يموت في ألمانيا حوالي مليون شخص سنويا جراء مرض تليف الكبد، لكن آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية هو أن تناول القهوة يوميا يمكن أن يحمي من تليف الكبد المعروف بـ"تشمع الكبد".


أظهرت دراسة حديثة أن تناول كوبين من القهوة يوميا يقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد بنسبة 43%، ويعد التهاب الكبد الدهني والتهاب الكبد الوبائي بنوعيه "C" و"B" من بين أكثر أسباب الإصابة بتليف الكبد شيوعا، وهو حالة تتميز بظهور ندبة في الكبد، ما يؤدي بدوره إلى حدوث فشل كبدي، وفق "دويتشه فيله".


وفي حالة الإصابة بتليف الكبد، يحل النسيج المتليف مكان النسيج السليم؛ ما يعيق قيام الكبد بوظائفه بشكل طبيعي ويصبح غير قادر على إنتاج مواد مخثرة ويعجز عن القيام بتنقية الجسم من السموم.


ووفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية (Alimentary Pharmacology & Therapeutics)، فإن القهوة تحتوي على أكثر من ألف مركب بيولوجي نشط والتي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الصحة.


من بين هذه المركبات الكافيين وحمض الكلوروجينيك وقهويول والكافيستول، وكل هذه المركبات تجعل القهوة قادرة على تحفيز الجهاز العصبي المركزي وتخفيف الإجهاد التأكسدي والالتهابات، بالإضافة إلى التأثير المضاد للمواد المسرطنة.


ويبدو أنها قادرة على حماية الكبد أيضًا، ورغم وجود أبحاث سابقة تشير إلى وجود علاقة بين القهوة وحماية الكبد، إلا أن تحليلاً جديدًا يتضمن عدة دراسات أجريت على 430 ألف مشارك أثبت أن تناول كوب واحد من القهوة في اليوم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد بنسبة تصل إلى 22%.


وما تزال الأبحاث جارية لمعرفة ما إذا كان للقهوة تأثير إيجابي على مشكلة تليف الكبد الناتج عن المسببات الأخرى، كالتهاب الكبد الوبائي أو التهاب الكبد الدهني.


حتى الآن، لم يتوصل العلماء إلى إيجاد نتيجة مؤكدة حول آلية حماية الكبد من التليف الناتج عن إدمان الكحول بفضل تناول القهوة، لكن، وبحسب رأي بعض أخصائيي أمراض الجهاز الهضمي، فإن المواد المضادة للأكسدة الموجودة في حبات البن وخصائصها المضادة للالتهاب تقوم بدور مهم في ذلك.