أدان الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الحكم الصادر بحق الرئيس محمد مرسي و14 من معاونيه وقيادات بجماعة الإخوان المسلمين، موجهًا رسالة لـ"مرسي" قائلًا: "يا سيادة الرئيس ما زلنا نذكر كلماتك: إن ثمن الحرية لمصر هو حياتك ودمك".  

وأشار القرضاوي، في بيان نشر على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إلى أن أحكام القضاء جائرة وتتسارع وتيرتها بحق المعارضين، مضيفا: "ما زال سيف القضاء مسلط على شرفاء الأمة وحماة الوطن، وما زالت الأحكام الموتورة تتصاعد حدتها، وما زال سدنة القضاة الذين تجردوا من نوازع العدل وصحوة الضمير، في غيّهم يعمهون".

وتساءل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "حُكم على مرسي و14 آخرين في قتل اثنين، بينما لم يحاكم السيسي وقاتلو الآلاف في رابعة والنهضة وغيرهما من الميادين؟!".

وتابع البيان الصادر عن القرضاوي: "يحكم على الدكتور مرسي الرئيس الشرعي المنتخب بعشرين سنة، في قضية أحداث الاتحادية، التي قتل فيها ثمانية من الإخوان المسلمين، وتخلت الشرطة والشرطة العسكرية فيها عن تأمين قصر الرئاسة، حتى رأينا من المتظاهرين من يهاجم باب القصر بالبلدوزر".

وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن "مرسي يحاكم لأنه أبى من أول يوم في رئاسته أن يسكن في قصر الرئاسة، بل بقي كما هو في شقة بالإيجار، ولأنه رفض أن يقبض في العام الذي حكمه راتبه، بينما يحكم لمبارك وابنيه ورئيس وزرائه وزير داخليته ومساعديه وأركان نظامه بالبراءة، وأكد أن مبارك قتل من قتل، وسجن من سجن، وعذَّب من عذب، وسرق ما سرق، ونهب ما نهب، وأفسد ما أفسد".

وتابع البيان: "يحكم على أول رئيس مصري سعى بحق إلى أن تملك مصر غذاءها ودواءها وسلاحها، بينما من باعوا مصر لأعدائها، وأخّروها سياسياً واقتصاديا وثقافياً، طلقاء يتمتعون بما نهبوا وما سرقوا".  

ووجه القرضاوي رسالته إلى مرسي قائلًا: "يا سيادة الرئيس، ما زلنا نذكر كلماتك: إن ثمن الحرية لمصر هو حياتك ودمك، وأنك مستعد أن تبذل ذلك في سبيل دينك ووطنك وأمتك، لترضي ربك، وتعلي كلمته، نحيي صمودكم، سيادة الرئيس، وصمود الشرفاء معكم، وصمود أبناء مصر، فتيانها وفتياتها، وندعو الله أن يكتب لكم وللأسرى جميعا فرجا قريبا عاجلا".

وأكد البيان أن السلطة القضائية مسيَّسة، وأن بأحكامها الجائرة فقدت كل مصداقية وكل قيمة لقراراتها وأحكامها، لافتًا إلى أنه لم يعد القضاء في مصر سلطة من السلطات الثلاث، بل أصبح البلد بكل سلطاته يدار من العسكر.  

كما وجه رسالة للمعتقلين في السجون المصرية بالثبات فقال: "أيها الأحرار القابعون في سجون الطواغيت، وأيها الثائرون في مدن مصر وقراها، اثبتوا فأنتم على الحق، ولن يستطيع أحد أن ينتزع منكم إرادتكم، أو يطفئ جذوة نضالكم، أو يخمد روح ثورتكم".