نشر الموقع الفرنسي الشهير "سينياست" إعلانا يهدف إلى البحث عن وجوه جديدة للتمثيل في فيلم إلى جانب عدد من النجوم الفرنسيين الكبار، وذلك مقابل 400 يورو لليوم الواحد.
وجاء في الإعلان المنشور: "الدور الرئيسي قوقازي، أبيض البشرة جدا، يتقن التحدّث مثل شخصيات الجيتو، وببرجوازية البيض، وأن يكون قد ولد في حيّ 16 أو الأحياء الباريسية الراقية".
أما الشخصية الثانية التي تدعى فرنسوا، فعلى المتقدم لها أن يكون "ذكيا، وسيما، غنيا، وورث ثروة طائلة، ومن أصل قوقازي أوروبي".
بينما يطلب الإعلان من المتقدم لشخصية مامادو الأفريقي أن يكون "عنيفاً وظريفاً ويتقن الرقص والتنكيت، ومن أصل أفريقي، أسود البشرة، وعلى الممثل أن يكون من سكّان الأحياء الفقيرة".
أما المطلوب لشخصية "رشيد" العربية، فهو "أن يكون حيوياً، نحيفاً ولصاً، ويجب أن يتقن الركض سريعاً، ويتحدّث بلهجة مغاربية وله ملامح عربية"، في حين أنّ شخصية فاطمة يفضّل أن تكون "مسلمة، فائقة الجمال، تعمل في الدعارة، وبملامح عربية جداً".
ورأت الجاليات الإفريقية و المغربية فى فرنسا إضافة إلى العرب والمسلمين بشكل عام ان الإعلان يحمل لهجة استفزازية, قائلين إن الإعلان كان يمكن أن يطلب لون البشرة والسنّ فقط، لأنّ الممثل الحقيقي لا يحتاج مثلا إلى أن يكون من مواليد الأحياء الغنية ليمثّل دور شاب منها، والعكس صحيح. وهذا أمر معروف لجميع السينمائيين.
و تساءلوا لماذا هذا الإصرار الاستفزازي على وضع مواصفات لا فائدة من تحديدها؟ ولماذا تمّ تحديد ديانة شخصية فاطمة ومهنتها، هي التي يعرف الفرنسيون جيّدا "قداسة" اسمها عند المسلمين -بحسب رأيهم-. في حين أنّه لم يتمّ تحديد ديانة أو مهن الشخصيات الفرنسية؟ ولماذا التزم المعلن المجهول الصمت ولم يكشف عن نفسه حتّى الآن؟
جدير بالذكر أنّ الإعلان كاد أن يمر مرور الكرام، لولا انتباه كاتبة السيناريو، آماندين جاي، إلى كمية التحقير والعنصرية التي يحتويها، خصوصاً أنّها من أصول أفريقية، ما جعلها تقوم على الفور بكتابة تغريدة على "تويتر" ليلة السبت، لينتشر الخبر بعد ذلك في أهمّ وسائل الإعلام الفرنسية.
كما ارتفعت أصوات مناهضة لتجبر إدارة موقع "سينياست" على حذف الإعلان أمس، كمحاولة منها لتهدئة الوضع، وضمان عدم وصوله إلى وسائل الإعلام العالمية، في ظلّ التوتر الذي ما زال قائما بين فرنسا والمسلمين منذ حادثة شارلي إيبدو.