ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن المبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس مرسي لحل الأزمة السورية، والتي تمثل محاولة لجمع إيران جنبًا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر، ستجعل دور مصر في المستقبل أكثر تعقيدًا من مجرد تحقيق فوز أو خسارة للغرب, وستمكنها من الصعود كقوة عالمية لقيادة المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس مرسي المتواجد بالصين في زيارة خاصة يتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية التي تدعم التعاون بين البلدين، سيعيد لمصر دورها الإقليمي من خلال طرحه لحلول إقليمية مستقلة عن الولايات المتحدة أو أي قوة كبرى أخرى، مشيرة إلى أن نجاح مرسي في هذه الجهود يقلل من النفوذ الأمريكي في المنطقة.

وقالت الصحيفة إن الرئيس مرسي أظهر عبر مبادرته الرباعية رغبة واقعية تنطلق من الخط الأيدولوجي لكل من مصر وتركيا وإيران والسعودية؛ لوقف إراقة الدم السوري على الرغم من أن بعض المحللين الغربيين يميلون إلى التفكير في هذه الدول الأربع، على أنهم خصوم، خصوصًا النظام الملكي السعودي السني والدولة الإيرانية الشيعية الثيروقراطية.

وأشارت إلى تصريحات د. ياسر علي- المتحدث باسم الرئاسة المصرية- التي أوضح فيها أن سعي مرسي لإقامة محادثات مع إيران يهدف إلى الحصول على أهداف استراتيجية محددة تفوق مجرد توثيق العلاقة الدبلوماسية بين القاهرة وطهران، وتأتي في مقدمة هذه الأهداف إنهاء إراقة الدماء السورية.

واعتبرت الصحيفة مبادرة مرسي لحل الأزمة السورية بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، لا يمثل فقدان النفوذ الأمريكي في المنطقة فقط، وإنما يعني صعود مصر كقوة عالمية لقيادة المنطقة، بعيدًا عن أي قوة دولية أخرى منافسة, لافتة إلى أن نهاية نظام الرئيس المخلوع أفقد الولايات المتحدة عميلًا موثوقًا به؛ للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، في ظل صعود مصر الجديدة الديمقراطية التي تستجيب للرأي العام المصري الذي يرفض الدور الأمريكي في المنطقة.