حازم سعيد :

 

ليس لي عادة - ولا أحب - أن أتعرض للحياة الشخصية أو الخاصة للآخرين ، ولا أحب أن نستدرج نحن الإسلاميين إلى الجوانب الشخصية والأخلاقية في خصومتنا مهما بالغ الآخرون في إيذائنا والتنكيل بنا ، ومهما علا بهم الشطط في سبنا وشتمنا والافتراء علينا .

ولا أظن أني فعلتها إلا مرة أو مرتين تلميحاً وليس تصريحاً في وقت غلبت فيه العاطفة على العقل ، وأظن أن هذا التعفف وعدم التعرض للحياة الشخصية هو من أحد أهم نقاط القوة في دعوتنا وعلاقتنا مع الآخرين مهما تمادوا في بغيهم وظلمهم ، وأنها من أهم ما نستجلب به نصر الله وتأييده ، ذلك أننا لا نخوض في نشر الفاحشة ولا نحب ذيوعها في مجتمعاتنا ، ونسير على درب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في خلقه وسلوكه ومنهجه .

لذلك لا يظنن أحد أني سأتعرض في هذه المقالة للحياة الشخصية للمذكور آنفاً ، ولكني هنا أتعرض لمجموعة من الخواطر بعد أن شاهدت حلقة للإعلامي أسامة جاويش على قناة مكملين يتداول فيها بالخبر بعض المعلومات عن ذلك الشخص المسرف على نفسه والمفتري علينا وعلى الإسلاميين ، وكان الأبرز فيما تداوله موضوع فرح ابن ذلك الشخص وما كان فيه من خمر ورقص وعري واختلاط رهيب بين من يطلق عليهم فنانون مع إعلاميين مع وزراء وحكوميين مع كتاب مع يساريين ( وكل هؤلاء يطلق عليهم صفوة المجتمع ) ، مع ما أعلمه وشاهدته من مثل تلك الحفلات لكثيرين غيره .

 

أهل الأهواء والشهوات

عندما أنظر إلى عين أمثال ( الواد ) يوسف الحسيني وهو جالس أمام كأس الخمر وبجوار الراقصة ( ظللت القناة جسد الراقصة ) أعرف لماذا أيد هو ورفاقه الانقلاب .

إنهم أهل الأهواء والشهوات ، الحياة عندهم كأس خمر وامرأة عارية ، وفلوس واجتماعات مع صفوة المجتمع ، وكاميرات تصورهم ... الخ

وفي الحقيقة فهم لا يفرقوا عن الدواب والأنعام في شئ ، هم لا يحركهم إلا الغرائز ولا يتصرفون إلا للشهوات والأهواء .

يدعون أنهم وطنيون يتكلمون في السياسة ، ويخافون على البلد ، ويهتمون بالمواطن الغلبان .

من يخاف على البلد ويحرص على المواطن الغلبان يعقد حفلاً لابنه بالفورسيزون بنظام الإنفاق المفتوح و ( الأوبن بوفيه ) وبتكلفة لا تقل بحالٍ من الأحوال عن مليون أو مليوني جنيه ؟!

 

لماذا أيدوا الانقلاب ؟

هذه الطبقة الطفيلية الفاسدة والمفسدة لها تاريخ ( مقرف ) ومخزٍ ، وهم سبب في إتلاف الذوق العام والأخلاق في بلادنا ، وهم عامل أهم في تدمير مجتمعاتنا وشيوع الفاحشة والتفكك والرذائل ، كما كانوا منتجاً رئيسياً لعشرات النكسات والنكبات السياسية مثل نكسة 67 .

لقد شهدت بلادنا طوال عهدها زواجاً مؤبداً بين فئة العسكر وبين تلك الفئة الطفيلية ، أسفر عن تبادل الشهوات بين هاتين الطائفتين ، وترتب عليه تدميراً كبيراً على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

وما فضائح صفوت الشريف ( موافي ) منا ببعيد ، وما فضائح العقود العرفية والعلاقات بغير عقود بين كثير من الساسة سابقاً ولاحقاً وبين فئة الفنانات بغريبة ولا عجيبة .

وما نظرات الهاشتاج السيسي وغيره من العسكر في الصور التي تجمعه مع بعض تلك الفئة ممن يطلق عليهن فنانات بخافية على أحد ، وتفضح هذه النظرات أكثر مما تستر . ( تابع نظرات المتحدث العسكري بالذات ) .

العسكر يوفر لهذه الطبقة الطفيلية الفلوس والسرقات والوجاهة الاجتماعية والاقتصادية ، مقابل أن يعطوا للعسكر ما يريد من الشهوات واللذات والمتع الجسدية الحرام .

ولاعجب بعد ذلك في أنهم كانوا سبباً في كل أنواع الانحراف ( سياسي - اقتصادي - اجتماعي ) التي شهدتها بلادنا طيلة عهد العسكر .

 

ولماذا يكرهون الإسلاميين !

ولا عجب كذلك أن يكرهوا حكم الرئيس الشرعي المتدين محمد مرسي ، فكيف سيعيشون مع هذا الطاهر اليد ، الراقي الأخلاق ، النقي السمعة ؟! إنه يقرب العلماء المشايخ ويرفعهم وهي الطبقة التي لا عيش لهؤلاء معها .

لا مالاً سينالوا ولا شهوات ولا وجاهة ، فعلام يؤيدونه إذن ؟! إنه وطائفته يتكلمون عن طهارة اليد والخلق والعين والسمع والبصر ، يتكلمون عن الحلال والحرام ، يتكلمون عن تقييد للشهوات لتنضبط بضوابط الشرع .

يتكلمون عن الكف عن السرقة والرشوة والمحسوبية ، كما يتكلمون عن تحريم للخمر وللزنا ولإطلاق البصر ، ويتحدثون عن الكف عن محارم الله ، ويأمرون بمراقبة الله في السر والعلن !  كيف يستقيم حال هؤلاء مع مثل الرئيس مرسي أو بطانته ؟!

لست أعجب من وقوفهم مع الانقلاب ، ولست أعجب من انحرافهم وكرههم للإسلام والإسلاميين أو حربهم الشعواء ضد كل ما هو من الدين ، ولست أعجب من استخدامهم الحيلة في حربهم ضد الدين وخداعهم للمصريين بأنهم هم أصحاب التدين السليم الوسطي وأننا نحن المنحرفون المتطرفون ... لست أعجب من كل هذا .

إنما أعجب ممن يظن أن هؤلاء يمكن أن يقفوا موقفاً آخر غير ذلك .

 

ولهذا سننتصر ( إن شاء الله )

وهذا الذي قصصته عليكم هو أحد أسباب يقيني من نصر الله لنا ، إنك بمجرد نظرة واحدة لمثل هذه الحفلات وتلك السلوكيات ، تعلم أن الله ناصرنا ومؤيدنا .

الله سبحانه لا يمكن للفجرة وأصحاب الشهوات على المؤمنين ، فما بالك إذا تزاوجت الشهوة مع الظلم وفي كثيرٍ من الأحيان مع الهجمة على الدين مثلما اعتاد أمثال عيسى والبحيري ، ليخرج كبيرهم الهاشتاج التافه الذي يقول بعد أن يبكت أصحاب العمم : أنك لن تعرف خطأ نصوص الدين التي تقدسها إلا بعد أن تخرج براه !!!

إن الانقلاب عبارة عن مجتمع مفكك ليس له أي مقوم من مقومات الوقوف في وجه الحق وأهله ، سوى جدرٍ محصنة من آليات ومدرعات ورصاص ، ليس له أي بناءٍ عقدي متماسك ، أو أي أيديولوجية ( إلا القلة الكنسية المتطرفة التي دعمته ) ، لا رابط بين كل أهل الانقلاب سوى رابط الشهوة واللذة ، وهو رابط هش غير متماسك ولا يستند على أساس ، وهذا أحد أهم أسباب سقوطه وتفككه .

والله سبحانه يؤخر هذا السقوط والتفكك والانهيار ، لحكمٍ عنده وأسبابٍ قد يستكشف المؤمنون بعضها مثل : إعداد المؤمنين لتحمل أعباء ومهام سيبتلون بها من مثيل خلافة على منهاج النبوة الراشدة ، أو اصطفاء شهداء وتكرمتهم ، أو رفع المؤمنين لدرجات لا تبلغ أعمالهم ولا أحوالهم أن يرتقوا إليها فيصيبهم ببعض البلاء فيرفع درجاتهم ، أو استنفاذ المؤمنين لوسعهم في الأخذ بكل أسباب الإعداد والعمل والجهاد ، وكذلك تفريغ قلوبهم من التعلق أو الأمل أو الرجاء من كل شئ سوى ربهم الكريم القادر القوي العزيز الجبار سبحانه .

إن النصر قادم قادم ، شاء من شاء وأبى من أبى .. متى يكون ؟

ذلك تقدير الله سبحانه وتلك حكمته البالغة ، وليس لنا نحن البشر الضعفاء أن نتألى عليه سبحانه ، ولكن الذي علينا هو بذل الوسع والتخندق وصف الأقدام مع المؤمنين دون كللٍ ولا مللٍ ولا يأسٍ ولا قنوط ، والتبرؤ من أولئك الظالمين المجرمين .

 

كبسولة :

العسكر حين أرادوا أن يخففوا من احتقان الأهالي بالمطرية ، أمروا وزارة التضامن الاجتماعي فأرسلت عربات بها أكياس سكر وأرز وزيت وخلافه للتوزيع المجاني على الأهالي ، وهو ما يعكس نظرة العسكر الفاشلين للمصريين ، والإناء ينضح بما فيه ، هم يرون الناس مجموعة من الدواب يملؤون بطونهم فيسكت الناس ، وهي نظرة بهيمية شوانية غرائزية تظهر الكبر والجبروت وحالة الخسة التي يعيشها العسكر ، وكيف يفكرون ببطونهم وفروجهم وكيف يرون المصريين ؟ وتظهر كذلك عدم فهم العسكر الخائبين لسر الثورة وروحها ونبضها الذي يسري في عروقها من الحرية والكرامة .

من أجل ذلك أثور ويثور معي الصالحون لنخلص بلادنا وشعوبنا من هؤلاء الهمج البرابرة الفاسدين ، وسوف يأتي هذا اليوم إن شاء الله .. وإن غداً لناظره قريب .

===========

[email protected]