27/12/2010

كثيرا ما تكون الشهادات الحية على الوقائع أكثر تجلية للحقيقة وأكثر دقة في توضيح ما جرى ، ومن هذا المنطلق أخلي مساحة هذه الزاوية اليوم لرسالة وصلتني من القارئ الأستاذ يحيى حميدة ، وكان شاهدا على ما جرى في دائرة النزهة حيث ترشح الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء وقطب الحزب الوطني وأيضا مجدي عاشور مرشح الإخوان المنشق ، تقول الرسالة :

الأخ الفاضل جمال سلطان ، تحية طيبة لك ولكتيبة المجاهدين في صحيفة المصريون ولنضالكم الثابت في وجه المستبدين والمفسدين وانحيازكم الدائم لما فيه صلاح الوطن.

بدون اطالة في المقدمة احب ان اقدم لك شهاده حية من داخل احد لجان التصويت بدائرة النزهة حتى يعرف الناس نوعية البشر الذين ينطوون تحت راية هذا الحزب الفاسد, جميعهم يا سيدي غارقون في الفساد جميعهم لا يتورع عن بيع ضميره بل وزملاؤه في الحزب لعرض من الدنيا قليل .

يوم الانتخابات كان من المفترض ان اكون مندوبا لمجدي عاشور داخل احد اللجان وتيسر لي في اللحظات الاخيرة وقبل بدء الاقتراع ان حصلت على توكيل احد المرشحين الاخرين وفضلت ان ادخل اللجنة بصفتي مندوبا لهذا المرشح بدلا من مجدي عاشور تجنبا للمضايقات الامنية حيث كان هذا في الجولة الاولى ولم نكن نعلم مجريات الاحداث فيما بعد ففضلت ان احتفظ بتوكيل مجدي عاشور في جيبي وان ادخل اللجنه بتوكيل المرشح الاخر والذي ينتمي الى الحزب الوطني وخاض الانتخابات بصفة مستقل وكان هو المنافس الاشد لحمدي السيد على مقعد الفئات

في بداية اليوم سارت الامور بشكل طبيعي جدا وبدون اي تجاوزات تذكر حتى قاربت الساعه ال 11 صباحا حين جاءني احد اعضاء الحزب الوطني المخلصين وعرض علي عرضا مغريا حيث انه تم الترتيب انه بعد الساعه الخامسة سيقوم مندوبو الحزب الوطني في لجنتي بتسويد البطاقات لصالح عمال الحزب الوطني وطمأنني ان التسويد لن يكون في صالح د. حمدي السيد ولكن في صالح موكلي الافتراضي موضحا سبب هذا التوجه ان حمدي السيد قد طعن في السن وانه لا يصلح ان يكون عضوا عن هذه الدائرة اكثر من ذلك وانه تم الاتفاق مع موكلي على ذلك وانه لن تكون هناك تجاوزات الا في صالحة.

ثم سألته وكيف ستصنعون بمندوبي المرشحين الاخرين قال ان ضابط امن الدولة سيتولى هذه المهمه وسيستدعيهم خارج اللجنه لنصف ساعه قائلا “نكون احنا خلصنا شغلنا” جاريته في الكلام حتى حانت ساعة الصفر وارادوا ان ينفذوا مخططهم فجلست الى جوار الصندوق واقسمت الا يدخل فيه ولو ورقه واحده زائده غير شرعيه وقلت لهم اذا اراد احد ان ينجح فلينجح بشرف واني ليس لدي استعداد ان الاقي الله تعالى بشهادة الزور من اجل اي احد . ثم جاء احد الوكلاء العامين عرفت بعد ذلك انه كان يعمل في جريدة الشعب ـ مع الأسف ـ اظن ان اسمه "ح .ن" ، وحاول مساومتي هو الآخر ولكن دون جدوى واقسم اني لو قابلت هذا الشخص مرة ثانية فسوف أوبخه على بيعه لمباديء مهنته وبيعه لضميره الذي نمت جذوره من نضال الشرفاء امثال مجدي حسين وعادل حسين وغيرهم .

المهم حاولو معي بالترغيب تارة وبالتهديد بالامن تارة ولكن باءت كل المحاولات بالفشل حتى انتهى اليوم بسلام والحمد لله.. لك ان تتخيل ياسيدي ان قيادات واعضاء الحزب يتآمرون على مرشحهم وليته كاي مرشح انه د. حمدي السيد بتاريخه الحزبي والبرلماني وثقله السياسي من اجل تنفيذ الأوامر ، وسلملي على المبادئ والانتماء الحزبي .

يا سيدي الكريم ارجو ان يعلم الجميع ان الغالبية الساحقة من هؤلاء لا خلاق لهم ولا مبدأ ، كبيرهم وصغيرهم ابتداء من اصغر عضو في اي وحده حزبية ومرورا برؤساء الوحدات الحزبيه ومرورا بجميع المستويات القياديه وحتى رأس التنظيم.. الكل يبيع ولا يلوون على شيء باستثناء مصالحهم الشخصية ومنافعهم الدنيوية الدنيئة .

معذرة على الاطالة ولكني اردت ان تصل هذه الشهاده الى من يهمه الامر من داخل الحزب ومن خارجه امثال الدكتور حمدي السيد الذي نحسب انه ليس مثل بقية المرتشين والمزورين ، وأنا أسأل الآن : متى سيتخلى د. حمدي وامثاله عن هذا الحزب البغيض وينضموا الى قافلة الشرفاء والمناضلين من اجل اعادة هذا البلد الى مكانه ومكانته ؟ ان لم يكن الآن فمتى يا أ. جمال؟ متى؟؟

ـــــــــــــــــ

المصدر : المصريون