بقلم : محمد منصور
أملي ألا يسكت الشعب عن حقه للظلم الغالب، وألا أراه ـ يوماً ـ يسير معه، بل إن يقيني أن سأراه ـ يوماً ـ يقوم في وجهه يرده ويصده، بله أن يرفعه على حبال المشانق التى تداعبها ـ الآن ـ رياح الحرية في وطني.
هذا أملي، رغم المآسي النازلة بالشعب و رغماً عن السياط الاقتصادية و الاجتماعية الملهبة ظهور المتلكئين.
و ما أدراك ما المتلكئون ! .. إنهم كما وصفهم الشيخ الغزالي ( لا تزال جموع تتلكأ في اللجوء إلى عمل رادع لمقاومة الاضطهاد؛ ويكأنهم يؤمنون بسيادة الظالم وحقه في تأخير أصحاب الحق إلى الوراء؛ ولا غرو أجهزة الشعب هي التي تصدر هذه الفلسفة الحمقاء للناس ). بتصرف
و أعجب من ذلك هجومهم على الإخوان المسلمين الذين قاموا على قلب رجل واحد، انتصب حاميا عن شعبه بل جعل صيانته من كرامته، ويرى أن الموت في سبيل بقاء هذا الشعب حرا الشهادة التي ترفعه إلى عليين.
و كلما أبي الفساد إلا الإصرار في انطلاقه؛ دخل الاخوان معه في صراع حياة أو موت وهم كاسبون على الحالين : إن انتصروا في المعركة أو لقوا الله مضرجين بدمهم دون أن تُنتهك حرماته و تُداس شعائره.
نشيدهم الهادر في الخلوة و الجلوة :
قد تملك ســوطاً يكويني وتحز القلـــــب بسكينِ
قد تجعل غلك في عنقي وتحاول قطع شراييني
لكن ســلطانك لن يرقى لذرى إيمــاني و يقيني
فيا أيها الناس، اسمعوها مدوية من فم الشيخ الغزالي : إن الحياة لم تعتل لجهل الناس بالخير والشر قد ما اعتلت لترك الخير يُخذل و يتوارى أصحابه و ترك الشر يستعلن و يطغى زبانيته.
وخلاصة الأمر وألفه و ياؤه، أن الكرة في ملعب الشعب فلينظر ما يشاء ، أما نحن فعلى العهد باقون و للفساد مقاومون، و الله ـ سبحانه و تعالى ـ يتولى الصالحين و يجزي العاملين و الحمد لله وحده.