كشف مصطفى أبوحديد، رئيس جمعية مستثمرى الإسماعيلية، عن أن 78 مصنعًا فى المنطقة الصناعية توقفت تمامًا بسبب ارتفاع المواد الخام بعد قرار تعويم سعر الصرف نوفمبر الماضى. إلى جانب مشاكل النقل تعانى المصانع من صعوبات فى توفير التمويل، فى ظل إحجام الشركات عن تدبير الاحتياجات التمويلية.

وأضاف "أبوحديد" فى تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، أن المصانع تعانى أيضًا نقص العمالة الفنية المدربة، ومحدودية الأراضى اللازمة للتخزين والتوسع، إلى جانب صعوبة الحصول على التراخيص واستمرار التراجع القوى لنشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط فى مصر، خلال شهر ديسمبر؛ تأثرًا بالصعوبات التى واجهتها الشركات، وعلى رأسها التضخم الحاد فى أسعار المستلزمات والمواد الخام.

وقال رئيس جميعة مستثمرى الإسماعيلية، إن المنطقة تشمل أنشطة خشبية ومعدنية وكيماوية ودوائية، ومواد بناء، وصناعات نسيجية وجلدية وهندسية وكهربائية، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت تراجع القوى الشرائية للشركات بالتزامن مع الصعوبات التى تعانى منها لتدبير التمويل.

وأكد عدد من مستثمرى منطقة القنطرة شرق فى الإسماعيلية أنهم يعانون من صعوبات فى نقل البضائع بين ضفتى القناة، فعلى سبيل المثال تحتاج المصانع العاملة فى شرق القناة لنقل بضائعها صباحًا بغرب القناة، ولكنها تنتظر حتى الساعة الخامسة مساءً لحين فتح كوبرى السلام للعبور، مما يؤدى إلى تلف البضائع.

توابع الفشل


تأثرت العديد من المصانع بالارتفاعات المتتالية لسعر صرف الدولار فى السوق السوداء، واتجه بعضها للتوقف عن الإنتاج وأخرى تبحث عن منافذ تصديرية لتوفير احتياجاتها من العملة.

قال حسن المراكبى رئيس شركة المراكبى للصلب، إن سعر الدولار يزدادً والشركة لا تستطيع الاستغناء عنه لضرورة استيراد المواد الخام اللازمة للتشغيل.

وأكد المراكبى،فى تصريحات صحفية مؤخراً، أنه فى اللحظة التى لن تستطيع فيها الشركة رفع الأسعار نتيجة عدم تقبل السوق للزيادة ستتوقف عن شراء الدولار، وبالتالى التوق نهائيا عن الإنتاج.

وقال إنه طالما السوق يتقبل ستستمر الشركة فى الإنتاج ولكن التوقف عن شراء الدولار يحتاج قراراً جماعياً غير متفق عليه كمحاولة لتهدئة الزيادات المستمرة.

بينما قال سعيد الجزان رئيس شركة جزان للمعادن، إن المصنع متوقف تماما عن التشغيل منذ 10 أيام، وأنه يشارك فى مبادرة الامتناع عن شراء الدولار لمدة 21 يوماً، التى أطلقها بعض رجال الأعمال لتهدئة السوق والتأثير على سعر الدولار، إلا أنها لم تأتى بنتيجة حتى الآن والسعر مستمر فى الزيادة.

وقال جزان،فى تصريحات صحفية مؤخرا: إن خسارة التوقف أقل من خسارة التشغيل بتكلفة مرتفعة وليس لديه بدائل وسيتم دراسة الوضع وما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام المقبلة.

فى حين ،قال بهاء العادلى ،رئيس جمعية مستثمرى بدر، إنه بعد ارتفاع سعر الدولار،يتم التدبير بصعوبة ولا يتم توفير كامل احتياجات المصانع.

وعلق مصطفى العشرى رئيس مصنع لثلاجات العرض، إن الشركة تحتاج كل ثلاثة أشهر 200 ألف دولار بعد اعتمادها على نسبة أكبر من المكون المحلى، إلا أن الأجزاء المستوردة ارتفعت بشكل مبالغ فيه، مشيراً إلى أن المصنع توقف تماماً عن التشغيل منذ ثلاثة أشهر لأن العميل لن يتقبل السعر بعد مضاعفته نتيجة ارتفاع التكاليف.

وأضاف العشرى فى تصريحات صحفية مؤخراً: أن تكلفة الخامات ارتفعت للضعف وبلغ سعر طن الصاج على سبيل المثال من 7 آلاف جنيه إلى 17 ألف جنيه، والشركة لم ترفع الأسعار إلا 5% فقط إلا ان الطلب انخفض فى السوق لأن العميل المستهدف هو السوبر ماركت الجديد أو الذى يقوم بتجديد.

وقال حسن فندى رئيس شركة الحرية 2000 للصناعات الغذائية،إنه أنه متوقف عن الشراء حالياً ويسعى إلى سد احتياجاته من خلال دفعات تصديرية.

جدير بالذكر إن 500 مصنع لإنتاج الطوب بالمنيا قد توفقت الشهر الماضى،وكشف ملاك المصانع إنهم مهددون بالسجن وأنهم لا يستطيعون سداد الديون ولا أجور العمال.