حازم سعيد :

حاول الهاشتاج السيسي في خطابه بعد مذبحة سيناء أن يحمل الإخوان مسئولية إرهابه المحتمل الذي هو صنع يديه ، وطلب إعادة التفويض من شعبه الذي هو آخذ في التآكل والضمور والاضمحلال ليقاوم الإرهاب الذي أصبح متأكداً بعد أن كان محتملاً .

في ذات الوقت ( قبله وبعده ) عملت الآلة الإعلامية من أراجوزات وأبواق في التحريض على الإخوان بين طالب لمقاطعتهم لناعق بالتبليغ عنهم لمنادٍ بنفيهم وسجنهم لهاتفٍ بوجوب إبادتهم بالقتل والحرق في الشوارع ( واتحد الجميع في النهاية على نغمة القتل ) ، بالتزامن مع ذلك تم رصد قيام قوى وأنصار الحزب الوطني بالاتفاق مع قطاعٍ من البلطجية في عديدٍ من مدن مصر وقراها لإعداد العدة لحرق بيوت الإخوان ليصوروا أنها غضبة شعبية ضد الإرهابيين .

بيد أن هذا التصور الغبي ( الخايب ) للهاشتاج لا يستطيع المجرمون تنفيذه ، وفشل وسيفشل إن شاء الله ... ولو أردنا تدبر سبب الفشل المتوقع لوجدنا عشرات العوامل ، أستطيع في هذه العجالة أن أذكر مجموعة منها : 

 

أولاً : الهاشتاج يحارب الله ورسوله :

ذلك الخسيس لا يحاربنا بأشخاصنا ولا ذواتنا ، وإنما يحارب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وانظر إلى ربنا الكريم وهو يعلمنا في الحديث القدسي : " من عادى لي ولياً فقد بارزته بالمحاربة " .

الهاشتاج الخسيس الذي أثخن القتل في أولياء الله الصالحين من مقيمي الجمع والجماعات وعمار مساجد الله ، ومن أهل الذكر والصلوات والصدقات ، ومن أهل العمل الصالح والقربات .

ذلك الذي منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ، ويبعد ويطرد الصالحين ويقرب المشخصاتية ، ذلك الذي يمكن للقيادة الكنسية المتطرفة ويلتمس إليها القربات ، ويعمل كل ما هو لصالح الصهيونية والصليبية العالمية ، بل ويستعطفهم ويخادعهم بأنه رجلهم الأول في المنطقة المستعد لأن يلبي طلباتهم كالتي تقتات بجسدها .

أوليس ذلك الهاشتاج المجرم مبارزاً لله سبحانه وللرسول صلى الله عليه وسلم بالمحاربة ، أفتظنون أن من يبارز الله العظيم ورسوله صلى الله عليه وسلم يفلح سعيه أو يطيق حرب الله عز وجل ؟

الله سبحانه يقول : " ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون " ، ويقول عز وجل : " إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً " ، ويقول سبحانه : " وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم ، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام " .

 

ثانياً : اختلاف الظرف والواقع :

وكما هو الحال في اختلاف الظرف والواقع عن حال جمال عبد الناصر مع الإخوان وبين الانقلاب الحالي ، يختلف الظرف والواقع بين بداية الانقلاب وبين الوضع الحالي من عدة أوجه :

منها اختلاف موقف الطرف المحرض والمحرض ضده ، فالمحرض الذي كان قاصفاً مدبراً متآمراً أصبح حاكماً مقصوفاً متهماً بالفشل وعدم الإنجاز و( تمرمغت رأسه في التراب في آخر عملية بسيناء ) فشل أمني وسياسي واقتصادي رهيب ، والذي كان حاكماً مقصوفاً بكل أنواع الشتائم والسباب والتهم أصبح قاصفاً مرفوع الرأس ( وأمام الناس : قتيل أو معتقل أو مطارد ) ، وقلنا عشرات المرات - بيد أن الهاشتاج وبطانته لا يفقهون - أنه ليس أسهل من قصف الحاكم والتمكن من تحقيق آثار القصف السلبية عليه - وعانينا ويلاتها يوماً ما - وليس أصعب من قصف المعارض وأنه يصعب جداً تحقق آثار هذا القصف السلبية عليه ، وما حالة حوار وانتخابات 2005 ، وما هجمة فضائيات الانقلاب ضدنا في ثلاث تجارب انتخابية أثناء سنة المجلس العسكري منا ببعيد .

 

ثالثاً : أثر الإعلام ، وشعبية السيسي :

ومما لا يدركه الأغبياء ( السيسي وبطانته ) اختلاف وعي الناس بما يقوله الإعلام ، وبما يلبسونه عليهم من حيل ، واضمحلال فئة البلهاء السذج الذين ينخدعون بتحريض الإعلام ، وتهافت الحاضنة الشعبية للانقلاب وتحطمها وتهاويها ، وكم هو متواتر الآن عن ( سيساويين ) يسبون ويلعنون في السيسي وسنينه بالعشرات والمئات والآلاف ، بعد أن انكشف لهم فشله وزيفه وأصبحوا يرونه ممثلاً باهتاً زائفاً ، ( وسأضع لكم في نهاية المقالة رابطاً لأهالٍ من المطرية وهم يسبون ويلعنون في السيسي ومحمد إبراهيم وطقم العاملين بالقاهرة اليوم وعمرو أديب وأحمد موسى وأمثالهما كنموذج واحد من عشرات النماذج نقابلها يومياً الآن ) .

 

رابعاً : وعي الثوار والمقاومة :

ومما لا يدركه الهاشتاج والذين معه أن وعي المقاومة والثوار قد اختلف بالكلية عما مضى ، وأن الخبرات التي اكتسبها الثوار في المجمل والقيادة على وجه أخص قد اختلفت جذرياً ، وأن الثورة الآن باتت تمتلك - شاء من شاء وأبى من أبى - نوعاً من القوة الثورية القادرة بفضل الله على الإنجاز ، وأن هذه القوة الثورية المنجزة يستحيل معها للخصم الانقلابي الخسيس أن يحيك أمامها مثل تلك المؤامرات التي حاكوها في بداية الانقلاب .

 

خامساً : إجرام الشرطة في حق البلطجية :

فقد الهاشتاج الخسيس بغبائه أداة هامة جداً وهي القوة المساندة له ، والباطشة باسمه ألا وهم فئة البلطجية ، وأحسب أن هذا الفقد لقطاعٍ كبيرٍ جداً منهم بسبب غباء شرطته ، وسبحان الله .. من أعان ظالماً سلطه الله عليه .

كثير من هذه الفئة ضربتها شرطة الخسيس ظناً منهم بعدم احتياجهم لها ، وكثير منهم اعتقل مع الإخوان واعتذروا للإخوان بأنهم خدعوا وضللوا وأن الإخوان أشرف ( وأنضف ناس في البلد ) بل أصبحوا من المصلين ومن القائمين ويقرؤون القرآن ، وقلت لبعض إخواني الذين أخلي سبيلهم من بعد اعتقال أن الله سبحانه لحكمته البالغة اعتقلهم ليكونوا دعاة وهداة لهؤلاء البلطجية ولينقلوهم إلى العبادة والصلاة والقرآن ، ووافقوني على ما ذهبت إليه .

يبقى فقط فئة البلاك بلوك ( ميليشيات الكنيسة ) وسيكون طيشاً وجموحاً أن يستخدمهم الانقلاب في هذه المرحلة لأنها ستنقلب طائفية دينية واضحة ، بالإضافة لظني أن الكنيسة تضن بأولادها عن مثل هذه المواجهة .

 

لكل ما سبق أحسب أنها طيشة فاسدة ، وهوجة فاشلة من الانقلاب وأبواقه الإعلامية ، وأذنابه من بقايا وفلول الحزب الوطني الخبيث ، وأنها زبد سيذهب جفاءاً بإذن الله .

 

كبسولة :

1. الهاشتاج قال أنه كان متأكداً من وقوع الإرهاب ، وفي خطاب طلب التفويض الأول قال عنه أنه إرهاب محتمل ، فكيف يكون محتملاً وكيف يكون متأكداً ؟ لقد كان في ظنه أننا سنسلم ونيأس سريعاً ولن نحتاج إلى أي شئ سوى أن يذبحنا في رابعة ويعتقل شريحة منا وينفي الأخرى فنجلس في بيوتنا ، أما وأننا استمرينا في الشوارع متظاهرين مقاومين فليلجأ إذن للخطة التي لا يملك سواها لغبائه وهي تفجير وتفخيخ البلد ثم ينسب هذا التفجير والتفخيخ لنا ليقول للناس بعدها أنه كان متأكداً .. ولا يعلم أن العقلاء يعدون عليه فلتاته وزلاته ، وأنه إلى زوال بعد عذاب ، وبعده أيضاً عذاب إن شاء الله .

2. بعد أن فوجئ الخسيس بالموجة الثورية الجديدة المبهرة الشاملة في كل الاتجاهات والمسارات ، بالإضافة لما أسميه القوة الثورية القادرة على الإنجاز ، حدثت واقعة الاعتداء على فندق القوات المسلحة وما تبعه من مذبحة الجنود ، ويوم الخميس قبل حراك الجمعة الذي هو من المنتظر أن يكون حاصداً على مستوى الأرض وعلى مستوى الإعلام للموجة الثورية التي أتت قبله ، فهل فعلها الخسيس الصهيوني القابع على كرسي الحكم بالسرقة والبلطجة ليسحب الأضواء بها عن الحراك الرائع والثورة المنجزة المبدعة سواءاً بفعل استخباراتي مباشر أو باختراق للمنظمات الجهادية ليأتي التنفيذ في هذا التوقيت ؟! أم هو فقط يحاول البحث عن مخرج من فضيحته ومرمغة رأسه في التراب بعد الحاجز الحدودي والنصب على شعبه السيساوي بوهم حماية الأمن القومي ؟! دائماً فتش عن المستفيد ، تجد الإجابة .

3. ما ذكرته آنفاً عن توقع فشل الموجة الانقلابية التحريضية الفلولية هو تحليل وتوقع ، فلا ينبغى أن نتعامل معه كثوار على أنه حقيقة ويقين ، بل ينبغي دائماً أن نتصور الأسوأ وأن نعد عدته ، لذلك فليبارك الله جهد المجهولين والعقاب الثوري والقوة الثورية القادرة على الإنجاز في الأيام القليلة القادمة لحماية الثورة والثوار .. وحيا الله المجهولين !

-------------------

[email protected]

Facebook : https://www.facebook.com/hazem.saeed.752

Twitter : https://twitter.com/hazemsa3eed

 

رابط لأهالٍ من المطرية يهاجمون طاقم قناة القاهرة اليوم والسيسي ومحمد إبراهيم