بقلم - محمود عبد الرحمن :

بنفس القدر الذى نعيش فيه فى مصر همومنا وإنجازاتنا، وعثراتنا ساعة بساعة فى مقاومة سلطة انقلابية دموية تقتل وتسجن وتسرق مقدرات الأمة حتى صار الرغيف عملة نادرة، والظلام عملة سائدة..
بنفس القدر عشنا 51 يوما بلياليها متعلقين بأشقائنا فى غزة، يوجعنا مشاهد الأطفال والنساء والكبار والصغار من الشهداء، وبيوتهم المهدمة وأشلاؤهم الممزقة – تذكرنا بمذابح السيسى حليف اليهود وعصابته.
العدو واحد فى فلسطين – فى مصر - فى ليبيا – فى سوريا – فى العراق.
لكن الحنان المنان – العزيز الجبار – القاهر فوق عباده، يمن علينا بهذا النصر الهائل، وهذا الفتح المبين، نصر انتظرناه عشرات السنين ذقنا فيها مرارت وهزائم أمام أحفاد الخنازير الذين أذلوا طويلا حكامنا المستبدين وتسلطوا على هذه الأمة المنكوبة.
هل جاء اليوم الذى نرى فيه تل أبيب، ومطار بن جوريون وكل مدن الصهاينة تصل إليها صواريخنا، لتعيش حربا حقيقية، ورعبا طويلا، يرغم المتغطرس على سحب قواته والاستغاثة بمن يبحث له عن مخرج؟
هل جاء اليوم الذى نرى فيه الشعب المحاصر يصنع آلاف الصواريخ، ويضبط تكنولوجيا توجيهها؟
هل جاء اليوم الذى نرى فيه طائرات بدون طيار – حربية تحمل الصواريخ – من تصنيع المقومة؟
هل جاء اليوم الذي يفر فيه جنود (الجيش الذى لا يقهر) مذعورين يصرخون ويهربون من التجنيد، وينسحبون قبل أن تنتهى المعركة؟
هل جاء اليوم الذى تتحمل فيه غزة – غزة ذات المساحة المحدودة ومليون ونصف من السكان - حرب ال 51 يوما وهى تزداد قوة وشدة، حتى ينهار العدو المدعوم أوروبيا، وأمريكيا، ودوليا، بل وعربيا؟ هل تهزم غزة كل هؤلاء؟
إنهم الفتية المؤمنون بالله رهبان الليل وفرسان النهار، أتباع محمد – صلى الله عليه وسلم - وأحفاد خالد بن الوليد وأبى عبيدة بن الجراح والصحابة الكرام.
إنه صبر السنين، وتربية الإيمان، وطريق الجهاد ، وخلق الصبر والمصابرة والمرابطة.
إنها يد المقاومة التى ترمى ويد الله التى تصيب.
إنه هتاف: الجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا.
إنها عاجل بشرى النصر لمصر والمصريين، أمام حلفاء الصهاينة، وابن أختهم مليكة.
إنها رسالة ربانية أننا على الطريق.
لكنه طريق تمتزج فيه معانى الإيمان بمعانى العمل والجهاد والأخذ بالأسباب.
أحبابنا: صدقونى إن حراك 3-7، وما بعده أيام 14، 15، 16-8 ، ينم عن تطور، ودراسات، وفكر، ونقلات نوعية سوف نرى من عبقريات المخلصين العاملين فى صمت ونكران للذات إبداعات جديدة ، وردعا للسفاحين وإيلاما لهم ووجعا وفشلا وتخبطا.
فلا مجال لتكاسل ولا تقاعس، ولا عودة من الشارع، ولا قعود فى البيت، ولا فرجة فى البلكونة، ولا مكان للكنبة فى هذا الحراك الثورى. 
لا نفقد البوصلة، ولا تتزعزع ثقتنا بنصر الله وعونه وفتحه.. إذا صدقنا مع الله تعالى.