أحمد المحمدي المغاوري – باحث وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
 
هتفرج هتفرج بإذن الإله ونخرج وننعم. بنعم الإله.قالها مرشد الإخوان في محبسه عام 2005  وها هو من محبسه بعد اوكازيون الإعدامات لا زال يرددها هو وإخوانه هتفرج هتفرج بإذن الإله. قال تعالى مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) الطور. هتفرج بإذن الله. يقول أحد الصالحين (إن لله تعالى في كل نفس مائة ألف فرج) فكم في اليوم الواحد من مليارات الفرج ولكن سنن الله لابد أن تمضي. قال تعالى(حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)إذا كان الانقلابين في فرح شديد الآن ويظنون أنهم قد وصلوا إلى ما أرادوا فالقرآن يخبرنا عنهم. 
 
أنهم لا يمكر بهم الله إلا في يوم فرحهم الكبير ولكن سيجمعهم الله في يومهم الكبير ومع كل من يكره الحق والخير (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم)فيخبرنا ربنا في سورة الأنعام (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) هتفرج بإذن الله فنهاية كل طاغوت لابد أن تمر بهذه المراحل.
 
هذه هي سنن الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا . فالله يسوق المجرمين إلى نهايتهم فإذا رأيت الباطل فرحا بما حقق على الأرض فاعلم أن السماء لها رأي آخر. وعموماً فالنهاية ليست على الأرض والنصر ليس من الأرض ولكن من السماء هو نازل لا محالة. وكل عمل كبير ومصير عظيم فمكانه السماء .فإذا فرح المجرم والمجرمين بحفل تنصيب النصاب في "يوم الزينة " اليوم الذي فرح فيه في الداخل والخراج كل نصاب بتنصيب الخائن لرئيسه ولمصر. فإننا ننتظر وعد الله فيهم( فانتظروا إنا منتظرون) وكما كان يوم انتخاب النصاب الخسيس فضيحة.فانتصار غزة العزة  أكد فضيحته وعمالته وأصبحت الأمة اليوم تنظر إليه ومن يسانده فلا ترى فيها إلا الغدر والخيانة .
 
مهما بذل فيه من تمثيل "وهسوكة" وأنفق عليه من ورنيش ولن يغني عنه من يدعمه من الله شيئا. وسيلعن بعضهم بعضا وسيلعنهم اللاعنون وصدق الله (واتبعوا في هذه الدنيا لعنة) وسنة الله في الظالمين معلومة قال فيها (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا). وإذا كانت هذه ساعتكم ويومكم  فكل يوم مع الله  هو يومنا وهو القائل (كل يوم هو في شأن)هتفرج بإذن الله فالموقنون ينتظرون الفرج والنصر من الله كما ينتظرون رزقهم كل يوم وفي كل نفس من الأنفاس شعارهم ما قاله أحد الصالحين (إن لله تعالى في كل نفس مائة ألف فرج) فكم في اليوم الواحد من مليارات الفرج. 
 
ولكنها سنن الله التي لابد أن تمضي. فإذا كان هناك من فرح بالباطل فأهل الحق يفرحون بالحق ووجوههم ناضرة. 
 
أما فرح المجرمين وقضاتهم في ساحات محاكم اللا قانون  فهم عاجزين عن إخفاء ظلمة وجوههم وتعاستها. فوجوههم مظلمة وعجزت أحكامهم وطلقاتهم ونيرانهم عن إخفاء الابتسامة والفرح على وجوه شهداء الحق في رابعة وأسود غزة الصامدة .وإخفاء ابتسامة إخواننا من وراء الأقفاص الحديدية والزجاجية. شعارهم (فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا).
- هتفرج بإذن الله فإنَّ فرحَ الظلمة فرحا مزيفا وكلما زادت فرحتهم اقتربت نهايتهم. أما فرح أهل الحق فهو بالحق وللحق والحق أحق أن يتبع ويُنصر.كلنا نذكر صاحب الظلال الشهيد سيد قطب يأتي أحدهم ليساومه ليقدم استرحاما لعبد الناصر فيقول مبتسما ساخراً قولته المشهورة إن السبابة التي شهدت بأن لا إله إلا الله ودافعت عن الحق لا تكتب استرحاما للباطل فاعدم واتخذه الله شهيدا.أ
 
ي فرج هذا!! أن يصطفي الله ويتخذ من خلقه شهداء الحق!!! روى عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري قال (لا تتكلم بكلام تعتذر منه غداً، واجمع الإياس مما في أيدي الناس))[رواه ابن ماجه.فمهما ملك الظالم من مُلك ووسائل بطش وعلا في الأرض.فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون..أبدا!!إنما يملي لهم سبحانه. 
قال تعالى "وأملي لهم إن كيدي متين" قال تعالى" وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ هود102)..لذلك نقول هتفرج بإذن الله.فانتظار الفرج عبادة وطاعة لله لأنه يدل على حسن الظن بالله الذي قال " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [ سورة النور - الآية 55 ] وقال سبحانه " وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يحذرون".
 
أن ما يحدث الآن ليذكرنا بما حدث  للصحابة رضي الله عنهم في يوم الأحزاب قال الله تعالى ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا.وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا )[ الأحزاب : 10 - 12 ]حتى يأتي الصحابي إلى النبي محمد كما جاء في الصحيح أن خباب بن الأرت قال :قلنا:يا رسول الله ، ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ فقال" إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه،لا يصرفه ذلك عن دينه،ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه،لا يصرفه ذلك عن دينه " هتفرج بإذن الله.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون" فعاد  خباب وصبر وجاهد في الله حق جهاده. فهل ننتظر الفرج ونحن جالسين ؟  الإجابة في هذا الكتاب" كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب، فذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم ، فكتب إليه عمر"أما بعد،فإنه مهما نزل بعبد مؤمن من منزلة شدة ، يجعل الله بعدها فرجا،وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإن الله يقول في كتابه :" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" المهم أن نستفرغ الوسع والطاقة ويظهر منا الرجاء . يقول تعالى" حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ "110 يوسف.
 
هتفرج بإذن الله حينما نثق بنصر الله حيث ضاقت علينا الأرض بما رحبت عندئذ هتفرج هتفرج بإذن الإله .ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.