بقلم/ محمود عبد الرحمن
مازالت الفعاليات تهتف (يسقط يسقط حكم العسكر).
وترفع شعارات رابعة، وتتحدث عن ارتفاع الأسعار.
وبدأنا على استحياء، وبدرجة لا تتناسب مع الحدث نذكر غزة.
وعلى نفس المنوال تنسج القنوات المؤيدة للشرعية: رابعة ومكملين والشرعية، ونشهد للجزيرة بأنها مختلفة فى اتجاه غزة بدرجة أعلى.
قد يقول قائل: إن الهم عندنا أشد من غزة، شهداؤنا بلغوا سبعة آلاف، منهم ثلاثة آلاف فى يوم واحد.
وقد يقول: إن سقوط السفاح يصب فى مصلحة قضية غزة وفلسطين.
وقد يقول: إن ارتفاع الأسعار يدفع شرائح جديدة للثورة ضد السفاح.
وهذا حقيقى.
لكن والله – إنه ليحزننى بحق أن قنوات الأقصى والقدس وغيرها لا تكاد ترى للمصريين فعالية قوية من أجل غزة، ولا هبَّةً قوية لنجدتها، ولا انتشارا لأعلام فلسطين فى الفعاليات، وأصبحت الساحة الإعلامية مرتعا لأذناب وكلاب الصهيونية فى الإعلام المصرى.
أيها الأحباب:
لا تستقلوا أبدا الأثر الذى تحدثه الفعاليات حينما تلبى غزة مباشرة.
حينما تهتف: (لبيك يا غزة) و(غزة غزة رمز العزة) و(بالروح بالدم نفديك ياغزة).
إن الصمود معركة نفسية قبل أن تكون معركة مادية تحسب بقدرات السلاح أو أعداد القتلى أو الشهداء.
تذكروا الدعم الذى كنا نحسه ونحن نرى الفعاليات التى تدعمنا من تركيا وفلسطين وتونس ولندن وباريس ونيويورك وغيرها.
تذكروا وقوف قنوات الأقصى والقدس واليرموك والتركية وقناة د الهاشمى التونسية، وغيرها مع قنواتنا المصرية الممثلة للشرعية، ومع الجزيرة مباشر مصر لدعم صمود ثوارنا فى الميادين وفى مواطن الشهادة.
هذا يشعرك فعلا أنك لست وحدك – يشعرك أن معك شعوب أمة واحدة جرحها واحد وألمها واحد وعدوها واحد.
يشعرك أن قشرة الحكام زائلة وأن الشعوب هى الباقية.
يشعرك أنك على طريق الحق – طريق الرجال الأحرار المخلصين.
تعالوا يا أحباب نعدل المسار.
ونضع غزة فى المقدمة اليوم قبل أن نبكى على شهداء الأمس، صمود غزة اليوم معركة وجود للأمة كلها، معركة حياة للأمة كلها.
بانتصار غزة سوف يسقط السيسى، وآل نهيان، وآل سعود، وحفتر، والمالكى وبشار.
لن نترك فصيلا منا ولا شعبا منا يقف فى الميدان وحده أبدا، مهما كانت الجراح الخاصة.
فالدم واحد، والهدف واحد، والقضية واحدة، والنصر لجميع الأحرار المؤمنين الصادقين.
نصرا من الله تعالى ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.