأن الظروف المعيشة في داخل المدينة رهيبة.


وتابع البيان "نحن نتلقى تقارير مؤلمة عن المدنيين العالقين داخل الفلوجة، وهم يرغبون في الفرار إلى بر الأمان، لكن ذلك غير ممكن".


ظروف رهيبة


وقالت الأمم المتحدة، أن "الغذاء محدود ويخضع إلى سيطرة مشددة، والدواء نفذ، والكثير من الأسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير آمنة لعدم توفر خيار آخر".


ولم تتمكن الأمم المتحدة وباقي منظمات الإغاثة الأخرى من إيصال مساعدات بسبب عدم توفر منافذ منذ بدء العملية.


وجرى التباحث في قضية إنشاء ممرات إنسانية مع السلطات العراقية لكن دون أن يتحقق أي شيء.


دروع بشرية


وفرض اتباع داعش الذين يسيطرون على الفلوجة حظر تجول لمنع السكان من مغادرة منازلهم. ومن الواضح أنهم يستخدمونهم كدروع بشرية.


وأفاد سكان عالقون داخل الفلوجة، أن عدد العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي جهزها التنظيم في داخل وخارج المدينة قد يجعل القتال محفوفاً بالمخاطر.


من جهة أخرى، قالت منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليوم الأول من انطلاق العملية العسكرية، إن عشرات الآلاف من عناصر قوات الأمن قطعوا طرق الإمداد عند محاصرتهم للمدينة، وبالتالي منع المدنيين من المغادرة.


وحذرت منظمات حقوقية مختلفة الحكومة العراقية من اللجوء إلى أساليب التجويع من أجل هزيمة التنظيم في الفلوجة التي بقي فيها نحو 50 ألف مدني بحسب تقدير الأمم المتحدة.


وتواصل قوات من الجيش والشرطة العراقية وميليشيات العشائر، يواصلون تقدمهم نحو المدينة مقابل تقدم آخر نحو جزيرة الخالدية بذات المحافظة، في إطار عملية عسكرية، لتحرير الفلوجة من تنظيم "الدولة الإسلامية".


من جهته، قال سعدون الشعلان، قائم مقام مدينة الفلوجة، إن "العديد من الأسر النازحة تيسر لها الفرار من ضواحي المدينة، باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأمنية"، مضيفاً: "لكن هنا عوائل حتى الآن لم تتمكن من الفرار، رغم وجود المنافذ الآمنة".


وأوضح أن "الحكومة الاتحادية والإدارة المحلية في الأنبار، هيأتا مخيمات في مدينة (عامرية الفلوجة)، تتسع لأكثر من ألفي عائلة من المحتمل نزوحهم من الأنبار".


وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلومتراً غرب العاصمة بغداد، وتعد أحد أبرز معاقل داعش في العراق، ويقطنها أغلبية من السُنة، وهي من أولى المدن التي سيطر عليها تنظيم "داعش" مطلع عام 2014 قبل اجتياح شمال وغرب البلاد صيف العام نفسه.


وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة، ومن ثم التوجه شمالاً نحو الموصل، لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد التنظيم من الأخيرة، التي تعتبر معقله الرئيس في البلاد، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري.