بقلم- خميس النقيب  :

الابرار يتحملون الاذي ويتجنبون القذي وينضحون الشذي  ،  الابرار يعشقون البر ويحبون الخير  ويرفضون الباطل وينتصرون للحق  ، الابرار سكان الجنة واحرار الدنيا وملوك اﻻاخرة يقول   الله تعالى : " لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار " ال عمران ...  الابرار لهم عند الله  جنات وانهار،  والكفار عقابهم  بئس المهاد عذاب النار ، الابرار لهم عند ربهم من النعيم المقيم والخيرات الحسان وروضات الجنان مالا يعد ولا يحصي ، فحينما يتسلل  الالم  الي نفس المؤمن وهو يرى ماعليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض ومايملكونه من القوة والهيمنة ، وعندما يرى جيوشهم وعددهم وعتادهم، ويرى تطورهم وتقدمهم  فينتابه شعور بالاحباط  إزاء ماحققه القوم من رقي في عالم  الحضارة ووبلاده  " محلك سر  او للخلف دور  " يصبح متأرج  التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم ، تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي والمعين الصافي والعلاج الكافي  تعيد إلى نفس المؤمن توازنها وتشعره بالعزة وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذين سيصيرون إليه فتتحقق له الطمأنينة'، عزة الإسلام ونعمة الإيمان التي أمتن الله بها عليه يوم أن جعله مؤمناً بالله موحداً له مستعينا به متوجها اليه متوكلا عليه  ومنزهاً له عن الشر ك.إنهم مهما ملكوا من الدنيا فإنه   .. متاع وقليل أيضا .. نعم إنه متاع إذا ماقورن بنعيم الآخرة الذي سيحرمون منه . ولو حازوا الدنيا بأكملها جوها وبرها  ، ارضها وسمائها،  شمسها وقمرها،  نهرها وبحرها و لو بسطوا نفوذهم على أقطارها وتنعموا بملذاتها وتمتعوا بشهواتها دونما منغصات أو كوارث فهم وهي الي الفناء ولهم عند الله العقاب الاليم ان لم يعودوا ويتوبوا ، ولو  عمروا فيها مئات السنين ! ثم ماذا بعد ؟ جهنم وبئس المهاد ! أليس إذن ماكانوا فيه إنما هو مجرد متاع قليل سرعان ماتذهب لذته وتزول شهوته .. لقد خسروا بكفرهم كل شيء ولن يغني عنهم ماهم فيه في الدنيا شيئ يوم القيامة  " ولو أن للذين ظلموا مافي الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون(. أفبعد هذا يغبطهم عاقل على ماهم فيه من التنعم ورغد العيش وماهم فيه من القوة والسيطرة والتمكين رغم مايشوب ذلك كله من المنغصات والمكدرات ؟! وهذا ليس من قبيل الدعوة إلى الركون إلى الكسل والدعة والتخاذل عن السعي للكسب ولعمارة الأرض ولكن القصد منه رفع معنويات المؤمن وتبصيره بحقيقة الأمور وأنه أعز وأكرم عند الله وإن ناله شيء من الذل والهوان والضعف في الحياة الدنيا.إن الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة وأن النعيم الحقيقي هو نعيم الجنة والفوز الحقيقي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور."   ثم تُختم الآية الكريمة بما تننشرح له نفوس المؤمنين وتسر أفئدتهم له وتزهدهم بمافي أيدي أعدائهم وقتزيدهم شوقاُ إلى ماعند الله والدار الآخرة وتحفزهم على العمل من أجل النعيم الحقيقي في الحياة الحقيقية فيقول تعالى : لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار  ، و  كتاب الأبرار -وهم المتقون- لفي المراتب العالية في الجنة. وما أدراك  ما هذه المراتب العالية؟ كتاب الأبرار مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه ولا يُنقص، يَطَّلِع عليه المقربون من ملائكة كل سماء...
اللهم اجعلنا من الابرار الصادقين والمقربين و العاملين ليوم الدين ...

 [email protected]