في ذكرى مرور 7 سنوات على الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو 2013، صلاح عبد المقصود وزير الإعلام بعهد مرسي للأناضول:- 
- مرسي كان يسعى لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة وقتل بـ"البطئ" 
- الإعلام في عهد مرسي تمتع بحرية غير مسبوقة لكنه كان "معاديا للديمقراطية". 
- هناك منظمات حقوقية ودولية طالبت بالتحقيق في وفاة مرسي وأعتقد أنه لن يحقق في شيء حاليا 
- "أزمات كثيرة" تواجه مصر حاليا ومؤمن بأن غد المصريين سيكون أفضل. 
 

قال وزير الإعلام المصري الأسبق، صلاح عبد المقصود، إن الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي، كان "إهدار لإرادة المصريين وإجهاضا لحلمه في إقامة دولة الحرية" معتبرا أن رأس النظام الانقلابي، عبد الفتاح السيسي، لم ينجح في تحقيق ما وعد به المصريين من نماء.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول للأنباء مع عبد المقصود، المتواجد خارج مصر، في ذكرى مرور 7 سنوات علي أحداث الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013.

** "إهدار الإرادة"

قال عبد المقصود، إن الانقلاب على الرئيس مرسي كان "إهدارا لإرادة المصريين التي استردوها في ثورة 25 يناير 2011 ليقيموا دولة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإجهاض لهذا الحلم وتآمر على المصريين".

وأضاف: "أدت لاعتقال عشرات الآلاف واختطاف الرئيس المنتخب ووضعه في السجن حتى ارتقى شهيدا في قفص المحكمة عقب قتل بطئ".

وعن تقييمه لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي انقلب على الرئيس مرسي، أكد أن السيسي "لم ينجح في تحقيق ما وعد به من دولة جديدة في 30 يونيو 2020 وجاءت الذكرى والمصريون لم يرون إلا الفقر وانحسار التأثير الإقليمي والدولي".

وخلال هذا الأسبوع، تسابقت وسائل إعلام في مصر حكومية وخاصة مقربة من النظام الانقلابي، في نشر ما تعتبره "إنجازات" لرئيس الانقلاب العسكري، على مستوى المشروعات القومية والتواجد الدولي ومواجهة الأزمات، وأشادت بإعلان السيسي عزل مرسي في 3 يوليو 2013.

وقال عبد المقصود: "إنني على يقين من زوال الانقلاب، وامتلاك الشعب لإرادته وحريته، واسترداده لكرامته".

** أهداف مرسي

وعاد وزير إعلام مرسي، متذكرا مساعي الرئيس الراحل، قائلا: "كان يسعى لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة، يتمتع فيها المصريون بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة واستقلال القرار والاكتفاء بالغذاء والدواء والسلاح، ورفض التبيعة لأمريكا ودول النفط".

وأضاف: "الرئيس مرسي رفض أن يسكن القصر، وأصر على البقاء في شقته المستأجرة مع عائلته (شرقي العاصمة)، وتنازل عن راتبه الشهري والمكآفات".

وتابع: "يكفي للتدليل على نزاهة الرئيس أنه كان مسافراً إلى مكة للمشاركة في أعمال القمة الإسلامية (أغسطس 2012)، وكانت زوجته (نجلاء محمود) ستسافر لأداء العمرة، فلم يسمح بأن تصحبه على طائرة الرئاسة، وحجزت تذكرة سفر على خطوط شركة الطيران (الحكومية) من ماله الشخصي".

** إعلام العام الواحد

وعن الإعلام ولاسيما الخاص في عهد مرسي الذي لم يتجاوز العام، قال عبد المقصود، إنه كان "يتمتع بحرية غير مسبوقة لكنه كان معاديا للديمقراطية".

وأشار إلى أن الإعلام الخاص كان يسيطر عليه جهات بينها أتباع نظام (الرئيس المخلوع حسني مبارك).

وأضاف: "تلقت قنوات تلفزيونية خاصة بعهده (عهد مرسي) تمويلا من الإمارات والسعودية وأتباع مبارك، تجاوز المليار دولار آنذاك للهجوم عليه وتشويه أعماله وإنجازته".

وعن فترة توليه منصب وزير الإعلام بعهد مرسي، قال صلاح عبد المقصود: "أردنا أن ننقل الإعلام من إعلام السلطة إلى الدولة، ومن الناطق بلسان الرئيس والحكومة إلى معبر عن الشعب، ويدير العلاقة والحوار والنقاش بين الطرفين".

وأضاف: "فتحنا وسائل الإعلام أمام كل المصريين بمختلف اتجاهاتهم وأطيافهم؛ ليعبروا عن آرائهم ومواقفهم، ولم نمنع أحداً من التعبير عن رأيه، ولم يحبس صحفي واحد".

** تحقيق لم يبدأ

وعاد عبد المقصود للحديث قليلا عن وفاة الرئيس مرسي في مقر محاكمته في 17 يونيو 2019.

وأكد وزير الإعلام المصري الأسبق أن الرئيس مرسي "تم قتله بالبطئ، بدءا من سجنه في ظروف صعبة وحرمان أسرته من رؤيته ومحاكمته في قفص زجاجي لا يسمح بخروج الصوت وحرمانه من الأدوية".

وأشار عبد المقصود إلى أن هناك منظمات حقوقية ودولية طالبت بالتحقيق في وفاة مرسي.

واستدرك: "لكن لم يحدث شيء حتى الآن، وأعتقد أنه لن يحقق في شيء الآن، فالأمر مؤجل بقدر الله وعلى يقين أن الشعب سيقتص له".

** أزمات

وتطرق عبد المقصود، لأزمات في بلاده قائلا: "الاقتصاد المصري تعرض لتراجع وانهيار كبيرين، والشعب يئن تحت وطأة الغلاء الذي ارتفع بصورة غير مسبوقة".

وأشار عبد المقصود إلى أن هناك "مشكلات" تحيط بمصر "أبرزها الآن قضية مياه النيل وسد النهضة الأثيوبي، والأوضاع في ليبيا، والهزائم التي تلاحق حليف السيسي الجنرال الانقلابي خليفة حفتر".

ولفت إلى "الأوضاع الأمنية والإرهاب في سيناء (شمال شرق)، وأزمة عودة كثير من المصريين العاملين في الخارج، وخصوصاً من دول الخليج بعد إنهاء عقود أعمالهم".

وقلت وتيرة العمليات الإرهابية في سيناء، في السنوات الأخيرة بعد انطلاق عملية عسكرية موسعة؛ لمواجهة مسلحيين، قادوا هجمات ضد مقار شرطية وعسكرية ومدنية.

واختتم وزير الإعلام المصري الأسبق: "إنني حزين على الأوضاع في مصر، لكنني مؤمن بأن غد المصريين سيكون أفضل بإذن الله".