حازم سعيد :

رغم استغراقي الكامل في الدعاء في جميع الأوقات للمرابطين على ثغر الجهاد ضد اليهود بفلسطين المحتلة وفي القلب منهم حماس وفرعها كتائب القسام ، ورغم إلحاحي في كل الدعوات على الرب الكريم بلسان العبد العاجز الضعيف المتضرع للخالق العظيم .. إلا أني لم أقلق ولا لثانية واحدة ، ولا لأقل من ذلك على المجاهدين في فلسطين ..

 

لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم ..

كيف أقلق أو أخاف أو أنزعج وقد بشرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بالنصر المؤزر لمن هو قائم على ثغر الجهاد بفلسطين ..

في الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ". البخاري (3640)، ومسلم ( 1921 )  .

وأخرجه مسلم (1920) من حديث ثوبان، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
وأخرجه مسلم (1922) من حديث جابر بن سمرة، رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".

وأخرجه مسلم (1923) من حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

وفي رواية الطبراني من حديث مُرَّة بن كعب البهزي، رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا تَزَالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظاهِرِين على مَن نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كالإِنَاءِ بينَ الأَكَلَةِ حتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وهُمْ كَذَلِكَ". قلنا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ".

وعند أبي يعلى والطبراني وابن عدي من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ" .

أفبعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام !

لذلك لا أملك إلا أن أقول لحماس ولإخوانها في فصائل المقاومة الإسلامية بفلسطين كالجهاد الإسلامي وسرايا القدس وغيرهم : أنتم تفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

علمونا أيها الصالحون كيف يكون الجهاد على الثغور ، وكيف تكون المقاومة ، وكيف تكون : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ... " ، وكيف تكون : " اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله " ..

فأنتم والله حسيبكم تفسير كل ذلك .

حدثني صديق ثقة ذهب لنطاق المرابطين ضد اليهود وعاش معهم أياماً وليالي أثناء الاجتياح الصهيوني لغزة في 2009 ، وعلم أن المجاهد القسامي إذا فاته الفجر في الجماعة الأولى ليومين متتالين يعود إلى الحياة المدنية ويؤمر بترك الثغر لغيره ممن توثقت صلته بربه فلا تضيع منه صلاة الفجر في الجماعة .. أوليس هذا حال أولئك المنصورين الذين بشر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم !

نعم أيها الصالحون .. أنتم أهل الجهاد والمرابطة على الثغور .. ثبتكم الله .. قواكم الله .. نصركم الله .. أيدكم الله .. سددكم الله .. كفاكم الله .. أواكم الله .. اللهم آمين .

 

اليهود أقل من جناح البعوضة ..

لقد أثبتت كتائب القسام وإخوانها من فصائل المقاومة الإسلامية أن اليهود أقل من جناح البعوضة ، وأنهم ليسوا على شئ ، وأن بناءهم أوهن من بيت العنكبوت .

وأكد أبناء الرباط على ثغر الجهاد ضد اليهود أن نظرية تضخيم العدو نظرية فاشلة ، وأن اليهود ليسوا على شئ كما قال عنهم الله سبحانه من قبل في كتابه المبين : " لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ، بأسهم بينهم شديد ، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " .

لطالما ضخمنا من العدو الصهيوني وأنه يمتلك القدرات الفائقة في العدد والعتاد ، ولطالما توهمنا أنهم يملكون كل شئ ويملكون التكنولوجيا ويملكون ويملكون ... حتى إذا انكشف غبار الزيف الإعلامي بجهاد الأبطال إذا بنا نكتشف أننا أمام " مجرد بردعة " وليس تحتها - حتى – " حمار " .

 

الصهيوني العر# السيسي وتغيير عقيدة المصريين

مما استوقفني في الأيام الفائتة أحد أهم جرائم العر# الصهيوني السيسي المتمثلة فيما يفعله إعلامه وطبالوه وزماروه من تغيير عقيدة المصريين واللعب بأفكارهم وفق منهج " فاستخف قومه ... " يعني صنع فيهم الخفة .

العر# بعد أن غير العقيدة القتالية للجيش المصري فأصبح يحارب أبناء بلده بدلاً من الصهاينة ويقتل المرأة ويعتقل الطفل ويغتصب النساء .. بعد أن فعل ذلك في إهانة بالغة للجيش المصري وفي تغيير واضح للهوية .. يريد أن يغير عقيدة المصريين كلهم .

وبعد أن كان الصهاينة وما يطلقون عليه " إسرائيل " هم العدو أصبحوا الآن جيران وأصبح مطلوباً من مصر أن تحمي أمن سيناء وأمن جيرانها من إرهابي غزة .. يا الله !

إنها حقاً سنوات خداعات يؤتمن فيها الفاجر ويخون فيها الأمين .. بيد أني أعرف أن هذا كله زبد جفاء لن يمكث في الأرض ولن يبقى له أي أثر .

وكما تطهرت وتطهر الصالحون معي من الاستماع لنجاسات أمثال إبراهيم عيسى وعمرو أديب ولميس وخيري رمضان وأحمد موسى وأماني الخياط ووائل الإبراشي وغيرهم من أنجاس الإعلام ، فأنا أعلم أن كثيراً من المصريين لحقنا على هذا الدرب ولم يعودوا يثقون بأمثال هؤلاء ولا حتى يستمعون إليهم .

وغداً ستبين الأيام صحة ذلك ، هم لا يدركون ما حدث في الشارع المصري ، ولا يقيسون التغير اليومي الذي يحدث فيهم ، فدعهم في غيهم حتى تفاجئهم الأيام بما ليس في حسبانهم ، وحينها لن يرحمهم الثوار إن شاء الله .

 

أيها المجاهدون .. الله الله في أنفسكم

وتبقى نصيحة إن جاز لمثلي أن يكتب نصيحة لأسيادنا المجاهدين ضد اليهود والمرابطين على الثغور ، أقول لهم احذروا من العجب والزهو بانتصاراتكم وثباتكم ضد اليهود ، فليس لكم من ذلك شئ ، إنما الأمر كله لله ، هو الذي أيدكم بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبكم .. " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " .. " قل إن الفضل كله لله " ..

احذروا يوماً كيوم حنين إذ أعجبتنا كثرتنا نحن طائفة المؤمنين ، فكان الدرس الرباني ( المؤلم والموجع ) الذي تعيه الأجيال الصالحة يوماً بعد يوم وأحسبكم منهم إن شاء الله  والله حسيبكم .

احذروا الشرك الخفي المحبط للعمل والمبدل للقلوب والنيات والجالب للهزيمة والخسارة ، فمن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين .

واعلموا أن صلتكم بالله سبحانه هي السبب بعد فضل الله وتوفيقه في نصركم وثباتكم وتأييدكم ، فاحذروا أنفسكم وألجموها وقودوها إلى طاعة الله وأبعدوها عن معاصيه وعن الشهوات وعن كل ما فيه حظ النفس .

أيها الصالحون .. اعلموا أن الأمة كلها تنظر إليكم ، وتدعو لكم ، وتلهج ألسنتها بالثناء عليكم عند رب العالمين والشفاعة لكم واستنصاره واستمداده من أجلكم ، واعلموا أن قلوب صالحي الأمة تتعلق بفرحة نصر مؤزر تأتي من قبلكم ، وأن مساكين الأمة كلها يحتاجون لهذه الفرحة فلا تخذلوهم ولا تمكنوا عدوكم منكم .. الله الله في أمتكم .. الله الله في أنفسكم .. والله معكم ، ولن يتركم أعمالكم ..

-----------

[email protected]