بقلم شرين عرفه
عزيزي المواطن المصري :
تمالك عقلك ، حافظ عليه ، عض عليه بالنواجذ ، رجاء ..لا تفرط فيه ، فلو ضاعت عقولنا ؛ ضاعت بلادنا بغير رجعة ...
فما قيمة بلاد يسكنها حفنة من المجانين ، كائنات لا تعقل ؟!
لن نحتاج حينها لمدافع وصواريخ وجيوش جرارة كي يحتلنا الأعداء ، بل يكفي أن يحكمنا قزم سفيه يحلم بإرتداء الأوميجا ، يؤجر بلادنا للأعداء مفروشة ، ويبيعنا لهم بلا ثمن ( عربون محبة ).
اعلم أن الأمر صعب، وفاق قدرتك على الإحتمال ،
لكن الحل الوحيد لي ولك ، هو أن نتخيل أننا نعيش في فيلم روائي طويل ، فيلم ساقط ، أخرجه مخرج سفيه ، تلك تجربته الأولى في الإخراج ، ولأنه قصير ودميم ويشعر دوما بعقدة النقص ، قرر أن يقوم هو ببطولة الفيلم ،قام بدور الزعيم ، واستأجر بعض العاهرات يمثلن الإفتتان بجماله المفقود ، وجاذبيته المتوهمة ، ثم أستأجر مجموعة من البلاطجة مفتولي العضلات يجرون الناس بالقوة لمشاهدة الفيلم .
الفيلم سخيف و ممل ،يكاد يصيبك بالغثيان ، لكن نهايته أقرب مما تتوقع ، وستشاهد بأم عينيك ، البطل السفيه وهو معلق في ميدان عام ،
لا تسرح بخيالك ، هو لن يموت مشنوقا !!
سيموت من بصق الجماهير عليه ، لن يقتله أكثر من بصقة ،يبصقها الشعب كله على وجهه.
والآن شاهد وتحمل حتى تنزل كلمة النهاية ،
فيلم ( الساعة الأوميجا لا تزال في يدي ) يقوم ببطولته أمير الظلام ، تقف الجماهير المعذبة تتابعه وهو يسحقهم و يطالبهم بالإحتمال ،
يحكي الفيلم قصة بلاد عظيمة صنعت أول حضارة عرفها التاريخ ،وتحتل مركز الثقل في محيطها العربي والإسلامي ،أضحت فجأة .. أضحوكة العالم، وبالونة جوفاء يلهو بها طفل أحمق .
دولة تعيش في القرن الحادي والعشرين في ظلام دامس ، تتسول الملابس المستعملة والبطاطين ، يصحو أهلها كل يوم على كارثة هي أكبر من أختها ،
ينهار أقدم أهرامها ، بعد أن صمد أكثر من سبعة آلاف عام ، يرفض أن يتواجد في ذلك الخراب ، بعد أن كان رمزا للحضارة.
من نصب نفسه زعيما بها، فاقت نوادره جحا ، ومشاهدته أكثر طرافة من (مستر بين) ، وجمله المبتورة ولغته المبتذلة وخطبه الخرقاء ، تفوقت شهرة وإضحاكا على خطب الهالك فرعون ليبيا (معمر القذافي).
*تستجيب الرئاسة أخيرا لمطالب الجماهير ؛ تصدر بيانا يوضح ما جاء في خطبة الرئيس .
يتمنى الشعب منهم.. أن لو وضعوا الترجمة على نفس الشريط !!
*بعد شهور من الإنقلاب على رئيس شرعي، وخطفه وسجنه ، ثم مطالبات عالمية بفك أسره ؛ تخبرنا حكومة الإنقلاب أن الرئيس قد تم سجنه بتهمة التخابر مع جماعة عربية مسلمة تقاوم الأعداء هي (جماعة حماس ).
تستمر المهزلة ، أقصد (المحاكمة )، ثم تدخل حماس في حرب طويلة مع إسرائيل ، يعترف العالم أجمع على أنها الممثل الشرعي لشعب فلسطين.
تتخابر تلك الجماعة ذاتها على من إنقلب على الرئيس ، وتصير بينهما محادثات مطولة تشهدها الكاميرات .
لتتحول التهمة فجأة وبدون سابق إنذار ..وبعد عام كامل من سجن الرئيس : إلى تهمة التخابر مع دولة عربية مسلمة،هي دولة "قطر " ، دولة تقل في مساحتها وعدد سكانها عن أحد أحياء مدينة القاهرة الكبرى ، ليست أساسا على حدودنا ، ولا في حالة حرب معنا.
*تكتشف حكومة الإنقلاب إذ فجأة (و بعد إستيقاظهم من النوم مباشرة ) بأن الرئيس مرسي قام ببيع أسرار الجيش لإحدى قنواتها الفضائية وهي(قناة الجزيرة ) بمليون ونصف دولار !!
تكاد تفقد عقلك ..أي أسرار للجيش باعها ؟!
هل هي أسرار مصانع المكرونة أم الصلصة ، أم خبايا مصانع الكحك والبسكويت ؟!
ثم كيف حصل أساسا على تلك الأسرار ؟! هل من وزير الدفاع وقتها ، والذي انقلب عليه لاحقا ، ثم يحاكمه الآن ؟!!
و لمن باعهم ؟! هل للجزيرة الإخبارية أم الجزيرة الرياضية ؟!
أيعقل هذا ؟!!
يبيع أسرار جيشنا بمليون ونصف دولار ، وقد اشترت الجزائر حق بث بعض مباريات كأس العالم من قناة الجزيرة الرياضية (بي إن سبورت ) باثنين وعشرين مليون دولار ؟!
كيف هان عليه جيشنا لهذه الدرجة ،فيبيعه بثمن بخس ؟!!
تخرج من دهشتك وذهولك لخبر يفجعك ، تنهار أقدامك ، وتفقد عقلك ،
الخبر على الجريدة الرسمية لحكومة الإنقلاب (الأهرام ) بتاريخ 8 سبتمبر 2014 يقول :
[تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا تثبت قيام الرئيس ( محمد مرسي ) بإخبار قطر بمعلومات تفصيلية عن الجيش الإسرائيلي والكنيست] !!
حكومة الإنقلاب في مصر تحاكم الرئيس " محمد مرسي "بالنيابة عن إسرائيل ، أغضبهم كثيرا التفوق التاريخي لحركة حماس في حربها ضد الكيان الصهيوني وهزيمته أمامها ، فاتهمت الرئيس بتسريب أسرار جيش الإحتلال لقناة الحزيرة ومنه لحماس !!
تلك هي التهمة التي يحاكم بها الرئيس !!
حكومة الإنقلاب المصرية ، وحكومة دولة إسرائيل ..إيد واحدة !!
كيان واحد ، يعمل لمصلحة واحدة ، ولكن بلغتين مختلفتين !!
يستحق الفريق ( عبد الفتاح السيسي ) لقبا أكبر بكثير من اللقب الذي أعطاه له شعب إسرائيل ونخبتها وأشهر الصحف بها ،لقب ( البطل القومي ليهود العالم ) ، لقد تفوق حقا على ذاته !!
عزيزي المواطن :
تمالك نفسك ، وأمسك عقلك ، أنت في فيلم روائي سخيف ، أوشك على الإنتهاء ..
وأنت فقط من يملك حق كتابة كلمة النهاية
فأسرع ... أرجوك .
كاتبة مصرية