30/12/2009

شهدت لجنة الدفاع والأمن القومي أزمة حادة أثناء مناقشة الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة، وكان نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين قد تقدموا بـ18 طلب إحاطة للاحتجاج على إقامة الجدار.

واستند نواب الإخوان في رفضهم لإقامة الجدار إلى أنه يسبب حالة من العزل للشعب الفلسطيني والحدود المصرية ويعرقل حركة تدفق السلع والأدوية إلى قطاع غزة ويخدم العدو.

وحشد أحمد عز (أمين التنظيم بالحزب الوطني ورئيس لجنة الخطة والموازنة) نواب الحزب الوطني للدفاع عن إقامة الجدار.

واشتبك النائب اللواء حازم حمادي مع نواب الإخوان قبل دقائق من دخول د. فتحي سرور لرئاسة الاجتماع، حيث قال لنواب الإخوان: لماذا ترفضون بناء الجدار؟ ثم قام بالتطاول بالألفاظ النابية عليهم وانصرف من الاجتماع، فخرج أحمد عز وأعاده إلى الاجتماع.

وأكد "عز" أنه لا يملك سلطة منع الصحفيين من حضور اجتماع لجنة ليس رئيسها، وخرج الدكتور سرور من مكتبه ليعلن أنَّه وراء قرار سرية المناقشات.

وقال سرور على باب اللجنة: "أنا الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أعلن أن الجلسة سرية، وأقول إن لجان الأمن القومي في جميع برلمانات العالم سرية؛ لأنها تناقش أمورًا متعلقة بالأمن القومي، وسوف أصدر بيانًا في نهاية المناقشات عن أهم ما ورد في الاجتماع".

وأضاف سرور أن اللائحة الداخلية لمجلس الشعب تنص على سرية اجتماعات اللجنة، واتهم رؤساء اللجان بالتقصير في تطبيق اللائحة.

وأجرى الدكتور سرور حوارًا خاصًا مع الدكتور مفيد شهاب في مكتبه بالدور الثاني، وقال الدكتور شهاب إنه لا يعلم أسباب رفض الإخوان للإنشاءات الهندسية التي تقام على الحدود الشرقية رغم أنها إجراءات ليست جديدة، وقال إن كل دول العالم تؤمن حدودها وتحافظ على سيادة أراضيها في ظل التعاون مع جيرانها.

كما قام اللواء فاروق طه رئيس اللجنة بالاستعانة بأمن اللجنة لإخراج الصحفيين من الجلسة التي عقدت في الدور الثاني في البهو الفرعوني.

وأضاف شهاب أن هذه الإنشاءات من لحماية الأمن القومي المصري وتقع خارج نطاق الجدل أو الحوار مع أي طرف باعتبارها من أعمال السيادة.

وزعم شهاب أن أنفاق غزة التي تجاوزت الألف نفق في تزايد مستمر، وتشكل مصدر تهديد حقيقي للأمن القومي المصري.

وانسحب النواب بعد تطاول أحد نواب الحزب الوطني اللواء بدر القاضي على المعارضة وسب الدين لهم.

وسيطرت حالة من الغضب والاشمئزاز على النواب المنسحبين الذين حاول نائب الوطني سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية تهدئتهم إلا أنهم التفوا حوله وقالوا بنفس واحد: "يرضيك كده يا سعد بيه انت لو قاعد على قهوة بلدي وسمعت حد بيسب الدين هتقوم تضربه أو هتسيب القهوة وتمشي".

وقال النائب حازم فاروق (عضو الكتلة البرلمانية للإخوان): "لو كان بدر القاضي اللي سب لنا الدين عمل كده بره اللجنة كنا عرفنا نخلصها معاه وناخد حقنا وإحنا عارفين هنجيب حقنا إزاي".

واتهم الدكتور حمدي حسن (أمين الإعلام بالكتلة البرلمانية للإخوان) الدكتور سرور بالحجر عليهم ومنعهم من الكلام، بينما أعطى نواب الوطني الحرية في الحديث رغم أن البيانات العاجلة وطلبات الإحاطة مقدمة من المعارضة والمستقلين، ولم يتقدم أي نائب أغلبية ببيان عاجل في هذه القضية.

وأضاف: "والغريب أنه رغم كل طلبات الإحاطة قال الدكتور سرور إننا سنناقش موضوع الجدار العازل وليس طلبات الإحاطة.

وأشار النواب إلى أن نائبي الوطني بدر القاضي ونشأت القصاص وجهوا شتائم قاسية لنواب المعارضة.

وأكد نواب الكتلة: أكرم الشاعر، وحمدي حسن، وحازم فاروق، وسيد عسكر، ومحمد العمدة "دستوري" أن نائب الوطني بدر القاضي قال في كلمته "نحن نحترم الشعب الفلسطيني، ولكن  "أولاد الوسخة" دول ملناش دعوة بيهم قاصدًا حماس، وحينما اعترض النواب وجه حديثه إليهم قائلا "يا أولاد دين .... هنطلع دين....... يا إخوان يا كفرة إحنا ها نبني الجدار واللي ها يتكلم هطلع ........ أمه".

وسأل نائب الإخوان أكرم الشاعر سعد الجمال: لماذا لا تطبق عقوبات لجنة القيم إلا على نواب المعارضة وأنت يرضيك سب الدين يا سعد بيه؟، ورد الجمال: "لا طبعا".

وقال نائب الحزب الدستوري محمد العمدة: "الدكتور سرور أدار اجتماع اللجنة وكأنه جلسة عادية وأعطى الكلمة 3 من الوطني مقابل واحد من المعارضة، وكأنه لا توجد طلبات إحاطة مقدمه في هذا الموضوع، لذلك قررنا الانسحاب من هذا الاجتماع الباطل بعد أن منعونا الكلام وسبوا لنا الدين.

كانت لجنة الخطة والموازنة قد شهدت واقعة مماثلة للوزير بطرس غالي، وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ مجلس الشعب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : نواب إخوان