بقلم:
محمد ثابت
    "متهم" في قضية لم يتم الفصل فيها، وإن كانت الشرطة قد "دست" له قضية ..مفرداتها خارقة للعقل تقول بإنه كان يريد تفجير قسم شرطة الوراق بمحافظة الجيزة، رغم التكاتف الأمني بين الجيش والشرطة لحماية أقسام الشرطة، وقسم مثل الوراق، لمن لا يعرف في منطقة عالية الكثافة السكانية، والدبابة تلازم مدخله ليل نهار، وفوقها الجنود وأسفلها ومن قدامها وبداخلها، فضلاً عن "أشولة" الرمال الساترة للجنود بأعلى القسم نفسه، عضو جماعة الإخوان الملتحي الذي شاءت الأقدار أن يقع في يد أشاوس الداخلية منذ أيام .. فأُتهم أتهاماً لا يدخل عقل "جنين في بطن أمه"، وتمت معاقبت على الفور برصاصة في قدمه..
ألم يكن ذلك كافياً يا داخلية وجيش مصر؟!
    تأتون بشاب برىء وتتهمونه بما لم يفعل وتضربونه بالرصاص.. ومن المعروف إن "الكلاب" تتوقف عن النباح والعراك لما يُصاب في المعركة بينهم واحد منهم، ولكن هل تنالون شرف الانتماء إلى الحيوانات؟ ذلك أمر بعيد جداً عليكم ..
   أقتيد الشاب "المصاب" إلى مستشفى الوراق العام، وهناك وفقما يقول رابط خبر موقع أخبار اليوم الحكومي المصري التالي: فقد حدث ما لا يصدقه عقل ولا يخطر على بال.. وبداية فإن الخبر المرفق الذي تداول على كتابته صحفي وصحفية يستحق ان يدرس في أعتى كليات الإعلام لما يتضمنه من كم كذب وتناقض واضحين .. فضلاً عن مخالفته المنطق الفجة..
http://akhbarelyom.com/news/newdetails/371305/1/%D8%AD%D8%A8%D8%B3-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D8%B7.html#.VM_RlZ2sWMI
   المصاب مصاب ب 6 رصاصات في الظهر في بداية الخبر، ومن أمام أعلى الصدر في وسط الخبر.. وهذا "التدليس" على "ميت" له سبب في الخبر ..سنأتي عليه بعد قليل مع باقي "بلايا" صحافة الكتابة بأقلام ممتلئة بالدم، ومغموسة بالوحشية والمال الحرام..
   القاتل وفق الخبر أخذ رشوة من قيادات جماعة الإخوان في الجيزة لقتل "أخيهم" المتهم لإنه يدرك تفاصيل التنظيم السري .. بما لديه من أموال وسلاح، وكأنه ما تزال هناك قيادات للإخوان خارج السجون والقبور والمنافي حتى الآن بالجيزة، وكأننا أمام فيلم من أفلام المقاولات ردىء، وكأن النيابة التي باح لها الشهيد، بإذن الله، ورغماً عن أنف الإنقلاب والإنقلابيين، لم تكن قادرة على تشديد الحراسة على "متهم" بالغ الخطورة مثل ذلك، وبالتالي منعه من القتل، هذا إن صحت رواية أخبار اليوم، وللحقيقة فلكم تمنيت أن تصح لكيلا تراق فضائل الحياة على جوانب الروح من جراء الكذب الإنقلابي المستعر، النيابة ادركت خطورة المتهم، وتركته في حراسة ضابط تغيب ..وأمين شركة تلقى رشوة فقتله، وصارت جريمته الرئيسية الرشوة لا القتل!
    والنيابة، بحسب الخبر، لم تقتنع بكلمات "الأمين" من أن المتهم حاول الهرب، فهي نيابة "ذكية" كما محرريّ الخبر، الشهيد مقيد في السرير من قدمه، فكيف سيهرب؟ والرصاص من أمام صدره في نهاية الخبر.. وهو في ظهره في بدايته بقدرة قادر، وكأنه لا عشرات من صحفيي الديسك والمحررين والمخبرين في أخبار اليوم ليضبطوا الخبر..
    أما الحقيقة فقد نقلتها مواقع أخرى إنقلابية بجدارة أيضاً وعلى رأسها جريدة الوطن..
فإن أمين الشرطة القاتل بجدارة رأى "الإخواني" الإنسان مثله، ولو كان متهماً وإن صحت التهمة، في حالة ضعف شديدة، مصاب نزف ما شاء الله له، وفي أضعف حالاته الجسمانية، ويبدو إنه قرأ ما في خاطره من كره شديد للداخلية المصرية المجرمة، فعاقبه بالقتل بستة رصاصات، فقط على مجرد "الخاطر" الذي لا يعاقب به رب العباد في علاه، فإنه لا يعاقب إلا على الفعل.. لا بما يدور في الذهن ..
    أما رد وزارة الداخلية وهو منشور لمن أراد مطالعته في أكثر من موقع فإن المتهم استفز مشاعر أمين الشرطة، وسب قيادات الدولة والدولة، وهو مصاب وأسير مقيد، ولا شاهد على هذا "الهراء" إلا القاتل الخصم، ولو أن مصاباً بدرت منه كلمات، وكلنا عاين المرض وما يفعله، ولم يكن مصاب أسير ليفعل، أفيعاقب بالقتل المباشر، ويصير جلاده قاضيه منفذ حكم اإعدام فيه؟!
   ولماذا اخترعت أخبار اليوم القصة المرفقة إذن.. وأرجو ألا تغيرها بعد النشر؟
   وقعت هذه الجريمة السبت الماضي فقط، وشيعت جنازة الشهيد الاثنين الماضي بحضور آلاف المعزين المقهورين..فالشرطة المصرية تستأسد على "العُزل" وتترك قتلة الجنود في سيناء يمرحون..
    إن القتل بالتخاطر على أشده في مصر حتى كتابة الكلمات، وإن الأدهى فحكم القضاء والنيابة الذي يراعي "حسن نيات" القتلة دائماً فيقف في صفهم، و"يدعي" سوء نيات "الشهداء" على الدوام ..
    صباح الاثنين نشر موقع المصريون إن لواء يقول إن السيسي فاشل ولكنه حسن النية ..ومن حسن نيته يقول:إنني لن أكبل يد من يريدون الثأر من الإخوان!
    مع كون الاخيرين هم المقتولين..
حتى متى تحكم مصر وتقتل بإدعاء "حسن النية"؟