بقلم - شرين عرفة

( قعر السيسي لسه مبانش ، وهيجيب لكم من تحت الزبالة ) كلمة مأثورة للزعيم طيب الذكر الرئيس "محمد مرسي"، في حديث مسرب له من داخل المحكمة في شهر فبراير الماضي ، لم يكن السيسي قد نصب نفسه رئيسا بعد ،ولم يعلن حتى نيتة للترشح ،
لم أجد أنسب منها بعد أن تحققت واقعا ملموسا وحياة نتنفسها ...وجاب لنا السيسي من تحت تحت الزبالة ...

منذ إنقلابه المشئوم ويبدو وكأن السيسي في مهمة رسمية ،
مهمة تتلخص في أمر واحد ، وواحد فقط : هو تخريب البلاد والإجهاز على ما بقي منها .

لم يكن السيسي بحاجة لكرسي الرئيس ، فقد كان يحكم البلاد فعليا وهو في منصب وزير الدفاع ،ومن قبلها كان يتحكم في كل شاردة ووارده في البلاد  حينما كان  رئيسا للمخابرات .

*السيسي يسابق الزمان :

ما فعله السيسي في عام واحد منذ إنقلابه وإلى الآن يعدل ما فعله مبارك طوال ثلاثين عاما  ، لم يكن يستعجله فيها أحد ، كان المطلوب منه هو تخريب مصر ، والجدول الزمني مفتوح ،
لكن يبدو أن السيسي مقيد بجدول زمني ضيق ،والمدة محددة، فرأيناه يسابق الزمان ،
تبدو أفعاله وقراراته  غير منطقية بالمرة ، إذا اعتبرناه جاء ليحكم ،

فبأي منطق رئيس يتولى لتوه منصب الرئاسة ، بعد أن أقسم مرات ومرات كاذبا أنه ما جاء ليحكم ، و حجته الوحيدة أن من استدعاه للحكم : هو الفقير الذي لم يجد أحد يحنو عليه ،

فكانت أولى قراراته الحنونة : زيادة أسعار المواد البترولية بنسب تتراوح بين 60 إلى 175 في المائة، مما أدى لمضاعفة جميع أسعار السلع الغذائية والأساسية ، وزيادة أسعار الكهرباء 20 في المائة، وخفض الدعم عن المواد التموينية بنحو 17 في المائة ، وهو الذي وعد قبل توليه المنصب بأنه لن يقترب من الدعم قبل أن يغني الفقراء .

ولم يتوقف الأمر عند حدود تجويع الفقراء ومضاعفة أوجاع المعدومين بل كان الإنقلاب بقيادة السيسي سببًا مباشرًا في قطع أرزاق الآلاف من المصريين ؛ فعلى سبيل المثال نجد واحدة من أهم الصناعات المصرية وهي صناعة الغزل والنسيج والملابس قد دخلت مرحلة الاحتضار، كما وصفها بذلك (نائب رئيس الاتحاد المصري للمستثمرين )
مؤكدًا أن عدد الشركات التي كانت تعمل في هذه الصناعة في جميع مجالاتها وأغلقت أبوابها 800 شركة وترتب على ذلك أن أكثر من 200 ألف عامل فقدوا وظائفهم ، ولم يختلف الأمر بالنسبة لمصانع الأسمنت والحديد حيث أكد مؤخرًا رئيس اتحاد الصناعات : أن أغلب مصانع الأسمنت والحديد قد توقفت بسبب نقص الطاقة، وأن ما يعمل منها حاليا تتراوح نسبته من 20 إلى 25%.

*وقد صنفت كل من مؤسسة "طومسون رويترز" ومؤسسة "فيتش الدولية للتصنيف الائتماني " في شهر يونيو الماضي لعام 2014 مصر ضمن 18 دولة مهددة بالإفلاس بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية عقب الانقلاب العسكري.

فهل جاء السيسي ليحكم  بلدا منهارة بالفعل ؟! ولماذا ؟!

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقال رأي للكاتبة اليمينية "كارولاين غليك" حول عرض عبدالفتاح السيسي إقامة دولة فلسطينية في سيناء وذكرت أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أخبر في اجتماع لحركة فتح في 31  أغسطس بأن السيسي عرض عليه مساحة 1600 كم مربع بجانب غزة مما يضاعف مساحتها 5 مرات، ولكن عباس رفض العرض ، لأنه يمنع الفلسطينيين من المطالبة بالعودة لأراضيهم .

وقد أكد راديو الجيش الإسرائيلي هذا العرض .

لم تكن إذن الإشاعة الكاذبة لبيع الرئيس مرسي لسيناء سوى تمهيد لأمر حقيقي كان ينتوي فعله رئيس المخابرات وقتها وأراد أن يزرعه في العقول.

*الإشاعات تتحول لحقائق :

أكدت وكالة الأنباء السودانية الأربعاء 10 سبتمبر : إن قوة من مشاة البحرية السودانية عادت إلى «المرابطة» في حلايب، مؤكدة استعدادها لـ《الفداء والتضحية في سيادة الوطن 》.

و تقارير إعلامية عن صدور قرار من الحكومة السودانية باعتبار منطقة "حلايب وشلاتين"، المتنازع عليها مع مصر، دائرة انتخابية سودانية بانتخابات 2015 .

**لم يبق سوى إشاعة بيع قناة السويس لقطر ، وهي التي لم ولن تتحقق ابدا..لسبب بسيط : لأن الراعي الرسمي للإنقلاب وكافة الثورات المضادة في عالمنا العربي هو دولة " الإمارات "

"أوردت صحيفة "المال" الاقتصادية المصرية تقريرا عن الخطط التي تضعها الإمارات بالتعاون مع مكاتب استشارات دولية للاستحواذ على نصيب الأسد من مشروع تنمية محور قناة السويس بخلاف مشروعات إستثمارية واعدة أخرى، تعويضا لها عن الأموال التي دفعتها لدعم نظام ما بعد 3 يوليو .

 
*الإنقلاب إذن ينوي بيع مصر بالكامل ؟!!

فقد أقرت حكومة الإنقلاب برئاسة إبراهيم محلب في شهر أبريل الماضي قانونا للاستثمار يمنع أي طرف ثالث من الطعن على العقود المبرمة بين الحكومة والمستثمرين، مما يسدل الستار على أية استحقاقات قد تتبين للشعب المصري في مرحلة مقبلة،

أي أن ماتم بيعه في الماضي وما سيتم بيعه في المستقبل من أراضي مصر ومقدراتها في صفقات فاسدة لا يمكن استرداده أو الطعن عليه .

وقد سمحت صفقة سابقة تمت بمباركة المخلوع حسني مبارك " لشركة "إي أم جي" برئاسة (حسين سالم ) وعميل الموساد السابق ( يوسي ميمون ) ببناء خط أنابيب لتزويد إسرائيل بالغاز لمدة 15 سنة على الأقل وبسعر ثابت 1.5 دولار ، في حين كان سعره العالمي يتخطى حدود 11 دولار .

وقد بلغ إجمالي الخسائر التي لحقت بالشعب المصري فقط من الصفقات التي أبرمتها الحكومة عبر "حسين سالم" وشركائه الإسرائيليين بأكثر من 11 مليار دولار.

*في شهر يناير الماضي ،قام قائد الإنقلاب العسكري ووزير الدفاع وقتها "عبد الفتاح السيسي" برفع القيود عن شركات النفط والغاز الخاصة التي تعمل في مصر،
وأصبح بإمكان الشركات استيراد الغاز من أي مزود طاقة أجنبي، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد.

وأعقب ذلك بأربعة أشهر، إعلان شركتين عن نواياهما "توريد الغاز الطبيعي من قبالة السواحل الإسرائيلية إلى منشآت تسييل الغاز لديها" في مصر.

*إذا لم يسرع المصريون في إجتثاث الإنقلاب وجذوره العفنة ، قد لا يستطيعون محو آثاره للأبد .

المشرق في الأمر ، أن الزبالة والتي كانت شعار المرحلة ، قد انعكست على زيارة "السيسي " للولايات المتحدة ،
فقد تسبب الهاجس الأمني الشديد له في كل تحركاته، وخوفه من محاصرة المصريين الغاضبين والرافضين له في كل أنحاء العالم ،
لدخوله مقر إقامته في فندق " نيويورك بالاس " من باب الخدمات ، وهو الباب الذي يستعمله عمال النظافة لنقل القمامة أو بمعنى آخر ( الزبالة ).

يبدو أن بضاعته ..ردت إليه .

[email protected]