في غياب مستمر للمهنية وسقوط مدوٍّ للمصداقية؛ واصلت صحف الانقلاب في مانشيتات أعدادها اليوم الجمعة عهرها الفاضح باتهام جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء حادث تفجير مبنى الأمن الوطني في شبرا الخيمة والذي وقع أمس الخميس؛ وذلك رغم إعلان تنظيمي (داعش وبلاك بلوك) مسئوليتهما عن الحادث بشكل رسمي!!.
فجاء مانشيت جريدة “اليوم السابع” الانقلابية بما لم يستطعه الأوائلُ في الصحافة؛ حيث اتهم الإخوان بتنفيذ الحادث بينما جاء الإعلان على لسان “داعش”؛ وفق عنوانها!.
وجاء في تفاصيل الخبر: “أكدت مصادر أمنية أن إعلان تنظيم داعش مسؤوليته في تفجير مبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة، الذي وقع أمس الخميس، وأسفر عن إصابة 29 مواطنا، وتضرر المقر والمباني المحيطة به بشكل كبير، يأتي بعد التنسيق بين جماعة الإخوان “الإرهابية” والتنظيم الإرهابي لترتيب عمليات داخل مصر”(!).
لتكون السابقة الأولى من نوعها أن يقبل تنظيمٌ بنسبة عمل قام به إلى تنظيم آخر! على طريقة “واحد ينفذ والتاني يعلن”! ولكن لا تتعجب فكل شيء مقبول في عُرف مصر بعد الانقلاب!.

 

“الوطن” تجوّد

 

Untitled87235729375923

وعلى نفس النغمة عزفت جريدة “الوطن” الانقلابية متماهيةً مع الاتهام نفسه المُوجَّه للإخوان بالوقوف وراء العملية، فجاءت مانشيتات عددها: “داعش” يتحدى قانون الإرهاب بـ”عملية فاشلة”.. إصابة 30 في تفجير “شبرا الخيمة”.. والنيابة: العملية مطابقة لحادث مديرية أمن القاهرة.. ومحلب: سنقطع يد الإرهاب بالقانون.. “داعش” يتبنى التفجير.. ومصادر: “التنظيم الإرهابي”‘ في مصر يضم عناصر “إخوانية”.. منفذو الهجوم شاركوا في تفجير “المركز الثقافي الإيطالي”.. وعناصر التنظيم يعترفون بفشل العملية.
“الوطن” جوّدت هي أيضاً بأن تنظيم “داعش” حتى وإن أعلن مسئوليته عن الحادث فلا ننسى أنه يضم عناصر إخوانية!!؛ وكأن الجريدة تبحث عن أي شيء لتقوم بالزَّجِّ باسم الإخوان وسط مانشيتاتها المتتالية في عدد اليوم!.

 

ودن من طين

 

بيان "ولاية سيناء" الذي يعلن فيه مسئوليته عن الحادث

بيان “ولاية سيناء” الذي يعلن فيه مسئوليته عن الحادث

وما يدعو إلى الاستغراب والدهشة في تغطية الصحف أيضاً أنها رغم إبرازها تبني “داعش” للحادث إلا أنها تجاهلت أن هناك تنظيماً آخر أعلن مسئوليته أيضا، وجاءت عناوين الصحف الانقلابية كلها – تقريباً – متجاهلةً إعلان تنظيم “بلاك بلوك” مسئوليته هو الآخر عن التفجير!!.

صورة من بيان “بلاك بلوك” الذي يعلن فيه مسئوليته عن الحادث

ويبدو للوهلة الأولى أن هذا التجاهل متعمد إذ أنه سيُبرز لاعباً آخر في الساحة ربما يكون غير مرغوب فيه الآن وفي نفس الوقت ليس له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، وهي النغمة التي يريد الإعلام أن يعزفها منفردةً مع التفجير.
إضافة إلى أنه سيكون من الصعب أن يربط الإعلام بين “بلاك بلوك” والإخوان كما ربط في الحالة الأولى مع “داعش” إذ أن تنظيم “بلاك بلوك” كان هو المسئول الأول عن قطع الطرق وحرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها “الحرية والعدالة” في عهد الرئيس مرسي.
ومع ذلك فلا شيء مستبعد مع هذه النوعية من الصحف الصفراء، فقد سبق واتهمت تنظيم “بلاك بلوك” بأنه إخواني في بداية ظهوره، ولا أحد يدري فربما يكون لهذه الورقة أهميتها فيما بعد وتخبرنا الأيام القادمة بجديد وعجيب إعلام سحرة السيسي!!.

مصر الآن