04/01/2010
نافذة مصر / المصريون
أجرى الرئيس مبارك أمس تعديلا وزاريا محدودا، شمل تعيين الدكتور أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس وزيرا للتربية والتعليم، بدلا من الدكتور يسري الجمل، وعلاء الدين محمد فهمي رئيس الهيئة القومية للبريد وزيرا للنقل والمواصلات، خلفا لوزير النقل السابق المهندس محمد منصور والذي استقال في أكتوبر الماضي على خلفية حادث تصادم قطاري العياط الذي خلف 18 قتيلا وعشرات الجرحى.
كما صدر قرار جمهوري بتعيين 5 محافظين جدد لكل من جنوب وشمال سيناء وحلوان ومطروح وبنى سويف، تضمن تعيين محمد عبد الفضيل محمد شوشة محافظا لجنوب سيناء، وقدري يوسف محمود بوحسين محافظا لحلوان، ومراد محمد أحمد موافي محافظا لشمال سيناء، وأحمد حسين مصطفى إبراهيم محافظا لمطروح، والدكتور سمير أحمد سيف العزل محفوظ محافظا لبنى سويف.
وربط محللون بين إقالة الجمل وعدم رضا مبارك عن مشروعه لتطوير نظام الثانوية العامة، بالإضافة إلى إخفاق الوزارة في معالجة أزمة إنفلونزا الخنازير.
وقد أثار تعيين أحمد زكي بدر وهو نجل وزير الداخلية الأسبق اللواء زكي بدر خلفا له مخاوف كبيرة من إقدامه على إدخال تعديلات في نظام الثانوية العامة، والعملية التعليمية بشكل عام تقضي على المساواة والعدالة، وتزيد أعباء الأسر المصرية.
وأعرب عدد كبير من أعضاء مجلس الشعب عن صدمتهم من التعديل الوزاري المحدود جدا واختيار وزيرين غير مؤهلين للنهوض بالسياسات الخاصة بالتعليم والنقل والمواصلات، وتساءل النواب: أين هي خبرات الدكتور أحمد زكي بدر بالتعليم الأساسي حتى يتم اختياره وزيرا للتعليم وأيضا علاء فهمي رئيس هيئة البريد والبعيد عن مجال النقل وهيئة السكك الحديدية والطرق والكباري.
ورفض المهندس أمين أباظة وزير الزراعة وصف ما حدث بأنه تعديل وزاري، وقال إنه "تعديل محدود جدا لا يطلق عليه تعديل وزاري"، وأوضح أن ما تم هو اختيار وزيرا للنقل بدلا من المهندس محمد منصور وزير النقل السابق التي قدم استقالته، مشيرا إلى أن هذا التعديل أخذ أكبر من حجمه وترددت شائعات كثيرة عن تغيير عدد من الوزراء.
إلى ذلك، قلل محللون من أهمية التعديل الوزاري الذي لم يشمل سوى وزيرين، أحدهما اختير لشغل المنصب الشاغر منذ أكتوبر الماضي، حيث كانت تسود تكهنات بالإعلان عن إجراء حركة تعديلات واسعة تشمل الإطاحة بعدد كبير من وزراء الحكومة الحالية.
يرى الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان المسلمين" أن تلك التعديلات ما هي إلا تفريغ للأوضاع المهترئة حاليا ومحاولة سد الخرق الموجود، وأضاف أن العبرة ليست بالأشخاص ولكن بالسياسات، ولن يتم تغيير أي سياسة في ظل تلك التعديلات.
واعتبر أن تعين ابن زكي بدر" وزيرا للتعليم هو نذير شؤم على التعليم كله في مصر وسيتم إلغاء كلمة التربية في عهده من الوزارة، لكنه في المقابل قدم تهنئة جامعة عين شمس لأنها تخلصت منه.
كما انتقد اختيار علاء فهمي رئيس الهيئة القومية للبريد وزيرا للنقل، وقال إن الهيئة وإن كانت تتبع وزارة النقل إلا أن هذا لا يعنى تعيين رئيسها وزيرا لها، فيكفى ما حدث من كوارث ومصائب داخل هيئة السكك الحديدية.
وأكد الكاتب والمفكر جمال أسعد، أنه لا جديد في التعديل الوزاري الذي أعلنه الرئيس مبارك، وتساءل عن سر اختيار الدكتور أحمد زكي بدر وزيرا للتربية والتعليم، حتى يقود مسيرة التعليم في مصر، مرجحا أن لذلك علاقة بالسياسة الأمنية التي كان يطبقها أثناء رئاسته جامعة عين شمس.
واستدرك قائلا: ما رأينا في عهده إلا المشاكل اليومية والتضيقات الأمنية مع الطلبة واتحاد الطلبة ومع الأسر واضطهاده الواضح للمعدين والأستاذة، فهل اختياره وزيرا مكافأة لمن يقوم بهذا النوع من القمع؟، وهل هذا يدفع الآخرين إلى أن يسيروا على نهجه حتى يصلوا إلى الوزارة؟ وهل يراد لوزارة التربية والتعليم أن تكون جناح أمنى آخر؟.
وأضاف أن النظام يفتقد إلى النظرة الاستراتيجية السياسية الحقيقة خصوصا في مجال التعليم وهذا يمثل خطورة مستقبلية لهذا الوطن، لأن إصلاح التعليم هو البداية الحقيقة لأي دولة، وتساءل: هل احمد زكي بدر لدية استراتيجية لإصلاح التعليم بحيث يكون قاطرة تجر الوطن إلى مستقبل أفضل؟
بينما يرى أن تعيين المهندس علاء الدين محمد فهمي رئيس هيئة البريد وزيرا للنقل جاء من منطلق أنه أدى الدور المنوط به وهو خصخصة هيئة البريد وتحوليها إلى قطاع خاص ولذا كانت المكافأة أن تم اختياره وزيرا للنقل والمواصلات.
من جهته، قال الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة عين شمس،, وأحد القيادات الناصرية، إن التعديلات الوزارية في مصر ليست لها أي دلالات سياسية سوى أنها تعيينات تأتي كمكافأة للشخص الذي يتم اختياره وليس لأنه الأحق بهذا المنصب.
وأشار إلى أن الدور الذي يقوم به الوزير في مصر لا يختلف كثيرا عن دور الموظف الحكومي الذي يقوم بتنفيذ سياسة معينة سبق وضعها وفق آليات محدده، وتساءل لماذا يأتي شخص مثل أحمد زكي بدر وزيرا للتربية والتعليم سوى لأنه قاد جامعة عين شمس قيادة أمنية قهرية على أعلى مستوى؟.
في حين يرى الدكتور رفعت سيد أحمد المدير العام لمركز "يافا" للدراسات والأبحاث، أن تلك التعديلات مثل عدمها وما هي إلا تغيير في الأسماء وليس في السياسات، فالنظام وجد أمامه منصب وزير النقل شاغرا فأتى بأحد لمن قيل إنه قريب من منظومة لجنة السياسات المقربة من جمال مبارك .
وأبدى استغرابه لاختيار شخص "صدامي" مثل أحمد زكي بدر المعروف عنه العنف في التعامل مع الأمور على رأس المنظومة التعليمية، ووصف ذلك بأنه "شيء مهين ومحزن وهذا لا يحمل أبدا أي بارقة أمل للشعب المصري في التغيير".