بقلم - خميس النقيب :
البلطجة المادية افرغت المجتمع من مضمونه،فجعت الاسرفي قتيل اواسير او مفقود، وغيبت الاجتماعيات ونسفت العواطف ، وحولت المجتمع الي غابة القوي يقتل الضعيف والغني ينهب الفقير ، والعميل يتهم الشريف ، والحابل يختلط بالنابل ، ذبحت الانسانية وتاهت المروءة وضاعت الرجولة ، كل ذلك افرز بلطجة من نوع اخر ، البلطجة الفكرية التي انتشرت بسرعة الصوت في برامج التوك شو وعبر المواقع والمنتديات وفي المؤتمرات لتدمر العقول وتخرب الارواح وتزيد الجراح ، البلطجة الفكرية مرض عضال ووقف للحال ومسخ للرجال ، اجتاحت المجتمعات سياسيا واجتماعيا ودينيا حتي وجدنا ماجنة تسب الصحابة وفاتنة تريد ان تعلم المسلمين امور دينهم ، وفي سوء ادب مع الله شاهدنا من يقول ان الله اهلاوي ( تنزه الله عن هذه الخزعبلات ) ، واخر يقول الانبياء لازالوا يرسلون ، وصاحب الكرة الارضية والعقد النفسية ، وفي ظروف مشابهة من الظلم والبطش والقمع الفكري قال احد الجلادين لمن يتصبر بذكر الله تحت وطاة التعذيب : اين الله لاضعه في الحديد ، فكان الرد السريع من السماء حيث صدمته سيارة محملة بسياخ الحديد ولم يستنقذوه من الحديد الا بقطع رقبته ، والجزاء من جنس الفكر !! والتطاول علي الخالق منقصة عظمي وجريمة كبري ، البلطجة التي مورست - للاسف - توثق تاريخيا وتعد منهجيا وتعمم تدريجيا ولا حول ولا قوة الا بالله .!!
المبلطجون فكريا يحرضون علي الفتك والحرق والسفك لذلك يستخدمون أبشع الأسلحة المحظورة شرعا والمنبوذة عرفا والمحرمة إنسانيا لاغتيال العقول وتغييب الضمائر وطمس الحقائق ، ولم يعد هناك حوارإلا من طرف واحد يقول “لا أريكم الا ما اري وما اهديكم الا سبيل الرشاد " غافر
في الفترة الاخيرة شهدنا بلطجه معاصرة هي البلطجة الفكرية .. بعض الناس مهمتها الكذب والتضليل والخداع للآخرين ، فقط لتمرير مخططاتهم وتحقيق اغراضهم وانجاز مصالحهم ..!!
وصاحب هذا النوع من البلطجة مريض نفسيا ومختل عقليا ومنبوذ اجتماعيا وشاذ فكريا ومدمر اخلاقيا ، منهم من يسىء الى الدين بألفاظ خارجة من باب خالف تعرف ، ومنهم من يغير الحق ليمررالباطل بأي ثمن ، ومنهم من يتملق الحاكم ليصعد باي شكل ،وهم يعتقدون أنهم من خلال هذا النوع من البلطجه قادرون على إلجام المؤمنين وإخراس المصلحين ، حسبما يوسوس لهم شيطانهم الرجيم اوعقلهم الضعيف او فكرهم المريض .
وهذا النوع من الفكر العفن يدلس علي البسطاء فيحول العري فن والمنكر معروف و يقلب الاسلام ارهاب والارهاب دين والحق باطل والباطل حق ، فهو لا يحترم عقول الآخرين في التكوين المعرفي ، ولا يقدر حرياتهم في التأسيس الثقافي ، ولا يراعي خياراتهم في النضوج الفكري ، إنه مظهر متخلف إن كان ذلك في السلوك إو في التطبيق ، فليس بمثل هذا يقام الحوار والفهم للوصول إلى قواسم مشتركة ، أوإخضاع الأمور لمنطق العقل والوعي ، المتامركون الجدد والمتصهينون الغتت يصابون بالشذوذ الفكري فيقدسون الدين في لحن القول فإذا جاعوا أكلوه .!! وّ هؤلاء لا يملكون الحد الأدنى من الرجولة للسير مع الحق ونبذ الباطل ، هذا الفكر المريض وهذه البلطجة المقيتة في حاجة الي مبيد قوي ومطهر سريع حتى لا يمرض افكار الآخرين .