كتب- د/ إبراهيم كامل محمد:

 
الحمد لله الذي توعد الظالمين بالنكال والعذاب الأليم فقال " وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أليماً " وحرمهم من الفلاح في الدنيا والآخرة فقال " إنه لايُفلِح الظالمون " وأعمَى بصرهم وبصيرتهم عن نعمة الهداية فقال "إن الله لايهدي القوم الظالمين" وهددهم بسوء المُنقَلب " وسيعلم الذين ظلموا أيَ منقَلَبٍ ينقلبون " والصلاة والسلام على خير البرية ورسول البشرية وعلى آله وصحبه وسلم وعلى التابعين وتابعيهم ونحن معهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
 
فقد رُوِي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّ اللهَ إذا أرادَ أنْ يهلكَ عبدًا نزعَ منهُ الحياءَ فإذا نزعَ منهُ الحياءَ لمْ تلقَه ُإلا مقيتًا ممقتًا فإذا لمْ تلقَه إلا مقيتًا ممقتًا نزعتْ منه الأمانةُ فإذا نزعتْ منه الأمانةُ لم تلقَهُ إلا خائنًا مخونًا نزعتْ منه الرحمةُ فإذا نزعتْ منهُ الرحمةُ لمْ تلقَهُ إلا رجيمًا ملعنًا نزعتْ منهُ رَبْقَةُ الإسلامِ " رواه ابن ماجه القزويني في سننه والسيوطي في الجامع الصغير والمنذري في الترغيب بسند ضعيف . وبنحوه " إذا أبغضَ اللهُ عبدًا،نزَعَ منه الحياءَ، فإذا نزَع الحياءَ، لَم تلْقَه إلَّا بَغيضًا مُتبغِّضًا، ونزَعَ منه الأمانَةَ، فإذا نزع منه الأمانةَ، نزَعَ منه الرَّحمةَ، فإذا نزَعَ منه الرَّحمةَ، نزعَ منه رِبقةَ الإسلامِ، فإذا نزع منه رِبقةَ الإسلامِ، لَم تَلْقَه إلَّا شَيطانًا مَريدًا " ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم .
 
ولوتأملنا هذا الحديث الشريف لوجدناه يفصل حال الانقلابيين من بدايتهم إلى ماهم عليه الآن ، خاصة هذا الخائن المتغطرس " السيسي " الذي بلغ معه السيل الزبى  
 
فقد خلع لباس الحياء وخان الأمانة ونُزِعت منه الرحمة ، حتى خلع أخيرا ربقة الإسلام بجرأة عجيبة ومنع مادة التريبة الإسلامية من أن يدرسها أبناؤنا ، وترك الحبل على غاربه لتدريس النصرانية ، ولاأدري أي سحر يستخدمه هذا المعتوه ليسحر أعين الناس ويسترهبهم بهذه الصورة ، نعم ، إنه الأحمق المطاع في أهله من الانقلابيين والفلوليين التواضروسيين .
 
وفي بجاحة فجة وسماجة يقول هذا الأهطل المتفرعن المتشيطن مخاطبا رب العالمين عز وجل " حضرتك ... لومليش خاطر عندك ... " يقول هكذا لرب العالمين حاشاه في علاه 
 
وكأنه يخاطب بشرا مثله كالطنطاوي وعنان " رأسا الفساد وعموداه " ولم يبق له إلا أن يلبس مسوح الضأن حتى تنطلي علينا حيلُه ، ناهيك أن كلامه يمر بعدة فلاتر كما قال لنا ، فلتر الصدق ، وفلتر .... ، وصدق فيه وفي أمثاله قول الله عز وجل " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشْهِد اللهَ على مافي قلبه وهو ألد الخصام . وإذا تولى سعى في الأرض ليفسِد فيها ويُهلِك الحرث والنسل والله لايحب الفساد . وإذا قيل له اتق الله أخَذَتْه العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد " البقرة 204- 206 .
 
هذا المتكبر على الله تعالى يريد أن يعرف خاطره عند الله ، وقد بشره الله وأمثاله بقوله تعالى " سأصرف عن آياتيَ الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يرَوْا كل آية لايؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لايتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين " الأعراف 146 . 
 
ولامانع من أن يعرف هذا الخائن المتآمر خاطره ومكانته ، فقد وصل إلى ماوصل إليه أبوه ، وحصل على درجة النهاية العظمى من الاستخفاف و " الاستهبال " " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب . أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصُد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب " غافر36 -37 ، " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِله غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِله مُوسَى وَإِنِّي لأظنه مِنَ الْكَاذِبِينَ " القصص 38 . إنما يريد هذا السيسي الفرعوني شيئا واحدا ألا وهو " ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " ولن يكون .
 
ولاأدري من أين أبدأ حتى يستبين سبيل هؤلاء المجرمين ، وحتى يفهموا خاطرهم ومكانتهم الحقيقية ، فهل أبدأ من حيث خان هذا المجرم رئيسه الذي جاء به إلى هذه المكانة التي لم يكن مجرد يحلم بها " دعونا من تسريباته إنما أراد أن يضحك بها على المغفلين ليرفعوه بها وقد كان من أمثال هؤلاء سعد الهلالي والجمعي وغيرهم من ذيول العار " مرورا بقتل الشيوخ والنساء الذين هم في صلاتهم خاشعون ، أم مانراه في غزة هاشم والتي فضحته وأخزته وعرَّتْه كيوم ولدته أمه يهوديا ، أم ماذا ؟ لكننا سنذكر حقائقه هو ومن معه 
 
الحقيقة الأولى : هذا خاطرك عندما خنت الأمانة والعهد مع رئيسك الشرعي للبلاد والعباد 
 
حيث أمر الإسلام بحفظ الأمانة وأدائها فقال " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أهلها " الأحزاب 72 ، وقال صلى الله عليه وسلم " أد الأمانة إلى من ائتمنك " الترمذي ، وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان " متفق عليه ،و قال الذهبي في كتابه (الكبائر) الكبيرة الرابعة والثلاثون " والخيانة في كل شيء قبيحة ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك ، وارتكب العظائم ، وقال صلى الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) رواه أحمد . ويبقى السداد في رقبتك أيها الخائن " لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء " حديث صحيح ، وياويلك من قاضي السماء في كل قطرة دم أسلتها ، وفي كل عين أم أبْكيْتها ، وفي كل نفس يتيمة أحوَجْتها ، وفي كل وزوجة تشكوك لربها  . ويبقى أن تعرف أن هذه الآية " وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيرًا " النساء 115 قد نزلت في الخائنين الذين ذكرهم الله في قوله " وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا " النساء 105 ،  لما أبَى التوبة من أبَى منهم ، وهو طعمة بن الأبيرق ، ولحق بالمشركين من عبدة الأوثان بمكة مرتداً ، مفارقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه . انظر تفسير الطبري . من المؤكد أنك تعرف طعمة بن الأبيرق فهو واحد من أجدادك ، ويحشر المرء مع من أحب .
 
الحقيقة الثانية : ياسيسي أنت ظالم قاتل هاتك للعِرض " ورمية برمية "
 
لقد خدعت المغفلين بحيلك وبالفزاعة " المحروقة " الإرهاب ، وظلمت الأبرياء وسجنت العلماء ، واختطفت رئيسنا تحت قوة السلاح والغدر ، ورميتهم بالكثير من التهم وهم أطهر الناس على وجه الأرض ، ونحن نرميك بهذه الآية لتقطع رقبتك يوم القيامة إن شاء الله  " ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار " إبراهيم 42، ورميت العفيفات الغافلات المؤمنات بمايسمى ب " جهاد النكاح " بتوقيع أكابر المجرمين من شياطين الإنس – البرشامي والمخبول ومكار والمفتي الأزعر وشبح الأزهر والحاقد تواضروس – ونحن نرميك بهذه الآية لتشل أركانك أمام الحي الديان " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعِنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم . يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بماكانوا يعملون " النور 23 – 24 . وأما استحلالك لقتل الأبرياء " أفضل الناس أدبا وعلما وحفظا لكتاب الله " فإنا نرميك بهذه الآية لتجرجرك في جهنم وبئس القرار " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما " النساء 93 . 
 
الحقيقة الثالثة : هان الله عليك فهنت على الله ، وخذلت المسلمين فخذلك الله 
 
لأنك لاتفكر إلا في إرضاء شهواتك ونزواتك ولاتفكر في المشروع من الممنوع أوالحلال من الحرام وانتهكت حرمات الله وبارزته بالمعاصي ، وهان الله عليك – في الوقت الذي تسجد فيه لأسيادك الحاقدين على الدين من الصهاينة المعتدين – ونسيت الله " هذا على فرض هويتك الإسلامية وأقسم بالله في كل ساعة أزداد فيك شكا " ولكني عندما أقرأ قول الله تعالى " نسوا الله فنسيهم " التوبة 67 ، وقوله " ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون " الحشر ، وقوله تعالى " ومن يُهِنِ اللهُ فماله من مُكْرِم " الحج 18 ،  أجد برد الرضا يسيطر على قلبي ، وتدمع عيني وينطلق لساني بكلمات الحسن البصري " هانوا على الله فعصوه ولوعزوا عليه لعصمهم " وأذكر العمالقة المغيبين خلف الأسوار من أشراف الناس وأعلمهم بدءا بفخامة الرئيس الشريف العفيف محمد مرسي ومرورا بالعلماء والحفظة والأخوات الحافظات ونهاية بالأحداث الصغار الذين فضلوا الرجولة على الديوثة ، والعزة على الذلة والمهانة ، أقول سبحان الله هؤلاء عزوا على الله فحفظهم كما حفظ نبي الله يوسف بن يعقوب بخلوة السجن حتى يتلذذوا بالمناجاة والعبادة ، أوقفوا أنفسهم لله فمتعهم الله تعالى بأنسه وعبادته وألبسهم تاج كرامته ولانزكيهم على الله تعالى وهو حسيبهم  ، وليس غريبا أن يتخرج من روضات السجون بالأربعين والخمسين من حفظة القرآن في أقل من عام ، ومنهم من حصل على أعلى الأسانيد في صحيح البخاري وغيره من رجال الحديث . أما أنت أيها الخبيث الديوث فلاوزن لك ولامقام ، وأذكِّر المعتبرين بموقف أبكى الصحابي الجليل أباالدرداء رضي الله عنه بعد أن فتحوا جزيرة قبرص وانتصروا ، حيث رؤي باكيا ، فقيل له ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله فقال ويحك يازبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا هم أضاعوا أمره بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى " مسند أحمد . وأخشى ماأخشاه أن تؤخذ الأمة بسوء حمقك وشناعة أفعالك .
 
وأما عن خذلانك في نصرة المسلمين المستضعفين ، فأخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ " أحمد وأبوداوود ، وقال صلى الله عليه وسلم " أُمر بعبد من عباد الله أن يُضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه قال :علام جلدتموني؟ قالوا :إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره " ابن حبان بسند صحيح ، وفي مسند أحمد مرفوعا " من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على نصره أذله الله على رءوس الخلائق يوم القيامة " أخرجه السيوطي بسند حسن . 
 
 و صدق من قال : وما من يد إلا يد الله فوقها    وما ظالم إلا سيبلى بأظلم .
 
وفي الحديث بقية إن شاء الله تعالى