7/11/2009
انتقد آية الله أحمد خاتمي، إمام جمعة طهران المؤقت، مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بسبب الفتوى التي أصدرها الأخير مؤخرا، واعتبر فيها أن مراسم "البراءة من المشركين" بدعة، ودعاه إلى "التوبة" قبل موسم الحج.
وقال خاتمي في خطبته أمام المصلين بالعاصمة الإيرانية الجمعة 6-11-2009 إن: "هذه المراسم وردت في القرآن وسيرة النبي الأعظم"، مضيفا: "من الأجدر بمفتي السعودية أن يتوب عن هذه الفتوى قبل حلول شهر ذي الحجة".
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن خاتمي قوله: "إن المشركين بالأمس كانوا عباد الأصنام، واليوم هم أمريكا وربيبتها إسرائيل.. فالموت لمشركي الأمس واليوم.. الموت لأمريكا وإسرائيل"، وأضاف أن: "مراسم البراءة من المشركين قائمة على أساس القرآن والسنة الشريفة".
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم الخميني حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل: "الموت لأمريكا".. "الموت لإسرائيل"؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
ويتم اعتباره لدى الإيرانيين واجبا عباديا سياسيا، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية وواجباتها السياسية التي بدونه لا يكون الحج حجا، وقد طلب الخميني من الحجاج -الإيرانيين وغير الإيرانيين- المشاركة فيها، وإطلاق صرخة البراءة من المشركين والملحدين في جوار بيت التوحيد.
وثد تحولت إحدى هذه التظاهرات خلال موسم الحج عام 1987 إلى صدامات دامية عندما وقعت اشتباكات بين البعثة الإيرانية وقوات الأمن السعودية أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى، معظمهم من الإيرانيين.
كما شهد موسم الحج الماضي بعض التوترات بين إيران والسعودية عندما دعت طهران إلى تنظيم مراسم "البراءة من المشركين" في صحراء صعيد "عرفة"، لإطلاق "الصيحات" التي غالبا ما يتخللها تنديد بالولايات المتحدة وإسرائيل، وسبق أن تسبب تنظيمها بصدامات دامية راح ضحيتها المئات.
وكان مفتي السعودية قال قبل أيام إن الدعوات الإيرانية لأداء شعائر "البراءة من المشركين دعوى كاذبة"، كما انتقد في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" من قال إنهم "يريدون تحويل الحج من طاعة وعبادة إلى منابر للدعايات الباطلة والأغراض المضللة".
وقد حذرت السلطات السعودية في وقت سابق جميع الذين يقصدون أراضيها في موسم الحج من أنها "لن تسمح لأي جهة" بتعكير صفو أداء هذه الفريضة، داعية جميع الحجاج إلى "الالتزام بمقاصد الحج الشرعية"، كما توعدت كل من يسعى لـ"العبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي".
على الجانب الآخر قال مندوب قائد الثورة الإسلامية والمشرف على شئون الحجاج الإيرانيين آية الله محمدي ري شهري إن مناسك الحج في العام الجاري ستجري بهدوء تام وبدون أي أزمات، معتبرا أن ذلك "سيدخل اليأس في قلوب الأعداء"، بحسب موقع قناة "العالم" الإيرانية.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد حذر السعودية مما وصفه بـ"فرض قيود" على الحجاج الإيرانيين، كما أكد في كلمة أمام اجتماع المجلس الأعلى للحج في إيران أنه "لو لم تحترم مكانة الشعب الإيراني فإن طهران ستتخذ إجراءات مناسبة"، دون أن يكشف عن ماهيتها.
وشهدت الفترة الماضية جدلا على نطاق واسع في أعقاب تصريحات لكل من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي قبل نحو أسبوع انتقدا فيها معاملة السعودية للشيعة في الأماكن المقدسة.
_____________
المصدر: إسلام اون لاين

