بقلم الدكتور "إبراهيم الزعفراني" :

• الحاج أحمد البس رحمه الله وقد عاصر الأستاذ حسن البنا فى الأربعينات وكان فى السبعينات من القرن الماضى مسؤلاً عن إخوان محافظة الغربية حكى لى عن زوجته يرحمها الله.

يقول:

" لما دخلت السجن عام 1954 أيام عبد الناصر وحكم على بالسجن عشرون عاما ،و فصلت من عملي كمدرس وقطع زبانية عبد الناصر راتبى وكانوا يقبضون على أى أحد يقوم بمساعدة أسرنا، ومنعت عنا الزيارة لسنوات ثم سٌمِحَ لأهالينا بزيارتنا وجاءت زوجتي ومعها أبنائي وبناتي فى أطيب مظهر ،فسلمت على زوجتي وقبلت يدي فسألتها عن مصدر الأموال التي يعيشون منها قالت وبغير تردد فضلت خيرك يا حاج بنبيع الأرض ونصرف على البيت فشجعتها على ذلك وقلت لها بيعي كما تريدي المهم أن تعيشي أنت والأولاد مبسوطين ، وكنت أظن ساعتها أنها تبيع من أرضى التى ورثتها عن أبى.

وظللتٌ كل زيارة أسألها عن الفلوس هل تكفيكم وهى في كل مرة تقول الحمد لله فضلت خيرك يا حاج ثم يستطرد قائلا في أوائل السبعينات خرجت من السجن دون أن تعلم أسرتي بساعة خروجي وسافرت من القاهرة إلى طنطا حيث توجهت إلي منزلي . فوجِئت بي زوجتي فطارت فرحا وقبلت يدي كما تعودت وبعد سلامي على أولادي.

طلبت منى أن ادخل إلي حجرة النوم لاستريح بعض الوقت إلى أن تقوم بإعداد الطعام لي وعندما دخلت حجرة نومي لم أجد فيها إلا حصير وغطاء ،سألتها وأنا في غاية الدهشة أين سريرك النحاس يا حجة أين السراحة أين الكمودينو فنظرت إلي بابتسامة وكأنها تواسيني وتقول كله يرجع في عزك يا حج ، ثم دعتنى إلى الطعام الذى وضعته على طبلية خشب على الأرض عليها أطباق بلاستيك كل طبق من لون مختلف سألتها أين حجرة السفرة واطباقك الصيني يا حجة قالت كله سيرجع في عزك يا حج وعندما ألححت عليها أن تقص عليّ ما حدث حدثتني أن أهلي لم يوافقوا على بيع أرضي للإنفاق على أسرتي (لانه في الريف من العيب أن يبيع الرجل أرضه فيعيره أهل البلد وقال لها أهلى لن نبيع من أرضه شيءً هنخسر الراجل ونخسر أرضه !).
فقامت هي ببيع أرضها التي ورثتها عن والدها وظلت تنفق منها على البيت والأولاد وبعد أن باعت أرضها كلها بدأت بيع أثاث البيت حتى وصل الحال إلي ما رأيت ، ووالله ما عايرتنى يوماً ولا امتنت على يوما بما فعلت أثناء غيابي في السجن ولا بعد خروجى ، وقمت بحمد الله بعد خروجي بشراء أثاث للبيت وشراء الذهب الذي كانت تقتنيه وباعته من اجل بيتي".

•عاد الرجل وزوجته رحمهما الله إلى دعوتهما وانتصر الإسلام وانتشر فى ربوع مصر كلها وذهب عبد الناصر وزبانيته غير مأسوف عليهم بعد أن أضاعوا الأرض أمام الصهاينة وحاولوا القضاء على الإسلام ورجاله ونسائه.

فاعتبروا يا أولي الأبصار.

الحاج أحمد البس رحمه الله