متابعة - محمد ناجي :

أكد قيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" في أوروبا، في حوار مع صحيفة "العربي الجديد" -رفضت الصحيفة ان تذكر أسمه- أن "الحكومة البريطانية أغلقت صفحة التقرير المتعلق بأنشطة جماعة الإخوان المسلمين بشكل كامل".

وأضاف القيادي، أن "حكومة ديفيد كاميرون هربت من ضغوط بعض دول الخليج عليها، وسحبت ملخص التقرير الذي كان سيُعرض على مجلس العموم قبل ساعة واحدة من طرحه على النواب".

وكشف أن "الحكومة البريطانية كانت بين شقّي الرحى"، لافتاً في الوقت ذاته، إلى أن "خروج السعودية من لعبة الضغط الاقتصادي على بريطانيا، أسهم بشكل كبير في غلق صفحة التقرير".

وأوضح المصدر، أن "بريطانيا بدأت مراحل انتخاب مجلس عموم جديد، ربما ينتج منه حكومة جديدة، وهو ما يعني غلق صفحة التقرير تماماً بسبب غياب البرلمان في الوقت الراهن".

وأشار، القيادي -بحسب ما نشرته العربي الجديد- إلى أن "مسؤولين بارزين في البرلمان الأوروبي، أكدوا لقيادات الجماعة، أنه طالما أن البرلمان رفض إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية، فذلك يعني أن بريطانيا لن تستطيع اتخاذ قرار مخالف، وأن التقرير البريطاني لن يعدو كونه ملاحظات".

وتابع: "حتى إن ما تداوله الإعلام البريطاني، حول فرض قيود على المنظمات الإسلامية في لندن، ومن لها علاقة بالجماعة لن يحدث، لأن قرارات مثل هذه لا يمكن أن تتخذها الحكومة، قبل تقديم مبرراتها إلى مجلس العموم، بعد عرض نتائج التقرير عليه، وهو ما لم يحدث أيضاً لغياب المجلس".

وكشف مصدر قانوني بريطاني أن "ملخص التقرير، المكوّن من صفحتين، الذي كان سيُعرض على مجلس العموم قبل التراجع عنه، عبارة عن ملاحظات حول بعض المراجع الفكرية، التي تعتمدها الجماعة لإرشاد أعضائها، ما يُمكن أن يثير الشكوك حول تبنّي مواقف داعمة لجماعات وحركات إرهابية، إلا أنه لم يثبت بشكل قاطع علاقة الجماعة أو المنظمات الخيرية التابعة لها بشكل مباشر، بأعمال عدائية ضد المصالح البريطانية في الوقت الراهن".

وأوضح المصدر القانوني، الذي حصل على خطوط عريضة من التقرير، بصفته أحد المسؤولين البارزين في الحكومة البريطانية، أن "التقرير أثبت بشكل قاطع خلوّ مناهج الجماعة من نصوص تدعو للعنف". وأشار إلى أن "اللقاءات التي جمعت رئيس اللجنة المشرفة على التحقيق جون جنكينز، بعدد من قيادات الجماعة ببلدان عربية وأوروبية مختلفة، كان لها وقع جيد على النتيجة النهائية للتقرير".

ولفت إلى أن "حديث إبراهيم منير المتحدث باسم الإخوان في أوروبا، والمقيم ببريطانيا، مع جنكينز، كان لها وقع إيجابي على جنكينز، وهو ما ظهر واضحاً في التقرير".

وكان رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" قد شكل لجنة تحقيق منتصف العام الماضي برئاسة جنكينز، وهو سفير بريطاني سابق في السعودية، للتحقيق في أنشطة جماعة "الإخوان"، وما إذا كان لها علاقة بالإرهاب، والتقى بعدها جنكينز عدداً كبيراً من رموز الجماعة، ومنهم زعيم حركة "النهضة" التونسية راشد الغنوشي، والمراقب العام للجماعة في الأردن همام بن سعيد، كما التقى عدداً من المسؤولين الرسميين المصريين.