حازم سعيد :

 

تمهيد :

على الرغم من كثرة الأحداث التي امتلأ بها الأسبوع الماضي من استشهاد خمسة معتقلين من أرق وأفضل وأنقى الإخوان بعد إهمال طبي يصل لحد الجريمة المقصودة من الانقلابيين في حق أولئك الأنقياء ..

وكذلك فيديو جماعة بيت المقدس الذي " مرمغ " سمعة وهيبة ومقام الجيش المصري في التراب ، ومثلي ممن ذاق مرارة التجنيد في تلك الأماكن الحدودية يعرف حجم المأساة التي يرزح تحتها الجيش المصري من ضعف التسليح ومن قلة التدريب ومن جنزرة وصدأ المعدات ومن الخيبة " بالويبة " التي يتمتع بها جيش المكرونة والمربى ....

على الرغم من ذلك .. إلا أن انتحار الناشطة زينب المهدي أخذ من قلبي ثم من عقلي كل مأخذ ، وتقاطع مع ما كنت أعزم أن أكتبه ضمن سلسلة " نحو حسم ثوري لا يسرقه العسكر "  بمناسبة ذكرى " محمد محمود " حول دعوى من يريد أن يشترط تركيع الإخوان لقبولهم بالصف الثوري بأن الإخوان باعوهم في محمد محمود ...فأكتب عن هذا وذاك إن شاء الله .. متوكلاً على الله سبحانه :

 

الذين ضافت بهم الأرض بما رحبت

نموذج زينب المهدي هو نموذج متجسد لأولئك الشباب الغض الذين لم يروا من الحياة إلا الثورة وما حققته من حكم ديمقراطي مؤقت ( ظاهري ) ، ثم رأوا الانتكاسة الرهيبة التي حدثت للمسار الثوري من تشتت وتشرذم ثم من استخدام بعضهم واستغفالهم لإسقاط الحاكم المنتخب لصالح الثورة المضادة ، ثم ما رأوه من توابع كارثية لنجاح ( ظاهري أيضاً ) هذه الثورة المضادة  ..

هؤلاء الشباب لم يتمرسوا على الابتلاء ، وليس لهم قاعدة عقائدية يرتكنون إليها من مثيل ( إن من كان قبلكم يفرق رأسه بالمناشير ....... ) ومن مثيل ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ). ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ، ألا إن نصر الله قريب ) .

تلك القاعدة العقائدية التي تفقه وتعلم وتثبت عند الشدائد والمحن ، وتعود الرؤية الشاملة التي تعصم من اليأس والزلل عند الابتلاءات .

هؤلاء الشباب للأسف الشديد بمثل المناخات الضيقة القليلة التي عاشوها مظلومون ، فلقد مرت عليهم تجربة شديدة عسيرة لا يدركون أبعادها ولا مراميها ، فتسبب ذلك لبعضهم في صدمة هي أشبه عندي بما حدث  لكثير من الآملين الواهمين في حكم العسكر أيام نكسة 67 ، حتى أن أحد أهم مفكريهم وشعرائهم ( صلاح جاهين ) أصيب بإحباط شديد واعتكف في بيته واحتجب إلى أن مات حزناً وكمداً ..

نفس الحال حصل لقطاع من شباب الثورة الذين تفتحت أعينهم في الحياة على ثورة وإزاحة لحاكم فرعوني جثم على صدر هذا البلد المنكوب ثلاثين سنة ، لم تتح لهم حكمة الأيام أن يتدبرا في الخلخلة التي كان المناضلون يقومون بها على مدار سنين حكم الطاغية مبارك والتي تسببت في نجاح هؤلاء الشباب في إشعال الفتيل ، ولم يتدبروا في الكيانات التي ضحت وأعطت وثابرت لخلع ذلك المخلوع ... هؤلاء الشباب قليلي الخبرة والتجربة وعديمي الأيديولجية سرعان ما يئسوا ، لأنهم لم يجدوا من يفهمهم أو يفقههم ... وهذا يجرنا نحو دورنا معهم :

 

تقصيرنا في دورنا الدعوي :

زينب المهدي .. هي في الحقيقة نفس أفلتت من هذه الدنيا بخاتمة لا يحبها المؤمنون ولا الصالحون ، وتمت بفعل محرم هو لله سبحانه إن شاء غفر وإن شاء عذب ، والصحابي الذي قطع يد نفسه حتى نزف ومات رضي الله عنه وغفر له ، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " اللهم وليديه فاغفر " .

وليس الحكم عليها - رحمها الله - هو مناط مقالتنا ، إنما موجه المقالة الأساسي ما قرأته عن سيرتها وأنها في انضمت لفترة للإخوان ثم تركتهم وسارت في حملة عبد المنعم أبو الفتوح ثم خلعت حجابها ، وكانت ضد مرسي ثم ضد السيسي ثم حضرت فترة برابعة حتى تكثر سواد من بها ، ثم اعتزلت فقل السائلون عنها ... وأنها لما خلعت حجابها تركها رفقاء ماضيها وعاملوها شذراً وانتقصوها ....

وهنا مربط الفرس ليس مع زينب وحدها ، وإنما مع كل شباب الثورة ، بل مع كل المجتمع ...

لقد أنعم الله علينا بنعمة الفهم والفقه والسير في هذا الطريق الذي يفترض في السائرين الحكمة ، فماذا أنفقنا ضريبة لهذا الفهم والفقه والحكمة ؟!

إن صلب رسالتنا لخصها ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم قائد الفرس : " الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، من جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة " .

فهل سرنا مع الناس بمقتضى ذلك الابتعاث ؟ وهل كانت أخلاقنا وأفكارنا وكلامنا وتوجيهاتنا لهم بمقتضى ذلك ، من التعليم والتربية والتفهيم والتفقيه والدلالة والإرشاد ؟!

أحسب أن كثيراً منا نافس الناس ولم يدرك حقيقة دعوتنا ، وأحسب أننا عاملنا الناس بمبدأ المغالبة وغالبناهم وغلبناهم ، ولكن هل اهتممنا بإخراجهم من المعاصي ، وتعليمهم أحكام الدين والفقه وفهمناهم معنى الحياة والممات ؟! هل دللناهم على الرب العظيم سبحانه وعلى طريقه وعرفناهم به ؟!

قرأت أن زينب كانت تتساءل في أخر حياتها تساؤلات عن الله سبحانه وعن الإسلام وعن الدين ولا تجد من يجيبها أو يروي ظمأها للحقيقة ، فهل نعلم كم زينب بيننا ؟ وهل نعرف كم من شباب الثورة الحائرين الذين لا يجدون من يهديهم أو يدلهم أو يجيبهم ؟

لقد عاملنا الناس بمقتضى الديمقراطية والصندوق والجدليات حول الأحقية والأجدرية السياسية ، ونقمنا على كثير ممن خالفنا ، ونحن محقون إن جردنا العلاقة في مسألة رياضية ، ولكن لو وضعنا بحسباننا التجريف المادي والمعنوي والتشويه المتعمد لشخصياتهم ولأفكارهم وعقولهم على مدار مناهج تربية وتعليم وتثقيف وتلفزة وسينما ، محت الهوية وخرجت أجيالاً ممسوخة .... لو وضعنا بحسباننا ذلك لما عاملناهم بمثل ما عاملناهم به ، ولوضعنا في اعتبارنا ميزان الشفقة والرحمة والتماس عذر الجهل والتجريف الذي جرى عليهم ، ولعاملناهم معاملة الأب الحنون أو المعلم الشفوق والمربي الهادي إلى سواء السبيل .. وما هذا مثل ذاك الذي عاملناهم به .

 

تقصيرنا في استيعاب شباب الثورة .. ولكن ليسوا سواء

وهذا للأسف ثاني ما نقصر فيه ، وليس ذلك قاصراً على معاملتنا للغير ، بل في داخل صفنا الإخواني ، نعجز أحياناً عن استيعاب من هم من أبنائنا من المفكرين خارج الصندوق ، وممن يظنه مسئوله المباشر - نتيجة أفكاره المحلقة - خارج إطار الالتزام الحركي التنظيمي .

هو موضوع يحتاج منا لوقفة جادة لتقييم أدائنا الدعوي والحركي وقدرتنا على تنفيذ مبادئ دعوتنا وتعاليمها والانضباط بروحها ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) ، ولنتمرس بروح دعوتنا التي تحث على احترام قيمة العقل وتشجع التفكير الحر وتحث على احترام الكفاءات والمهارات ، وتدعوا للتفكير المبدع غير المقيد ، وتندب إلى الإيجابية والابتكار .

وشباب الثورة الذين أعنيهم بهذه النقطة هم الشباب غير المؤدلج وهم أغلبية شباب الثورة من أمثال روابط الأولتراس الرياضية ، وكذلك الشباب السلفي المؤدلج من أنصار الجبهة السلفية الذين ناصرونا في كل المحطات ، وهم أخلص من ناصر الثورة ولم يبعها في أي محطة من محطاتها ، وهم الصادقون الذين قدموا فنوناً ونماذج من العطاء والتضحية يضاهي نماذج عطاءات وتضحيات الإخوان ، وسل رفات الساجدين في رابعة والنهضة تجيبك .

أما الشباب الذين يدعون الثورة من خارج هؤلاء كأمثال 6 أبريل وأحمد ماهر وأحمد دومة وأسماء محفوظ ونوارة نجم ومن على شاكلتهم ... فهؤلاء لهم بقية المقالة :

 

الإخوان باعونا في محمد محمود :

هؤلاء لا فهم لهم ولا فقه ، هم ألفاظ وصياغات مجردة ، هم يدعون الثورة على الطاغية ، فلما اختلفوا في اجتهاداتهم الثورية مع الإخوان عادوا الإخوان ، ووضعوا أيديهم في يد ذلك الطاغية - الذي ثاروا عليه من قبل - لينجحوا ثورته المضادة ويفشلوا ثورتهم التي صنعوها من قبل .

وما ذلك إلا لاختلافهم مع اجتهادات الإخوان ، ليس لأن الإخوان سرقوا أو قتلوا أو أفسدوا أو ظلموا ....

وذلك أيضاً رغم أن ثورتهم كانت ضد مظالم وانتهاكات وسرقة وفساد ورشوة ومحسوبية وحاكم جرف البلاد والعباد ومسخ شعبه وحولهم لعبيد مستكينين .

والسبب في موقفهم ذلك أنهم لا فهم لهم ولا هوية ولا منطق ولا مبدأ ثابت ، ولا يحكمهم سوى المزاج والأهواء والرؤية الشخصية المغرورة المستعلية والمتذبذبة .

خذ مثلاً : لطالما صدعونا بأننا بعناهم في محمد محمود ، وأصبحت مقولة ثابتة راسخة لا تترك أفواههم " الإخوان باعونا في محمد محمود " ، لن أجادل في الفرضية ولا في تقدير الموقف هل هو بيع أم اجتهاد في المشاركة في فعالية انقلبت في نهاية اليوم لمجزرة ، والذي أقوله لهم أني أفهم أنهم يعترضون على خيانة الإخوان بسبب 31 شهيد سقطوا في ذلك اليوم ، وذلك تقديراً منهم لحرمة الدم المصري الطاهر الذي سال .

لن أجادل في فرضية البيع هذه ، ولن أجادل في هل استفاد الإخوان من ذلك ؟ ، ولن أجادل في هل جاء الإخوان إلى الحكم نتيجة ذلك أم نتيجة انتخابات حرة شفافة ؟ ، ولن أجادل في هل اجتهد الرئيس الشرعي والذي جاء من الإخوان وأظهرت الأيام بعد ذلك اجتهاده في التقصي والسعي بخطوات حثيثة من خلال لجان تحقيق ونيابة خاصة ( وهي القرارات التي اعترض عليها هؤلاء بحجة الديكتاتورية ) للثأر لدم شهداء محمد محمود .. لن أجادل في ذلك ..

ولكن أسأل فقط ، إذا كانت هذه هي حرمة الدماء عندك والتي جعلتك تناصب الإخوان العداء دائماً وأبداً بعد ذلك ، ماذا إذن عن دم الآلاف الذي سال في حرس الحدود والمنصة وفض رابعة والنهضة ؟! وماذا عن آلاف الأرواح البريئة التي أزهقت ؟

فوضوا وأيدوا وباركوا وشمتوا ! .. شمتوا في من ؟ شمتوا فيمن اختلفوا معهم في الاجتهادات ، وليس مع من جرف الأرض والعباد والبلاد .

شمتوا لصالح من ؟ لصالح الطاغوت والفرعون والقاتل الذي سفك - ويعلمون أنه سفك - دماءهم من قبل ..

ورغم ذلك لا زالت اللبانة في أفواههم ( آخرها أسمعه الآن لأحدهم على فضائية الجزيرة في ذكرى المناسبة وأنا أكتب المقالة ) : ( الإخوان باعونا في محمد محمود ) !!!

 

صنم الثورة ، وهل يمكن أن نصطف معهم ثورياً مرة أخرى ؟

هذا يجرنا لقضية أخرى ، هي قضية الاصطفاف الثوري التي يطالب بعض العقلاء به ، ويندبون إليه ، ويحثون عليه ، وهم محسنون وأتفق مع طرحهم إن كانوا يعنون عموم شباب الثورة من غير أولئك المتكبرين الذين يريدون أن نبكي على أعتابهم مئات المرات ونستسمحهم ليقبلوا بالاصطفاف الثوري :

وللإجابة على ذلك لابد لنا من وقفة مع مضامين أربعة :

أولها : هل القداسة للثورة وهي الضابط الحاكم المشترك بيننا ، أم لمنظومة القيم التي نرجوها من ورائها ؟ وماذا حين نختلف في أي محطة من المحطات ؟ ما هو المشترك الذي سنرجع إليه ليكون له القول الفصل ؟

ثانيها : هل ما زال هؤلاء على حالتهم الثورية أم جلسوا في بيوتهم يشاهدون ويشمتون في الدماء بعد أن انحازوا بحر إرادتهم ومطلق سعيهم لخيار الثورة المضادة وساعدوها ودعموها إلى أن تغلبت ( ظاهرياً ) .

ثالثاً : هل يقبل شباب الثورة الحقيقيون ( من شباب الإخوان والسلفيين وغير المؤدلجين )  - وهم أصحاب الثورة وممتلكوها - بخيار اصطفاف مثل هؤلاء معهم .

رابعاً : هل يقبل هؤلاء بفكرة الاصطفاف المجرد دون إملاءات أو شروط أو استعلاء في الخطاب والرؤية أو نبش في الماضي - المختلف على تقييمه - واللمز والعيب على ما فيه من مواقف واجتهادات ، وبدون اشتراط أن يعتذر المجتهدون عن اجتهاداتهم ؟

أنا لن أجيبك على هذه المضامين - وإجابتها عندي محسومة - وأنت عزيزي القارئ ، وعزيزي الثائر ، وعزيزي طالب الاصطفاف مع مثل هؤلاء إن نظرت في أجوبة هذه الأسئلة لعلمت أنه لا يمكن بحالٍ أن تصطف مع هؤلاء ، ودعوى الاصطفاف معهم هي من تعويق الثورة من أوجه عديدة أهمها وأخطرها أنك توحي أن الثائرين الحقيقيين الموجودين الآن والذين لم ينفكوا عنها أبداً ، وحتى حين اجتهدوا وخالفوا الرئيس المنتخب وجماعته ، سرعان ما عادوا وآبوا حين أدركوا الاستغفال الذي وقعوا فيه .

أقول أن أخطر الأوجه أنك توحي للناس أن الثورة عاجزة وتحتاج لمثل هؤلاء للاصطفاف معهم ، الثورة ماضية وستنتصر إن شاء الله ، ومن يحتاجها يأتي إليها ، ولا تسعى هي لأحد ، وسيتم النصر بهم أو بغيرهم إن شاء الله ، إذا ما انعقدت إرادة الثوار وتدبروا في تجربة الماضي وحكمتها واستخلصوا الدروس المستفادة ...

أما عن كاتب المقالة فالدرس الذي استفاده من تلك التجربة ولا يرى غيره أنه : " لابد للحق من قوة تحميه ، وإلا فلا تلومن إلا نفسك " . وأنت على الحق المبين القاطع ، وخصمك على الباطل البين الواضح الجلي ، لابد للثورة من شوكة ويد وذراع قوية ترد بها عدوان الظالمين خاصة وقد وصلوا في بغيهم وعدوانهم إلى الفجر في الخصومة والمبالغة في أسلوب الصدمة الرادعة ، فلن يرتدع أن ينسف ولو الملايين إن خرجوا بالشوارع نسفاً إلا أن كان لك شوكة تردعه ، والمجتمع الدولي - الراعي الحقيقي للانقلاب - يدعمه ويؤيده ويقويه ... هذا هو الدرس الرئيسي المستفاد ... والله أعلى وأعلم .

كبسولات :

1هذه المقالة تتبني فكرة الاصطفاف الثوري الحق وأن الثوار الحقيقيين وحدة واحدة ويد واحدة ، ولا تخرج عن الخط الذي تبناه الإخوان بالدعوة والندب وحث الثوار على الاصطفاف ... إن لم تفهم ذلك للوهلة الأولى فأعد قراءتها . كذلك لا يتبنى الكاتب العنف ولا حمل السلاح ، والمآسي التي ستنتج عن هذا النهج في هذه الظروف الحالية أكثر من أن تحصى ، ولكنه يتبنى منهج " وأعدوا " ، وهذا غير ذاك ...

2. درس حق له أن يكتب من ماء الذهب ذلك الذي قدمه الدكتور بشر أثناء اعتقاله .. تخيلوا رباطة جأشه ، لم يرتبك أو يفزع ، بل قام توضأ وصلى ركعتين وقال لزوجته : اتصلي بالدكتور فلان ليحضر بدلاً مني محاضرة اليوم حتى لا تضيع على الطلبة .

ما هذه القيمة الحضارية ! ما هذه التربية ! ما هذا الفكر الناضج ! ما هذه الرؤية ! ... يا الله ... لله درك أيها الرجل ، حقاً الرجولة موقف ... ولو فرضنا - جدلاً - أنه ليس لك في تاريخك إلا هذا الموقف لكفاك ليخلدك به التاريخ .. في الدنيا والآخرة ...

فك الله أسرك وردك وردنا جميعاً إلى بلدنا مصر رداً جميلاً ....

---------------

[email protected]